جنبلاط: المطلوب صفقة شاملة لفك الحصار عن قطاع غزة

وليد جنبلاط

أشار رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط إلى الصدف التي شاءت أن تتكرر مع “تزامن بطولة العالم لكرة القدم المونديال مع الاعتداءات والحروب الاسرائيلية. فكما حدث أثناء اجتياح لبنان وحصار بيروت سنة 1982، تكرر الأمر نفسه بالأمس في الحرب الجديدة على غزة. لكن للتذكير، بيروت آنذاك صمدت وانتصرت وخرجت منتصرة، بالرغم من الخسائر البشرية والمادية. والفلسطينيون خرجوا يومذاك بتسوية سياسية، مع التذكير بأن تآمر قوى داخلية مع قوى خارجية أدى إلى وقوع مجازر صبرا وشاتيلا بعد إجتياحها”.
ولفت جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى “العدوان الاسرائيلي المتواصل منذ أيام على قطاع غزة، فلا يتعلق بحركة حماس، بل يطال الشعب الفلسطيني بأكمله الذي تعرض ويتعرض منذ ما يزيد على نحو قرن لأبشع أنواع القهر والاذلال والاهمال والاحتلال والسلب والتهجير، في واحد من أطول وأعنف النزاعات السياسية التي تميزت بالكثير من الاجرام والحقد والكراهية من إسرائيل ضد شعب أعزل إنما يمتلك الصلابة والعناد لمواصلة النضال عن حقوقه الوطنية والتاريخية المشروعة. ولكن الفلسطينيين لن يغادروا غزة كما غادروا بيروت، فهي أرضهم وسيواصلون النضال فيهم مهما بلغت الأثمان”.
ورأى أن “المطلوب هو التوصل إلى صفقة شاملة وليس مجرد وقف لاطلاق النار، تشمل فتح جميع المعابر العربية والاسرائيلية وفك الحصار عن قطاع غزة، والافراج عن عشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين، بالتوازي مع وقف كل أشكال المفاوضات السياسية العقيمة مع الاحتلال الاسرائيلي والتي أثبتت عدم جدواها بسبب الموقف الاسرائيلي الرافض للتسوية وهي لا تتعدى كونها مسرحيات يؤديها بعض الوسطاء الأميركيين، بالاضافة إلى إطلاق عمل حكومة الوحدة الوطنية التي تبقى الخيار الوحيد إزاء التطورات الراهنة لتوحيد الرؤية حيال مجريات الصراع وسبل مواجهته، وطي صفحة الانشقاقات والخلافات الداخلية نهائيا”.
واردف: “حول تلك النظرية البائسة التي تم الترويج لها أخيرا في كتاب جديد صدر لمؤلفيه باري روبن وولفغانغ شوانيتز بعنوان: “النازيون، الاسلاميون، وقيام الشرق الأوسط الحديث” وتتمحور حول إتهام المفتي الحاج أمين الحسيني بأنه منظر المحرقة النازية بحق اليهود، فهي نظرية سخيفة وهو معروف بمواقفه السياسية. صحيح أنه إعتنق نظرية “عدو عدوي صديقي” وإلتقى أدولف هتلر مرات عديدة وساير السياسة النازية على هذا الأساس، وصحيح أن البعض من العرب والمسلمين لا يميزون بين سخطهم من الاحتلال الصهيوني لفلسطين وبين اليهود كيهود فيعبرون في الباطن أو الظاهر عن عواطف لاسامية ويذهبون لتبرير المحرقة؛ ولكن هذه نظريات عبثية، فالمحرقة جريمة من أكبر الجرائم ضد الانسانية ولا يمكن تبريرها أو إنكارها كما نظرت لها بعض المفكرين المتقلبين والتيارات العبثية. فالجذور الفكرية والفلسفية لنظرية المحرقة تعود أساسا لنظريات كبار الفلاسفة والمفكرين الغربيين وتوجها لاحقا أدولف هتلر في كتابه “كفاحي”، الذي لم يشارك في كتابته على حد علمي الحاج أمين الحسيني!”.
وختم: “من هنا، فإنه لا بد من التمييز بين رفض الاحتلال الاسرائيلي والتمدد الاستيطاني لليهود في فلسطين العربية، وبين نظريات حرق اليهود وإبادتهم وهي نظريات مرفوضة من النواحي الأخلاقية والانسانية بصرف النظر عن المواقف السياسية. وللتذكير أنه عندما إستعاد الغرب الأندلس، لجأ آنذاك ما تبقى من يهود قبل إبادتهم، إلى السلطنة العثمانية والعالم الاسلامي الذي لم يشهد محارق مبرمجة كتلك التي أقامها الغرب بحق اليهود!”.

السابق
الجيش واليونيفل ينفذان خطة أمنية استباقية جنوبا
التالي
لا مجلس وزراء ولا جلسة تشريعية هذا الاسبوع