الحرس الثوري والمليشيات يحميان المراقد الدينية في العراق

كشف مصدر رفيع المستوى، في رئاسة أركان الجيش، وصول أسلحة ومعدات إيرانية الى العراق، إضافة إلى 400 عنصر من الحرس الثوري، أُنيطت بهم حماية المراقد الدينية والسفارة الإيرانية في بغداد وقنصلياتها في البصرة والنجف، بموازاة تصاعد الانتقادات الموجّهة إلى رئيس الحكومة المنتهية ولايته، نوري المالكي، لفشله في تحقيق انتصار عسكري على الفصائل المسلحة، على الرغم مما يحظى به من دعم من المرجعيات الدينية والمليشيات وإيران.
وقال المصدر العسكري الرفيع، الذي رفض كشف هويته، في حديث لـ “العربي الجديد”، إنّ “المالكي منح أخيراً مهمة حماية المراقد الدينية لمليشيات “عصائب الحق” و”سرايا السلام” التابعة لرجل الدين مقتدى الصدر، فضلاً عن ضباط وعناصر من الحرس الثوري الإيراني”. وبيّن أنّ “أسلحة خفيفة ومتوسطة وبنادق قنص وصلت العراق قادمة من إيران برفقة عناصر الحرس الثوري الذين بلغ عددهم 400 عنصر ليضافوا الى عناصر أخرى موجودة أصلاً في البلاد منذ أسابيع”.

في هذه الأثناء، وجه عدد من الشخصيات السياسية العراقية البارزة انتقادات لاذعة الى المالكي لفشله في تحقيق انتصار عسكري على الفصائل المسلّحة، على الرغم من مرور أكثر من شهر على سقوط مدن شمال وغرب البلاد، ودعم مفتوح من المرجعيات الدينية في النجف وكربلاء، فضلاً عن الدعم الإيراني.

وقال عضو الحزب الشيوعي العراقي، حازم الربيعي، لـ “العربي الجديد” إنّ “القوات العراقية تتحرك بشكل عبثي وتفتقر لقائد محنك، وهي لم تحقق انتصار حقيقي حتى الآن على الأرض”.
وأضاف الربيعي “نحن نتحدث عن جيش كبير، وقوات غير نظامية تسانده وعشرات آلاف المتطوعين، ورغم ذلك لم تشف الحكومة صدورنا بأي نصر، ولو بسيط والجو العام الآن في بغداد يميل الى التشاؤم الممزوج بالخوف من اقتحامهم العاصمة وانهيار الوضع بشكل عام “.
وتسيطر جماعات مسلحة تنتمي لستة فصائل عراقية سنية أبرزها المجلس العسكري لعشائر العراق، وكتائب ثورة العشرين وجيش النقشبندية، إضافة إلى تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش)، على ما يزيد عن 44 في المئة من مساحة البلاد، تتركز في المناطق الغربية والشمالية وبعض المدن وسط العراق، بحسب مسؤولين أمنيين. وبسطت تلك الفصائل أخيراً سيطرتها على مدن الضلوعية والسعدية بديالى وصلاح الدين، فضلاً عن أحياء سكنية وقرى في الجزء الشمالي من مدينة الرمادي.
بدوره، قال القيادي في التيار الصدري، حسين البصري، إنّ المالكي فشل في أن يكون قائداً للجيش أو رئيساً للحكومة، رغم ذلك لا يزال يتمسك بحكومة لا تمتلك السيطرة على نصف العراق، فيما يشكل إقليم كردستان ربع النصف الآخر.

وأضاف البصري، في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، “يجب أن نكون واقعيين. هناك دعم مفتوح من إيران والولايات المتحدة ودول أخرى للمالكي ودعم شعبي في الجنوب بتحريك من المرجعيات، لكنّه لم يفلح حتى الآن بإنهاء الأزمة الأمنية، وهو يرفض الخروج على الشعب لمصارحتهم بحقيقة ما يجري على الأرض، وقد يكون هذا سبباً كافياً كي ترفضه كتلتي “الأحرار” و”المواطن” وباقي شركاء العملية السياسية”.

وتنفّذ قوات الجيش مدعومة بغطاء جوي هجوماً واسعاً من محورين على مدينة تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين، بغية استعادة من سيطرة الفصائل المسلحة. وقال بيان للوزارة إنها أطلقت “عملية السيف البتار لتطهير تكريت من الجماعات الإرهابية والمسلحة”. وأوضح أن” الجيش تمكن خلال الساعات الأولى من العملية استعادة السيطرة على الجزء الجنوبي لمدينة تكريت، وتجري معارك عنيفة في مناطق أخرى”.
غير أنّ شهوداً عيان أكّدوا لـ “العربي الجديد” خلال اتصالات هاتفية أنّ المعارك تجري خارج المدينة، وأنّ الجيش لم يتجاوز بعد حقول الألغام المزروعة حول المدينة. وقال أحدهم ويدعى محمد جابر (34 عاماً) “لا نسمع الا صوت الرصاص والانفجارات منذ ساعات ولم يدخل الجيش لغاية الآن والمسلحون يسيطرون في الداخل”.
الى ذلك، اقتحم مسلحون مجهولون، في ساعة متأخرة من ليلة أمس، مقرّ صحيفة “التآخي” الكردية في بغداد، ودمّروا محتوياتها، وأمروا العاملين فيها بالمغادرة. وقال رئيس تحرير الصحيفة التابعة للحزب “الديمقراطي الكردستاني”، بدرخان السندي، في اتصال هاتفي مع لـ “العربي الجديد” أن مسلّحين ينتمون لإحدى المليشيات هاجمت مقرّ الصحيفة، واستولت على وثائق وملفات وكتب رسمية، وهدّدوا العاملين بقتلهم في حال معاودة الصحيفة الصدور وامروهم بالمغادرة وعدم لعودة إليها، مضيفاً أن ذلك حدث أمام مرأى من قوات الشرطة ونحن الآن مضطرون للتوقف عن الصدور اعتباراً من الآن.

السابق
خطاب القسم للأسد اليوم؟
التالي
داعش: السجائر والمعسل حرام