هل أدرك الإعلام المصري أن غزة ستبقى رافعة لمصر العروبة

منذ أكثر من عام بدأ قطاع من الإعلام المصري بشن هجمات مسمومة لا تنم عن عروبته ولا قوميته، وطلع علينا الكثير من الراقصين على أوتار المصالح الخاصة بحض الجيش المصري إلى تغيير بوصلته لتتوجه نحو غزة، ولكن الجيش كما عرفناه في حرب 1973 لم يتساوق مع تلك الأبواق الإعلامية النكر ، ولكن مع بدء الحرب العدوانية على غزة قبل أيام بكل ما فيها والتي لم تستثن أحداً من صواريخها ودباباتها وبوارجها؛ وجدنا أن هناك بعض الإعلاميين الذين يتنكرون بزي إنساني يحضون الجيش المصري لمهاجمة غزة للتخلص من إرهابها حسب قولهم، وهنا يكمن التساؤل الهام .. لم كل هذا؟ هل لتبقوا في مواقعكم؟ هل تشترون مواقعكم ومرتباتكم بدماء أطفال غزة؟، هل تعتبرون أنفسكم مخلدين في مواقعكم؟.. ألم تعلموا أن الثابت الذي تعلمناه أن كل شيء متغير حتى المواقع والكراسي؟ … فماذا ستقولون أن يأتي يوم وتكونوا خارج مواقعكم .. ماذا ستقولون لأطفالكم ولأحفادكم؟… أعلم أنكم ربما لم تفهموا ما قرأتم في مدارسكم وجامعاتكم عن فلسطين وما تشكل من أهمية لا يمكن تجاوزها لمصر والعروبة.

اليوم بات على الإعلام المصري العروبي الهادف والمحايد والمهني أن يقول كلمته فهو ما زال في قلوبنا ومحل تقدير من كل الفلسطينيين في غزة، ولكن الإعلام المصري الذي يرى في نفسه طرفاً مع الاحتلال الصهيوني الذي قتل مئات الجنود المصريين على مدار تاريخ الحروب مع مصر والعرب فسيجد نفسه خارج التاريخ؛ لأن أهل مصر قد جلبهم الله على الفطرة السليمة، وما يجب أن نسأله لذلك الإعلام: كم من حالة اختراق مارسها الاحتلال على الأراضي المصرية .. أينكم منه؟، كم من شبكة تجسس صهيونية نجحت المخابرات المصرية في التعامل معها.. لماذا لم تأتوا على أهداف الاحتلال من الاستمرار في زرع تلك الشبكات في مصر الكرامة؟ كم من محاولات غربية تحاول سلخ مصر عن فطرتها الاجتماعية والثقافية لولا الجهود من أجهزة مصر لوجدتم انسلاخاً بين المصريين أنفسهم .. فأين أنتم؟، غزة حتى اللحظة لم يتم تقديم دليل واحد على أنها تدخلت بشكل مباشر أو غير مباشر، بل إن تقرير المخابرات الحربية الأخير دلل على مدى تعاطي غزة ايجابيا مع ما من شأنه حماية الحدود بين غزة ومصر الكنانة.. فلماذا لم تذكروا هذا؟ أخشى أن الله أعمى بصيرتكم وبصائركم، ولكن ما يجعل في قلوبنا الأمل أن مصر هي مصر وستبقى مصر وغزة لا يمكن لها أن تتنكر لمصر، ولو حاولتم في إعلامكم الرخيص أن تسلخوا غزة عن مصر فلن تنجحوا إلا لوقت قصير، لأن الخير دائما يغلب الشر، ولا يغلب عسر يسرين.

نحن لا نكتب مثل هذه الكلمات إلا لحبنا لكم رغم أنكم تجرحونا في كل يوم، ولا نريد أن نحضكم إلى أن تغيروا من نهجكم انطلاقاً من دافع إنساني تجاه غزة، ولكن غزة تناديكم اليوم وتقول لكم الحقوا بقافلة الخيرية فالتاريخ إما أن يكتب بمداد من مسك وعنبر، أو بمداد ماء، ونحن لا نرى فيكم إلا أن تكونوا من الذين يسجل التاريخ حراكهم بمداد من عزة ومسك وعنبر.

عذرا مصر نكتب اليوم لإعلامييك علّهم يدركوا أن غزة لن تكون إلا حامية لأمنك كما كانت عبر التاريخ، ونتمنى أن يفهموا أن غزة كانت وستبقى رافعة من روافع الأمن القومي المصري.

 

السابق
6 قتلى وعشرات الجرحى لـ«حزب الله» خلال معارك عنيفة في جرود عرسال
التالي
هل تصنع أميركا وايران التاريخ بحلول الاحد المقبل؟