الديبلوماسية في سباق مع الهجوم البري على غزة

كثف الجيش الاسرائيلي حشوده في محيط قطاع غزة، في اشارة الى نيته شن عملية برية اذا لم تفلح الاتصالات والجهود الديبلوماسية في التوصل الى اتفاق لوقف النار. ووقت حذرت واشنطن من هذه العملية، اطلقت مصر التي يزورها وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم، مبادرة لوقف النار بناء على اتصالات اجرتها مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وكشفت مصادر اسرائيلية ان “اسرائيل تبحث عن صيغة تحقق من خلالها شروطا جديدة في مقابل وقف غاراتها على قطاع غزة”. واوضحت ان المعادلة التي سيبحث فيها اليوم تشمل رفع الحصار عن غزة، وفتح معبر رفح في مقابل تجريد غزة من السلاح في اشراف الامم المتحدة. واوردت الصحف الاسرائيلية ان” تل ابيب سوف تطلب على الاقل نزع الصواريخ البعيدة المدى التي يصل مداها الى تل ابيب والقدس وحيفا”.
وفي التطورات الميدانية، كشفت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” مفاجأة جديدة هي امتلاكها طائرات من دون طيار من ثلاثة طرازات للقصف والاستطلاع ولهجمات انتحارية. واعلنت اسرائيل اسقاط طائرة منها امس في أجواء مدينة أشدود بصاروخ “باتريوت”.
وصرّح الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بأن خمسة فلسطينيين قتلوا ليلاً في غارتين على جنوب قطاع غزة، الاولى على منزل في رفح ادت الى مقتل ثلاثة اشخاص بينهم طفلة والثانية على خان يونس أوقعت قتيلين. وبذلك، ارتفعت الى 186 قتيلاً و1390 جريحا حصيلة ضحايا الهجوم الاسرائيلي المستمر منذ الثلثاء على القطاع، اي ما يفوق حصيلة الهجوم السابق في تشرين الثاني 2012.

مبادرة مصرية
وأفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط “أ ش أ” المصرية ان “وزير الخارجية الأميركي جون كيرى سيقوم بزيارة لمصر اليوم يجري خلالها محادثات مع عدد من كبار المسؤولين”. وقالت ان كيري اتصل بنظيره المصري سامح شكري الاحد في ما يتعلق بالازمة الراهنة في غزة وتواصل العملية العسكرية الاسرائيلية.
ودعت الولايات المتحدة اسرائيل الى عدم شن هجوم بري على قطاع غزة وقالت إنه يمكن ان يعرض حياة المزيد من المدنيين للخطر. الا ان البيت الابيض امتنع عن انتقاد اسرائيل على عدد القتلى المدنيين الذين سقطوا في قطاع غزة من جراء الغارات الجوية الاسرائيلية، وقال ان للحكومة الاسرائيلية “الحق” وعليها “مسؤولية” حماية مدنييها من الهجمات الصاروخية.
وقبل ساعات من زيارة كيري، اعلنت القاهرة مبادرة لوقف النار تضمنت الاتي:
أ- توقف إسرائيل جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة برأ وبحراً وجواً، مع تأكيد عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح بري لقطاع غزة أو استهداف المدنيين.
ب – توقف الفصائل الفلسطينية كافة في قطاع غزة جميع الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل جواً، وبحراً، وبراً، وتحت الأرض، مع تأكيد إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين.
ج – فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأشخاص والبضائع عبر المعابر الحدودية في ضوء استقرار الأوضاع الأمنية على الأرض.
د – أما باقي القضايا بما في ذلك موضوع الأمن فسيبحث فيها مع الطرفين.
ثانيا – أسلوب تنفيذ المبادرة:
أ – تحددت الساعة 06:00 يوم 15 /7/ 2014 (طبقاً للتوقيت العالمي) لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.
ب – يتم استقبال وفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة منذ بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال محادثات تثبيت وقف إطلاق النار واستكمال إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، على أن تتم المحادثات مع الطرفين كل على حدة (طبقاً لتفاهمات تثبيت التهدئة بالقاهرة عام 2012).
جـ – يلتزم الطرفان عدم القيام بأي أعمال من شأنها التأثير بالسلب على تنفيذ التفاهمات، وتحصل مصر على ضمانات من الطرفين لالتزام ما يتم الاتفاق عليه، ومتابعة تنفيذها ومراجعة أي من الطرفين في حال القيام بأى أعمال تعرقل استقرارها.
وفي وقت متقدم، عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وفي غزة، اكدت “حماس” انها لن تقوم بالتهدئة مع اسرائيل قبل ان توقف الدولة العبرية قصفها لقطاع غزة وتفرج عن الاسرى وترفع الحصار عن القطاع الفلسطيني من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار.

“حماس”
وأعلن القيادي في “حماس” اسماعيل هنية في كلمة متلفزة ليلاً أن “هناك اتصالات لوقف العدوان بالتزامن مع تحرّك سياسي من قيادة الحركة والفصائل الوطنية”.وأكد مسؤول آخر في “حماس” أن ثمة جهوداً من أجل التهدئة في غزة ولكن لا اتفاق حتى الآن.

السابق
استنفار مسلح للفصائل في الرشيدية
التالي
لماذا استقال وليام هيغ؟