في اليوم السابع.. أمن إسرائيل يهتز وغزة صامدة

كتبت صحيفة “الديار” تقول : … وفي اليوم السابع… لم تسترح المقاومة الفلسطينية، ها هي “سرايا القدس” تتوعد: “بعد كورنيت الهامر.. ديمونا وتل ابيب في خطر… انتظرونا”…

وبالفعل، فقد قصفت “السرايا” نتانيا لاول مرة بصاروخ “براق 100” وتل ابيب والمجدل بـ10 صواريخ “براق 70” وقصفت عسقلان بـ3 صواريخ، كما قصفت “كتائب القسام” قاعدة بلماخيم الجوية بـ3 صواريخ “M75” لاول مرة، ومطار حتسور العسكري بـ5 صواريخ من نوع “غراد”.

“أسطورة” اسرائيل القوية بأمنها وآلتها العسكرية المدمرة تعود مجددا لتتحطم امام عنفوان المقاومة الفلسطينية، ها هي صفارات الانذار تدوي في المدن الاسرائيلية، ها هم الاسرائيليون ينزلون الى الملاجئ خوفا ورعبا، ها هو الامن الاسرائيلي يهتز على وقع الصواريخ.
تل أبيب تلوّح بالاجتياح البري للضغط على المقاومة كي ترضخ للشرط الاسرائيلي وهي تدرك تماما ان في البر مقتلها.

وقد قالت صحيفة “هآرتس” ما حرفيته “انه رغم صفوف الدبابات وتأهب ألوية المشاة فان الاوامر الموجهة الى الميدان تتأخر ولا تسرع في العملية البرية بانتظار نتائج الاتصالات السياسية”.

تباين وضبابية في القيادة العسكرية الاسرائيلية نتيجة نقص معلوماتها الاستخباراتية عن قدرات المقاومة في غزة كما قالت صحيفة “يديعوت احرونوت”. كما ان القناة العاشرة الاسرائيلية قالت بصراحة “ان اسرائيل تريد وقف النار الان، لكن الظروف على الارض لم تنضج بعد”.

“المحرقة الاسرائيلية” مستمرة ضد ابناء غزة وسط صمت دولي مريب اخترقه بيان خجول لمجلس الامن، حيث دعا “الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل والفلسطينيين”، وطالب “باستئناف مفاوضات السلام المباشرة بين الطرفين”. في حين توعدت اسرائيل بالاستمرار في عمليتها العسكرية “حتى التوقف عن اطلاق الصواريخ” على حد قولها.

الوضع الميداني

ماذا في اليوم السابع الدموي من العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة:
ارتفع عدد ضحايا العدوان على مدن ومخيمات قطاع غزة إلى 12 شهيدا بينهم أطفال ونساء وشيوخ فيما سجلت إصابة نحو 25 شخصا بجروح منذ امس.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن قوات الاحتلال قصفت مدن القطاع طوال ساعات فجر امس واستهدفت منازل الفلسطينيين ومؤسسات مدنية ومساجد وبنية تحتية، مشيرة إلى استشهاد شاب يبلغ من العمر21 عاما في مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار متأثراً بجروح أصيب بها أمس في مدينة رفح جنوب القطاع.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد امرأة فلسطينية جراء قصف منزل عائلتها في مخيم المغازي وسط القطاع فيما أصيبت ثلاث نساء أخريات بجروح تم نقلهن إلى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح المجاورة.

كما استشهد طفل يبلغ من العمر 3 أعوام وأصيب11أخرون في قصف استهدف منزلا لعائلة سلامة في خان يونس جنوب القطاع في وقت استشهدت مسنتان تبلغان من العمر80 و73 عاما في غارة شنتها طائرة حربية إسرائيلية على حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وأدت الغارات الاسرائيلية المتواصلة على مدينة دير البلح وسط القطاع إلى استشهاد شابين فلسطينيين فيما استشهد شاب من مدينة رفح جنوب القطاع متأثرا بجروح أصيب بها خلال العدوان الإسرائيلي وشاب في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع في غارة استهدفت منزلا في البلدة.
ومع ارتقاء هذا العدد من الشهداء صباح امس، يرتفع عدد ضحايا العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة إلى 166 شهيدا و1096جريحا.
وفي اصرار على الاستمرار بالعدوان على الشعب الفلسطيني، دعت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس سكان عدة مناطق شمال قطاع غزة الى اخلاء منازلهم فورا تحسبا لغارات جوية ضخمة ستشنها طائراتها.

وذكرت “وكالة الصحافة الفرنسية” ان الطيران الاسرائيلي قام بالقاء منشورات على شمال القطاع، مطالبا السكان بترك منازلهم قبل الظهر للتوجه الى الجنوب بحجة ضرب مواقع للمقاومة الفلسطينية. إلى ذلك منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباحاً المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا بيير كرينبول ومنسق الشؤون الإنسانية جيمس راولي من الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون.

من جهة ثانية وفي ردها على استمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في استهداف المستوطنات والتجمعات الاسرائيلية بالصواريخ.
وفي هذا السياق قالت وسائل إعلام إن المستوطنات الاسرائيلية المحيطة بقطاع غزة مرورا بـ “أسدود” وصولا إلى تل أبيب تعرضت لوابل من الصواريخ صباح أمس، حيث سمعت صفارات الانذار في العديد من هذه التجمعات مستبقة وصول الصواريخ.

وبحسب القناة العاشرة الاسرائيلية سقط أكثر من 40 صاروخا منذ صباح امس على المستوطنات الاسرائيلية الجنوبية، فيما أشار موقع صحيفة يديعوت أحرونوت إلى أن القصف الصاروخي مستمر على المستوطنات المحيطة بقطاع غزة حيث سقطت 5 صواريخ صباح أمس في مستوطنة اشكول دون وقوع اصابات واندلع حريق في المكان نتيجة سقوط احد الصواريخ.

وسمعت صفارات الانذار في مدينة عسقلان وتجمعات اسدود وريشون لتسيون والرملة واللد ومستوطنة موديعين غربي رام اله، وكذلك في مستوطنة رحفوت في حين اندلع حريق وصف بالكبير في النقب الغربي في اعقاب سقوط قذائف هاون اطلقت من قطاع غزة.

مقاتلو حماس يتصدون لانزال اسرائيلي

وكانت المقاومة الفلسطينية تصدت فجر امس لمحاولة انزال بحري لوحدات العدو الاسرائيلي في شمال غرب قطاع غزة.
واعترف ناطق عسكري اسرائيلي باصابة اربعة من الجنود الاسرائيليين بجروح وصفها بالطفيفة خلال الهجوم، إلا أنه رفض ذكر تفاصيل إضافية.
ويعد هذا الاشتباك الاول من نوعه منذ بدء الهجوم الاسرائيلي قبل ستة ايام على القطاع بهدف منع الفلسطينيين من اطلاق صواريخ على اسرائيل.
وقال بيان عسكري “ان القوة الاسرائيلية كانت تهاجم موقعا في شمال غزة يستخدم لاطلاق صواريخ بعيدة المدى عندما تعرضت لاطلاق النار”، واضاف البيان: “ان الكوماندوس ردوا على اطلاق النار وتمكنوا من اصابة موقع الاطلاق”، وقال “ان اربعة من الجنود اصيبوا بجروح طفيفة في الاشتباك”.
وقالت “حماس” ان مقاتليها اطلقوا النار على القوة الاسرائيلية قبالة الساحل ومنعوها من النزول على الشاطئ.

اقتحام المسجد الاقصى

وفي سياق الأوضاع التي تشهدها الضفة الغربية المحتلة تسود مصليات المسجد الاقصى المبارك ومحيط بواباته الخارجية منذ صباح امس أجواء شديدة التوتر بعد اقتحامه من قبل وحدة خاصة من جنود الاحتلال من باب المغاربة وملاحقة عناصرها للمصلين الذين تصدوا لمستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى بإمرة الحاخام المتطرف يهود غليك.
وفرضت قوات الاحتلال حصارا عسكريا محكما على المسجد الأقصى ومنعت الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من الدخول اليه في حين سمحت في الوقت نفسه لاقتحامات المستوطنين، الأمر الذي استفز مشاعر المصلين المعتكفين برحابه فتصدوا لهم حيث أعقب ذلك اقتحام مفاجىء لقوات الاحتلال من باب المغاربة والتي شرعت بملاحقة المصلين في المسجد وسط اطلاق لقنابل الغاز السام والمسيل للدموع والقنابل الصوتية الحارقة.

عباس سلم رسالة الى مون : الوضع لم يعد يحتمل
ونقلت وكالة الأنباء “وفا” عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قوله خلال تسليمه امس رسالة رسمية إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من خلال ممثله في الأراضي الفلسطينية روبرت سيري في مدينة رام الله بالضفة الغربية “إن القيادة الفلسطينية قررت الطلب رسميا من الأمم المتحدة توفير الحماية الدولية لشعب وأرض فلسطين”، مشيرا إلى استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولا سيما الليلة الماضية التي كانت حافلة بالعدوان البري ما أدى إلى وقوع مزيد من الشهداء والجرحى والتدمير.
وأكد الرئيس عباس أن الوضع لم يعد يحتمل الصبر أكثر من هذا، بعد أن أوغلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في كل شيء، مطالبا بإيقاف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الذي بدأ في الخليل ثم في مدينة القدس المحتلة ثم في باقي الضفة الغربية وأخيرا في غزة، لافتا إلى أن القيادة الفلسطينية “في حالة انعقاد دائم وأن هناك قرارات اتخذتها ستعلن قريبا وطلب الحماية هو أولها”.

مجلس الامن

واصدر مجلس الأمن بيانا هو الاول منذ بدء الهجوم الاسرائيلي على غزة، حيث كان الاعضاء منقسمين حول الموقف مما يجري ورد الفعل المطلوب من المجلس.
وقد عبّرت الدول الأعضاء في مجلس الامن عن قلقها الشديد بسبب الازمة في غزة وسلامة المدنيين من الطرفين.
ودعا الاعضاء الى وقف التصعيد القتالي واحترام قوانين حقوق الانسان، بما فيها حماية المدنيين.
وعبر الاعضاء عن دعمهم لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين بهدف التوصل الى اتفاق سلام شامل مبني على حل الدولتين لشعبين.

ايران

أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن أميركا وبريطانيا تدعمان رسميا قتل الأطفال المظلومين في قطاع غزة من خلال السكوت على جرائم الكيان الصهيوني في القطاع.
واستنكر خامنئي في كلمة ألقاها مساء أمس لدى استقباله عددا من الشخصيات الثقافية وأساتذة الشعر والأدب الفارسي من إيران وطاجيكستان والهند وافغانستان وباكستان، صمت العالم على الجرائم المؤلمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسقوط العديد من الضحايا غالبيتهم من الأطفال الأبرياء والمظلومين، مشيرا الى المفارقة المتمثلة بإثارة بعض القوى ضجة من أجل قتل حيوان في مكان ما في العالم في حين لا يثير العدوان الأخير علي غزة وسقوط الأطفال الأبرياء والمظلومين من بين ضحاياه، اي اهتمام لهم. وقال بل ان أميركا وبريطانيا تدعمان رسميا مثل هذه الاعتداءات الوحشية.
وقال خامنئي إن “حقائق العالم اليوم تتمثل في دعم قوى الهيمنة لأي عمل سيىء وفساد يكون في خدمتهم ومعارضة أي عمل حقيقي وقدسي لا يكون منسجما مع مصالحهم ومواجهته والتصدي له بشكل وحشي”.
كما استنكر خامنئي إقدام القوى الكبرى على “قلب الحقائق والتطاول على استقلال وثروات ودين واخلاق الشعوب من خلال الهيمنة على وسائل الإعلام”، داعيا الشعراء الى تحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الحقائق والظروف والحفاظ على الهوية الثقافية للشعب أمام الغزو الثقافي الغربي.
ولفت خامنئي إلى وجوب قيام الشاعر الذي يتمتع بالشعور والفهم وقدرة وقوة البيان والفصاحة بتقديم المساعدة للمظلوم وإظهار الحق والحقيقة من خلال اشعاره.

سوريا

دان مجلس الشعب السوري “العدوان الاسرائيلي المتواصل ضد شعبنا العربي الفلسطيني على قطاع غزة الذي راح ضحيته عشرات الشهداء ومئات الجرحى”.
وقال رئيس المجلس جهاد اللحام في افتتاح اعمال الدورة ان “هذا العدوان الجديد يندرج في سياق الحرب الارهابية الكبرى التي تشنها المجموعات الارهابية برعاية اميركية وغربية على دول في منطقة الشرق الاوسط، وخصوصا على سورية والعراق والتي برز العامل الاسرائيلي فيها منذ بداياتها، حيث كانت الة الحرب والعدوان الاسرائيلية تظهر لتمارس دورها مع كل اخفاق تمنى به المجموعات الارهابية على يد الجيش العربي السوري، وغير ذلك من الخدمات الطبية والعسكرية واللوجستية التي تقدمها سلطات الاحتلال لهذه المجموعات الارهابية”.

السيسي ومون

تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، تناول خلاله تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
واعرب الامين العام عن امله في ان يسهم اجتماع مجلس الامن المقرر عقده خلال الاسبوع الجاري في التهدئة ووقف اطلاق النار.
وصرح الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير إيهاب بدوي، بأن الامين العام للامم المتحدة اشار اثناء الاتصال الى الجهود التي يبذلها والاتصالات التي يواليها مع عدد من الاطراف الاقليمية، من بينها المملكة الاردنية الهاشمية، لوقف العنف والتصعيد العسكري حقنا لدماء الابرياء.
واوضح بدوي ان بان كي مون اشاد بالجهود المصرية المبذولة للتهدئة بين الجانبين، فضلا عن المساهمات المصرية في تخفيف المعاناة الانسانية للشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدا ان مصر تعد الطرف الاقدر على المساهمة بفاعلية في تحقيق التهدئة بين الجانبين.
من جانبه، عاود الرئيس السيسي التأكيد على ان القضية الفلسطينية تحتل مكانتها التقليدية في السياسة الخارجية المصرية، وان انشغالنا بالداخل المصري لن يثني من عزمنا للسعي نحو التوصل الى تسوية عادلة لتلك القضية، حتى يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة ويقيم دولته المستقلة القابلة للحياة على اراضي الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

السابق
مصدر عوني: جنبلاط يعمل على تحجيم عون
التالي
اسرائيل تحذّر لبنان: جاهزون للتعامل مع أربع جبهات