سفراء الدول الخمس يبحثون مع سلام استراتيجية لبنان السياسيـة

اذا كان اللبنانيون راضين عن حال الفراغ والشلل المتحكمة بالدولة من رأسها حتى اخمص قدميها، او مرغمين على القبول بما انتجت ممارسات المسؤولين السياسيين الغائصين في زواريب المصالح الخاصة والفئوية، فإن الامر لا يبدو سياناً في ما يتصل بموقف دول القرار والمجموعة الدولية الداعمة للبنان التي تستغرب اشد الاستغراب ما يجري لبنانيا ومدى استخفاف اهل السلطة بالوضع الداخلي الذي لا تتوانى دولة أو بعثة دبلوماسية عن وصفه بالخطير وتطلق التحذيرات وتدق ناقوس الخطر من امكان تفكك الدولة، من دون ان يرف جفن لهؤلاء.

ويعتبر مصدر دبلوماسي مواكب لدقائق وتفاصيل الملف اللبناني لـ”المركزية”، ان الهزات المتكررة التي اصابت لبنان سياسيا بشلل مؤسساته الدستورية وامنيا عبر موجة التفجيرات الانتحارية ومحاولة تحريك جبهته الجنوبية واشعال الشرقية واقتصاديا كنتيجة حتمية للاستقرار السياسي والامني وحتى اداريا في ضوء مسلسل الاضرابات المتكرر، خلفت موجة قلق متنامية في اوساط دوائر القرار الغربي و”نقزة” من مدى اللامسؤولية التي تدار بها امور الدولة اللبنانية بما حمل دول مجموعة الدعم الدولي على فرملة خطواتها في اتجاه تقديم المساعدات للبنان، وهي اساسا مجمدة بفعل غياب السلطة المولجة متابعة آلية تسلمها.

ومنسوب الخوف الغربي سيحمل وفق معلومات “المركزية” سفراء مجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن إضافةً الى المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الى زيارة رئيس الحكومة تمام سلام في موعد لم يحدد حتى الساعة للتشاور في الاوضاع واجراء بحث معمق في الاستراتيجية السياسية اللبنانية وكيفية الحد من تداعيات اهتزاز الاستقرار التي تؤشر المعلومات الى انها بلغت منسوبا مرتفعا استنادا الى التقارير المعدة غربيا حول الوضع الداخلي اللبناني خصوصا مع ازدياد حدة التشنج المذهبي السني – الشيعي المنذر بوقوع فتنة اذا لم تسحب فتائله وينفس الاحتقان.

وتنقل مصادر المعلومات عن اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” تأييدها وتشجيعها للتواصل والحوار القائمين بين القوى السياسية اللبنانية كتيار المستقبل وتكتل التغيير والاصلاح وبين المستقبل وحركة امل باعتبار انها، ان لم تعطِ نتائج فورية مهمة، فهي تؤثر حتما في تنفيس الاحتقان في الشارع وتعكس مناخات ايجابية من شأنها الاسهام في حلحلة العقد الحائلة دون اعادة دورة الحياة الطبيعية الى البلاد واستئناف النشاط الرسمي في المؤسسات المعطلة بما يحصن الاستقرار. وتضيف المصادر ان الانكفاء العلني لأي حراك خارجي في اتجاه وضع حد لسيل الازمات المتراكمة وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي لا يعكس حقيقة الواقع على رغم انشغال الغرب بالملفات الدولية الكبرى من النووي الايراني الى التطورات العراقية والسورية، ذلك ان جهودا حثيثة تبذل على خط المواصلات الفرنسية الفاتيكانية – الاميركية وبالتواصل مع المملكة العربية السعودية وايران من اجل وضع حد للازمة الرئاسية ولو بالحد الادنى لسحب فتائل الانفجار باعتبار ان الوضع الداخلي الهش لم يعد يحتمل اي هزات ارتدادية بعدما اصيب بالعمق من خلال تسلل المنظمات الارهابية الى الداخل وفتح جبهاته الحدودية وتحضير ساحته للانخراط في المعارك الاقليمية.

وتؤكد المصادر ان هذه الجهود اذا لم توفق في اصابة الهدف بتأمين التوافق على انتخاب رئيس فانها ستتركز في المرحلة المقبلة على ضرورة فصل لبنان عن ملفات المنطقة وعزله لعدم انتقال العدوى اليه.

السابق
ريهانا تطالب بتحرير فلسطين.. وفنانون عرب تضامنوا
التالي
تراجع الإفطـارات 60% تخوّفاً من التفجيرات