حسين عطوي: جنوبي مندفع أم أصولي مندس؟

حسين عطوي اسم شغل اللبنانيين، لأنّه الوحيد الذي صاحت النخوة العربية داخله وقرّر قصف إسرائيل في ظلّ صمت لبناني وعربيّ مدوٍّ. وبات اسم حسين عطوي على كل لسان بعد ان أطلق صاروخين على اسرائيل رداً على عدوانها ضدّ غزّة. دخل عطوي الاعلام من بابه الواسع، هو الصحافي والاستاذ الجامعي والشيخ والناشط والمعتقل السابق والمقاوم. "جنوبية" سألت عنه أبناء الهبارية والاحزاب السياسية في البلدة؟

كثيرون لم يسمعوا باسم حسين عطوي قبل إطلاقه الصواريخ على اسرائيل رداً على عدوانها بحقّ غزّة وأبنائها. حسين كان معتقلا سابقا في معتقل الخيام لدى الاحتلال الاسرائيلي، وهو وان كان مؤيدا للمقاومة الا انه لم ينتسب الى حزب الله، وفضّل ان ينضم الى الجماعة الاسلامية ويقاتل في صفوفها وهو شارك في رد عدوان تموز 2006.

حسين بحسب أهالي الهبارية ابن بيئة دينية غير متزمتة واخ لشيخين معممين، الشيخ عبد الحكيم والشيخ شريف.وهو إضافة الى عمله الاكاديمي والاداري في كلية الدعوة الاسلامية فإنه كان مراسلا لجريدة اللواء الاردنية. وكان يتردّد باستمرار الى المسجد ويؤيد المقاومة نظرا لكون بلدته تعرضت للاحتلال، ولكون والدته قد استشهدت بقذيفة اسرائيلية.
رياض عيسى

رغم الخلاف السياسي بينه وبين حسين عطوي، لم يتناول الناشط السياسي رياض عيسى حسين إلا بالكلام الصادق. فقال في حديث لجنوبية إنّ “اللغز يبقى في معرفة سبب تصرف حسين عطوي”، متسائلا: “هل تصرّفه نابع من تأثّره بما يجري في غزة؟ ام انه اراد فتح جبهة؟ وهل هو مرتبط مع جهة فلسطينية معينة تريد إثارة بلبلة في الوقت الراهن؟”.
هذه الصواريخ التي أطلقها على شمال إسرائيل قبل أسبوع، وان فشلت في تحقيق هدفها، إلا أنّها كشفت وجود بيئة وأفراد لا زالوا يملكون المبادرة الوطنية. فتصرّف حسين لم يكن مقبولا من قبل أهالي البلدة وبعض الجهات السياسية الداعمة والمؤيدة للمقاومة، كما المعارضة لها، كونه يفتح الباب أمام ردّ اسرائيلي بحقّ الجنوب حصرا ولبنان عموما.
لكن يؤكد رياض عيسى، الناشط المدني وابن بلدة الهبارية، أنّه لا يعرف دور حسين عطوي السياسي في الجماعة “لكنّ الاكيد أنّه خضع لدورات عسكرية، اضافة الى العلوم الدينية”. ويضيف رياض عيسى أنّ حسين عطوي “منحاز الى الثورة السورية لكن لم يكن له اي موقف طائفي، بل سياسي. ولو أُتيحت الفرصة لأيّ شاب في العرقوب أن يمتلك اسلحة لفعل حتّى يقاتل بها إسرائيل”.
وعن سبب اطلاق سراح سمير ابو قيس، الموقوف الثاني من بلدة الهباربية في قضية اطلاق الصواريخ، فقد اكد رياض عيسى أنّ “سمير لا علاقة له بحسين أصلا، وسبب القاء القبض على سمير ابو قيس هو أنّ أهالي الهبارية أخبروا الجيش عن وجود سيارة رابيد حمراء بالقرب من مكان اطلاق الصواريخ وسمير ورياض هما الوحيدان اللذان يمتلكان سيارة رابيد حمراء، فألقى الجيش القبض على سمير ثم افرج عنه بعدما تبين ان لا علاقة له بالموضوع”. ويختم عيسى حديثه لجنوبية: “ما اعرفه عن حسين انه كان في الجماعة الاسلامية، وان التوقيت خاطئ، لكن من المعيب التنكّر لعمله”.
عمر المصري

القيادي في الجماعة الاسلامية عمر المصري يرى أن الموضوع أبسط بكثير من الضجة المثارة حوله: ” فحسين عطوي عضو في الجماعة الاسلامية، وعمله مبادرة منه، وبدافع الغيرة على ابناء دينه. وما قام به عمل شريف وكل انسان عربي يقوم به”.

المصري استغرب الهجمة الاعلامية عليه بهذه الطريقة قائلا: “منهم من اتهمه بأنه اصولي، ومنهم من قال إن بندقيته مأجورة، ومنهم من قال إنّه عميل لحدي. ونحن كجماعة ننتظر كيفية التعاطي معه لنتصرف. وهو لا يزال موقوفا. ونظمنا لاجله اعتصاما شعبيا، وننتظر ما ستفعله الدولة، ولن نقبل الا معاملته معاملة المقاومين”.
وعن تدخل حزب الله لاطلاق سراحه قال المصري: “لم يتدخل احد، والاتصالات مع الحزب عادية ومستمرة، ولكن لا مبادرة منهم حتى الآن بهذا الخصوص”.

السابق
يدها الواحدة لم تحل دون تربعها على عرش الجمال
التالي
انتهاكات بالجملة للحريات اﻹعلامية في المشرق العربي