أردوغان: علي أخي وحفيدي.. فلماذا لا تسمون عمر؟

في مؤتمر "مبادرة علماء العالم الاسلامي الى تبني السلم والاعتدال والحس السليم" الذي افتتح في مدينة اسطنبول بحضور حشد كبير من العلماء المسلمين من معظم الدول الاسلامية وبغياب لافت لعلماء الجامع الازهر وعلماء السعودية وحضور مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية، سأل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: "لماذا التعصب المذهب؟ وكيف يمكن تقبل الظلم؟ والذين يناصرون الحسين كيف يمكن لهم ان ينظروا في وجه الحسين؟". واشار اردوغان الى ان اسماء اشقائه الثلاثة هي علي وحسن وحسين والى ان اسم حفيده هو علي موجها سؤالا مفتوحا: "لماذا لا تسمون عمر؟".

في مؤتمر “مبادرة علماء العالم الاسلامي الى تبني السلم والاعتدال والحس السليم” الذي افتتح في مدينة اسطنبول بحضور حشد كبير من العلماء المسلمين من معظم الدول الاسلامية وبغياب لافت لعلماء الجامع الازهر وعلماء السعودية وحضور مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية، سأل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان: “لماذا التعصب المذهبي؟ وكيف يمكن تقبل الظلم؟ والذين يناصرون الحسين كيف يمكن لهم ان ينظروا في وجه الحسين اليوم؟”. واشار اردوغان الى ان اسماء اشقائه الثلاثة هي علي وحسن وحسين والى ان اسم حفيده هو علي موجها سؤالا مفتوحا: “لماذا لا تسمون عمر؟”.

من قصر باني العلمانية التركية كمال اتاتورك (دولماباهجه) خرج رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بخطاب موجه الى العالم الاسلامي وتحديدا الى العلماء المسلمين داعيا اياهم الى اجراء عملية نقد ذاتي لتجربتهم ودورهم في ما وصل اليه العالم الاسلامي من نزاعات،ط. وطلب منهم ومن المسلمين عموما عدم الاكتفاء برمي المسؤولية على الغرب واسرائيل، قائلا لهم: اني اكره ان ارى العلماء خلف الزعماء السياسيين واداة لهم.
كلمة اردوغان جاءت في افتتاح مؤتمر “مبادرة علماء العالم الاسلامي الى تبني السلم والاعتدال والحس السليم” الذي افتتح في مدينة اسطنبول بحضور حشد كبير من العلماء المسلمين من معظم الدول الاسلامية وبغياب لافت لعلماء الجامع الازهر وعلماء السعودية. فيما حضر مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية الشيخ محمد علي التسخيري الذي القى كلمة في حفل الافتتاح شاكرا اردوغان وهيئة الشؤون الدينية في تركيا على هذه الخطوة. كما القى رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي كلمة قال فيها: “دين المحبة تحولت صورته الى تكفير وارهاب ومعادي لكل جميل من ديمقراطية ومساواة. وعلى العلماء ان يصححوا الالتباس بين الارهاب والجهاد”. وختم: “ينبغي ان نقف ضد الظالم مهما كان مذهبه ونقف مع الحرية ايا كان الحامل لواء الحرية”.

على ان الخطاب الذي كاد ان يفجر المؤتمر وشكل صدمة غير متوقعة للمشاركين من ايران في حفل الافتتاح كان لاحد ابرز علماء سورية الشيخ اسامة الرفاعي الذي وجّه نقدا لاذعا لايران وقال “الذي يؤذينا من الايام الاولى للثورة السورية اننا نذبح من الايرانيين. فهم نفذوا جرائم يندى لها الجبين في سوريا”. واتهم حزب الله بأنه نفذ عمليات قتل للسوريين في دمشق وريفها وفي حمص وغيرها… واضاف: “اتحدث عن السلم والاعتدال ومن قاموا بثورتهم ضد ظالم مستبد ثم اشتغل فيهم الطعن ثم القتل والتهجير”.
كلمة الرفاعي فاجأت منظمي المؤتمر كما قال احدهم، عضو هيئة الشؤون الدينية في تركيا. فهو أوضح في حديث جانبي لاعضاء الوفد الايراني: “كنا طلبنا من الشيخ الرفاعي الا يتناول في كلمته ما يمكن ان ينعكس سلبا على اعمال المؤتمر”.

والجدير ذكره ان المؤتمر في صدد اطلاق وثيقة اسلامية تركز على الاعتدال ووسطية الاسلام وتنبذ الارهاب والعنف الذي يتحكم بحياة المسلمين في اكثر من منطقة في العالم. وهذا ما اكد عليه وزير الشؤون الدينية التركية الشيخ امر الله اشلاف: “يجب على العالم كله والعالم الاسلامي ان ينخذ موقفا موحدا ضد الارهاب، فالديانات تسعى الى سعادة الانسان والقرآن يدعو الى تقبل الآخر. وهناك الكثير من التوترات في معظم العراق وسورية تغرقهما في الفوضى الكاملة والقتل واﻷخطار. ونرى علامات على احداث كارثية لذلك يجب ان نبقي ابواب التفاهم مفتوحة”.
كلمة اردوغان امتدت نحو ٤٥ دقيقة فيما اقتصرت كلمات بقية خطباء حفل الافتتاح على خمس دقائق لكل منهم. واردوغان ركز على احداث غزة وعلى ما يرتكبه الاحتلال الاسرائيلي من مجازر بحق الشعب الفلسطيني وانتقد اجتماع المؤتمر الاسلامي في جدة الذي لم يتخذ موقفا حازما من العدوان الاسرائيلي وهجا الدول التي كان تمثيلها دون مستوى الحدث في المؤتمر، باستثناء قطر التي اوفدت وزير خارجيتها. واضاف اردوغان ان “العالم الاسلامي الذي لا يتحرك بشأن سوريا لا يحق له ان يطالب العالم بأن يتحرك من اجل غزة. إذ نلقي الاتهامات على الغرب لكن العالم الاسلامي يصمت”.
وانتقد أردوغان حق النقض في مجلس الامن: “لا يصدر اي قرار من مجلس الامن بحق سورية بسبب روسيا ولا يصدر اي قرار بشأن فلسطين ايضا بسبب اسرائيل. هناك دول عربية واسلامية سعيدة لما يجري في فلسطين. والعالم الاسلامي لو تحرك بشأن فلسطين لما جرى ما جرى في افغانستان ثم العراق”.
ووصف اردوغان الاسد بأنه “يزيد”، وقال في سياق تناوله الازمة السورية ان “من يقف الى جانب يزيد سيخلق يزيدا جديدا”. وانتقد من يتظاهر انه يقف مع ثورة كربلاء والامام الحسين ويساند يزيد اليوم. وسأل: “لماذا التعصب المذهبي؟ وكيف يمكن تقبل الظلم؟ والذين يناصرون الحسين كيف يمكن لهم ان ينظروا في وجه الحسين؟”.
واشار اردوغان الى ان اسماء اشقائه الثلاثة هي علي وحسن وحسين والى ان اسم حفيده هو علي موجها سؤالا: “لماذا لا تسمون عمر؟”. وسأل: “كيف يكون مسلما من يزنر نفسه بالمتفجرات ليدمر مسجدا او مرقدا او يقتل انسانا بريئاً. فالجغرافيا الاسلامية تقطر دما، ويجب ان نتحرك لمواجهة هذا النزف بالابتعاد عن الطائفية”.
وتابع: “لنتعلم من معركة “أحد”. ولا نفكر بالمغانم. ولنأخذ العبرة من كربلاء. فالحسين لم يقاتل ليترك وراءه نهرا من الدماء. ويجب ان تكون تركيا محايدة وان تقف مع المظلو. فنحن لا ننظر الى مذاهب السوريين والعراقييين وما يجب هو ان يتوقف سفك الدم كي نؤسس للسلام في منطقة اشرق الاوسط”.
بدا اردوغان في خطابه طامحا إلى ممارسة دور الزعيم الاسلامي وهو يتحدث أمام مجموعة من العلماء ورجال الدين من معظم العالم الاسلامي. لم يحابي ايران في خطابه حين تحدث عن الظلم في سورية ولا وفر السعودية حين تحدث عن تقصير منظمة المؤتمر الاسلامي ضمنا، وكال لإسرائيل ما يحب ان يسمعه الجمهور المعادي لها، وبدا متوازنا في النظر الى العراق، مشيرا الى علاقات تركيا الجيدة مع الكرد والشيعة وابناء والموصل وكل العراقيين، مستحضرا زيارته الى العراق التي شملت هؤلاء جميعا.

السابق
صاروخ يسقط طائرة ماليزيّة فوق أوكرانيا موديا بحياة 280 راكبا
التالي
جنبلاط ومليار “حزب الله” من الجمارك