الخلاف بين تيّار المستقبل ونهاد المشنوق خرج إلى العلن

نهاد المشنوق
إذا كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد حُظِيَ برضى حزب الله، فإنّ سخط أهل البيت "المستقبلي" عليه يزداد يوما بعد يوم. وبعدما كانت الانتقادات للمشنوق لا تتعدّى إطار الصالونات الخاصة ولا تصل إلى الاعلام، فإنّ عضو المكتب السياسي في تيّار المستقبل المحامي حسان الرفاعي قرّر نقل الخلاف إلى مرحلة جديدة وأن يوصل صوته وصوت المعترضين على أداء الوزير إلى الرئيس سعد الحريري، في مقال قاس ضدّ المشنوق نشره موقع "يقال نت" الذي يديره الصحافي فارس خشّان، القريب من الرئيس الحريري.

إذا كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد حُظِيَ برضى حزب الله، فإنّ سخط أهل البيت “المستقبلي” عليه يزداد يوما بعد يوم. وبعدما كانت الانتقادات للمشنوق لا تتعدّى إطار الصالونات الخاصة ولا تصل إلى الاعلام، فإنّ عضو المكتب السياسي في تيّار المستقبل المحامي حسان الرفاعي قرّر نقل الخلاف إلى مرحلة جديدة وأن يوصل صوته وصوت المعترضين على أداء الوزير إلى الرئيس سعد الحريري، في مقال قاس ضدّ المشنوق نشره موقع “يقال نت” الذي يديره الصحافي فارس خشّان، القريب من الرئيس الحريري.

البداية كانت مع جملته الشهيرة “مش عارف حالك مع مين عم تحكي”، يومها عبّر كثيرون من مؤيدي تيار المستقبل عن رفضهم لتعالي وزير الداخلية نهاد المشنوق واسلوبه الفوقي في التعاطي مع الناس في بداية ولايته بوزارة الداخلية. لكنّ الهوة بين مؤيدي التيار وأعضاء التيار أنفسهم وبين المشنوق كانت تتّسع بفعل ابتعاد الاخير عن القاعدة الشعبية للتيار ورفضه تقديم خدمات إلى مؤيّدي التيار الأزرق، في حين يسرح مناصرو حزب الله ويمرحون في الوزارة والاجهزة الأمنية. وجاءت صورة الوزير المشنوق الى جانب مسؤول وحدة التنسيق في حزب الله وفيق صفا داخل وزارة الداخلية لترسم علامات الاستفهام عن “حلم رئاسة الحكومة” في عقل المشنوق، الذي يعرف المقرّبون من تيار المستقبل عن خلافاته التي لا تنتهي مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

ويومها أيضا شنّ مؤيدو تيار المستقبل حربا على المشنوق متسائلين عن مواقف الوزير الاخيرة الرافضة للجلوس الى طاولة واحدة مع حزب الله قبل تشكيل الحكومة وكيف تحوّل من صقر إلى حمامة محبّة لوفيق صفا… هذه الحملة ردّ عليها المشنوق ببرودة تامة معتبرا أنّ ما قام بها هو ادخال حزب الله في منطق الدولة ومؤسساتها وليس العكس.

لكنّ الشرخ بين قاعدة التيار والمشنوق أصبح واقعا وتحول الوزير الى وزير “مشبوه” بنظر القاعدة الجماهيرية التي تتهم المشنوق بالاهتمام بأهالي الطفيل أكثر من أهل بيروت، وباسترضاء حزب الله على حساب أهل طرابلس، خصوصا بعد الخطة الامنية في المدينة والتي أسفرت عن إلقاء القبض على قادة المحاور السنّة وهروب قادة المحاور العلويين.

كل هذا تزامن مع مقالتين في جريدة الاخبار المقربة من حزب الله والمعادية لتيار المستقبل ولسعد الحريري، الاولى في 27 تموز بعنوان : “نهاد المشنوق حيث لا يجرؤ الآخرون”، وفيها مديح للوزير “القبضاي” وأنّه “أكثر ذكاء من الوزير أشرف ريفي، وأكثر دهاء من فؤاد السنيورة. شخصيته طاغية. يتفوّق على ريفي ذي الخلفية العسكرية بحيثيته الفكرية، ويطغى على السنيورة لأنه أكثر إجادة منه للعبة الاعلامية». مقربون من الرجلين يعترفون بأنّ المشنوق «صار خصما لدوداً وعبئاً حقيقياً على المشروع السياسي» لكلّ منهما. مصدر مقرّب من السنيورة يقرّ بأن «الحظ أيضاً يلعب لمصلحة المشنوق. إذ إن هناك قراراً بالتهدئة وحفظ الاستقرار، يستفيد منه الرجل لإثبات نفسه، ليس على صعيد الأمن وحسب، بل في حفلة التذاكي المتبادلة بينه وبين حزب الله، حيث يعلم الطرفان بحاجة كل منهما إلى الآخر في السياسة والأمن». وهذا التباعد بين المشنوق والسنيورة يظهر أيضا في أماكن أخرى، إذ أنّه بات معروفا أنّ المشنوق لا “يحلم” برئاسة الحكومة، بل “يعمل جاهدا” للوصول إليها، كونها “المركز الأعلى الذي يمك نأن يشغله أيّ رجل سنيّ في لبنان”. وهو يريد أن يضيف “الرئاسة” إلى سيرته الذاتية. واللافت أنّه يعمل ليكون “رئيسا” لا زعيما سياسيا أو شعبيا. وهناك فارق كبير بين الاثنين، في الخدمات المطلوبة للناس وفي التعاطي مع أهل بيروت ومؤيّدي تيار المستقبل.

أما المقال الثاني لسامي كليب بتاريخ 1 تموز فهو عبارة عن مقال مديح خالص فقط بشخض المشنوق والمظهر الذي يقدّمه بوزارة الداخلية وأدائه العام ومواقفه السياسية التي يرضى عنها حزب الله، فكتب كليب: “صار دوره يبعث على الطمأنينة بعدما كان خصومه يتهمونه بتأجيج الصراع في لبنان وسوريا وباللجوء الى خطاب مذهبي. هذا ليس تراجعاً عن مواقف لا يزال نهاد السياسي والكاتب مؤمناً بها، إنما هي ضرورة المساهمة في إنقاذ الوطن”. في هذا الوقت كان كليس يكتب مقالا يذمّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.

واذا كان المشنوق قد حظي برضى حزب الله فإن سخط اهل البيت عليه يزداد يوما بعد يوم، وبعدما كانت الانتقادات للمشنوق لا تتعدّى إطار الصالونات الخاصة ولا تصل الى الاعلام فإنّ عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل المحامي حسان الرفاعي قرّر نقل الخلاف الى مرحلة جديدة وأن يوصل صوته وصوت المعترضين على أداء الوزير الى الرئيس سعد الحريري فكتب رسالة نشرها في موقع “يقال”، الذي يديره الصحافي القريب من الرئيس سعد الحريري، فارس خشّان، المقيم في باريس. مقال ينتقد أداء المشنوق وتصرفاته ناقلا آراء بيروتيين غاضبين يرفضون إعادة انتخاب المشنوق في الانتخابات النيابية: “لن أذهب لأنتخبه لا في الدائرة الثانية ولا في الثالثة فليستنجد معاليه بأصوات أصحابه في الحزب! وَصِّل يا حسان كلامنا للشيخ سعد!”

فهل يصل هذا الكلام إلى الرئيس سعد الحريري؟ أم أنّ الرسالة وصلت إلى المشنوق، وهي سبب استدعاء الحريري للمشنوق إلى السعودية قبل يومين؟

السابق
بري بحث التطورات في غزة هاتفيا مع لاريجاني
التالي
معركة القلمون: استنزاف حزب الله ودعوات لتطويع مقاتلين جدد