’الجماعة الإسلامية’ لا تتبنى العملية

هي ليست المرة الاولى التي يرتبط فيها اسم «الجماعة الإسلامية» بإطلاق صواريخ مجهولة الهوية باتجاه فلسطين المحتلة.

لم تتبن الجماعة عملية إطلاق صواريخ الـ«كاتيوشا» أمس الأول من منطقة صور، كما نفت حركة «حماس»، من ناحيتها، اي تبن للعملية. علماً أن الجماعة تعد فرعاً لحركة «الاخوان المسلمين» في لبنان، وهي بذلك تعتبر شقيقة لحركة «حماس»، الفرع الفلسطيني لـ«الاخوان».
ويؤكد رئيس المكتب السياسي للجماعة عزام الايوبي لـ«السفير»، ان الجريح حسين عطوي الذي أصيب أثناء التحضير للعملية، عضو في الجماعة التي رفعت الصوت عالياً مطالبة القوى الامنية بإطلاق سراح عطوي الذي كان يرقد في مستشفى الأطباء في المنارة في البقاع الغربي حيث كان يعالج، قبل ان ينقل من قبل القوى الامنية الى جهة غير محددة لمتابعة تلقي العلاج.
لا تعتبر الجماعة نفسها معنية بأي شكل من اشكال «الاتهام»، وهي تحتفظ بحقها في المقاومة ومؤازرة اهل غزة بوجه آلة الحرب الاسرائيلية، شأنها شأن تنظيمات اسلامية عديدة اخرى. بالنسبة الى الجماعة، فإن موضوع المقاومة يحتل الاولوية، وبرغم اصطفافها الداخلي في لبنان قريبة من قوى «14 اذار»، الا انها كانت على الدوام تصرح في العلن عن تقاطع اهدافها مع الفصائل المقاومة في لبنان والمنطقة، كما هو الحال مع «حزب الله» مثلا، لا بل إن الامر وصل الى التنسيق العملاني العلني مع الحزب في وقت من الاوقات.
يؤكد الايوبي ان الجماعة تبارك هذا العمل «الفردي» الذي يأتي كرد فعل طبيعي على الجرائم الاسرائيلية في قطاع غزة. ويلفت النظر الى ان «دفق المشاعر قد بلغ اوجه في العالمين العربي والاسلامي أمام الجرائم في غزة، وإطلاق الصواريخ يُعدُّ رسالة الى ان ما جرى قد يحدث امر شبيه له من الحدود العربية كافة بوجه الاحتلال».
ويشير في هذا الاطار الى ان الفعل المقاوم قد تم تشريعه في البيان الوزراي مثلما هو حق للشعوب كافة التي تعاني من الاحتلال.
والواقع ان عطوي يُعدُّ كادراً هاماً في العمل المقاوم لدى «الجماعة»، وهو معروف من قبل الفصائل الاخرى وأهمها «حزب الله»، لكن الجماعة تبتعد عن اعلان مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، ويشير احد كوادرها الى ان «العملية جاءت عفوية وشابتها أخطاء عديدة، ولو كانت الجماعة بوارد القيام بعمل كهذا ما كانت العملية اتت بمثل تلك الشوائب».
لكن، وبرغم ذلك، فإن «الجماعة» تحذر من طول احتجاز عطوي (وهو شيخ ويحمل درجة الدكتوراه العلمية) الذي قام بعمل نبيل، كما انها تحذر من تشويه سمعته أمام الإعلام. وبينما اعتصمت «الجماعة» دفاعاً عنه، فإنها قد تلجأ الى تحركات في مختلف المناطق اللبنانية للضغط على السلطات في سبيل إطلاق سراحه، وهي تنتظر اليوم معلومات حول هذا الامر، حسب الايوبي.

 

السابق
حوادث السير: المواطن قاتل أوضحية؟
التالي
%41 من اللاجئين الشباب يفكرون بالانتحار