موفد تركي يجول في بيروت تحضيراً لمؤتمر إسلامي

عبدالله غول

حمل موفد تركي إلى بيروت هواجس أنقرة من ظاهرة انتشار التطرّف والعنف في العراق وسوريا، خصوصاً في ضوء إعلان «داعش» قيام «الخلافة الإسلامية». لم تستطع تركيا «حزب العدالة» أن تهضم فكرة إعلان «الخلافة» على حدودها وهي التي كانت أعلنت انتهاء عهد الخلافة منذ 90 عاماً. الموفد التركي التقى في لبنان عدداً من القوى والقيادات الإسلامية بعيداً عن الأضواء، وانتهت بتوجيه رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد كورماز دعوات لعدد كبير من علماء المسلمين لعقد لقاء في اسطنبول ما بين 17 و19 تموز الجاري يشارك فيه ممثلو المؤسسات والمنظمات الدينية في مناطق النزاع والعلماء من اجل مواجهة العنف والتطرف والعمل لحماية السلام والاطمئنان في المنطقة ولإطلاق «مبادرة علماء العالم الإسلامي الى تبني السلم والاعتدال والحس السليم».

 

وجاء في حيثيات فكرة المبادرة أن «العالم الإسلامي يعاني حالياً من أصعب الفترات التي شهدها التاريخ، اننا في بؤرة عاصفة الانقسام والشدة والصراع الذي لا يمت بصلة لأية اسباب دينية او تاريخية. وان متابعة ما يجري في سوريا والعراق بمنتهى القلق، أمر غير مجدٍ وان اي مجهود لا يحد من سفك الدماء لا خير فيه وأن أي فتوى تؤدي لسفك الدماء تستحق الرفض والاستياء والاستنكار، ولذلك على علماء الأمة وأسيادها العقلاء بذل كل جهد للحدّ من ظاهرة الشدة والعنف والتطرف على الفور». وقد وجّهت الدعوة للعديد من العلماء في لبنان والعراق وسوريا والسعودية ومصر ودول أخرى، وسيشارك في المؤتمر الرئيس التركي عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية احمد داوود اوغلو. وتعتبر مصادر مقربة من رئاسة الشؤون الدينية التركية أن «ما يجري اليوم في سوريا والعراق يشكل خطراً على كل العالم العربي والاسلامي، وهناك تخوف كبير من اندلاع حرب مذهبية او تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية، ولذا لا بد من التحرك السريع، ليس فقط على صعيد العلماء بل من قبل معظم الدول والاطراف الاساسية في المنطقة». وتأمل هذه المصادر التجاوب مع هذه الدعوة لإطلاق ديناميكية جديدة من العمل لوقف الانهيار ومواجهة التطرف والعنف في المنطقة. وعلمت «السفير» أن العديد من العلماء من لبنان والسعودية والعراق تلقوا الدعوة وبعضهم قرر تلبيتها في حين أن الآخرين لا زالوا يدرسونها لاتخاذ الموقف المناسب، وإن كانت الاجواء ايجابية ولا سيما في ظل الموقف الإسلامي الموحد الرافض لإعلان «الخلافة الاسلامية» من قبل تنظيم «داعش» وفي ظل ازدياد مخاطر الصراع في المنطقة.

السابق
ضبط جبهة الجنوب لمنع جر لبنان إلى حرب غزة
التالي
بيان عسكري صادر عن كتائب القسـام