حسين عطوي البداية.. سنّة العرقوب يطلبون حصتهم من المقاومة

هل تنشأ اجندة مقاومة سنية جديدة في الجنوب بعد صواريخ الهبارية "الشعبية" هذه المرة من حسين عطوي وما يمثل من نخوة قروية؟ وليس استخبارية مجهولة كالعادة. وهل سيرث سنة العرقوب في حنوب لبنان "الحق في مقاومة إسرائيل" بعدما تحول حزب الله الى فرقة كوماندوس إيرانية في سوريا لحماية قصر الرئاسة السوري وبشار اﻷسد داخله؟ خصوصا أن مزارع شبعا المحتلة يملكها سنة العرقوب وليس شيعة بنت جبيل أو النبطية؟!

أكدت مصادر أمنية ان دورية من فرع استقصاء الجنوب دهمت مستشفى المناره في البقاع واعتقلت منفذ عملية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان في اتجاه الاراضي الاسرائيلية، المدعو حسين عزت عطوي، وهو مصاب بحروق بالغة في جميع أنحاء جسمه بعد ان انفجر احد الصواريخ في المكان الذي كان يعده للانطلاق منه.

وأفاد مصدر امني ان الموقوف حسين عطوي ينتمي الى “الجماعة الاسلامية” وان شريكيه الفلسطينيين جاري البحث عنهما وينتميان الى “حركة الجهاد الاسلامي”.

ويرقد ابن بلدة الهبارية الجنوبيه حسين عطوي احد مطلقي الصواريخ من حاصبيا تجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة في مستشفى المنارة في البقاع، هذا وقد وجهت الدعوات عبر مكبرات الصوت في الهبارية لتجمع ابناء الجماعة الاسلامية والتيار السلفي في البلدة للتوجه الى مستشفى المنارة في البقاع نصرة للشيخ حسين عطوي مساء السبت.

وقد نشر موقع “أهالي الهبارية” على الفايسبوك نبذة مختصرة عن سيرة حياة “المجاهد الدكتور الشيخ حسين عطوي ” 46 عاما، الذي انخرط في العمل المقاوم ضد العدو الاسرائيلي مبكرا مع الفصائل الفلسطينيّة بعد ان استشهدت والدته بقذيفة اسرائيلية عام 1977.

وشنّ احد الناشطين في الموقع هجوما قويا على النائب الجنوبي البعثي قاسم هاشم ابن شبعا المجاوره للهبارية مدينا اتهام الشيخ عطوي بأنه “بعمله هذا يهدف الى زعزعة الاستقرار في الجنوب وانه بعيد عن الانتماء الوطني”. مؤكدا ان ما قام به الشيخ المجاهد انما هو “رسالة من كل اهل العرقوب للبنان وفلسطين والامة بأن الدماء التي تسيل في غزة هي دماء عرقوبية ولبنانية وعربية وان المأجورين وفق تصريح النائب المحترم ليسوا اهل العرقوب بل هم المرتزقة الذين يقبضون بالطومان الفارسي وهم انفسهم من خرج من لبنان ليقاتل في الشام والعراق دفاعا عن انظمة لا دفاعا عن لبنان ولا عن اهل العرقوب”.

وتابع: “يريد اقطاب الدولة اللبنانية عبر حكومة التسوية والمحاصصة التحقيق في الحادث، فليكن وليعلم الجميع اننا تحت سقف الدولة والقانون، لكننا نعتبر من موقع وطني وقومي وانساني وشرعي قانوني ودستوري مسؤول ان العملية البطولية للشيخ المجاهد تندرج تحت بند المقاومة في البيان الوزاري” .

وبنظرة موضوعيّة حول ما أثارته عمليّة اطلاق الصواريخ التي قادها الشيخ عطوي وما تلاها من اشكال عكسه استنكار اهالي بلدته والمنطقة كلها لاعتقاله ومحاولة نزع صفة المقاومة عنه واهانته بانه “مأجور”، نجد ان ما يثار من مشروعيّة لعمله هذا فتح بابه بقاء السلاح مع “حزب الله” رغم تحرير الارض عام 2000، لا بل ان هذا السلاح عزز بعد تحرير الأرض بصواريخ مداها مئات الكيلومترات، ويستخدم قسم منها في سوريا لمقاتلة الثائرين على الرئيس الأسد، فلماذا لا يسمح لأحد أبناء الهبارية باطلاق صواريخ بدائية على اسرائيل – كما يقول اهالي الهبارية – وذلك تضامنا مع ابناء جلدتهم في غزة حيث تقتل منهم الطائرات والمدافع الاسرائيليه كل يوم العشرات دون تمييز بين شاب وامرأة وطفل رضيع؟

لماذا مقاومة حزب الله شريفه ومقاومة ابن الهبارية مأجورة؟ ولماذا لا يكون حسين عطوي وامه شهيدة العدوان الصهيوني على بلدته واحدا من أشرف الناس؟ وهل هذا اللقب يخص جمهور حزب الله الشيعي فقط، حتى وهو يناصر نظاما ظالما ضد شعبه؟

واذا كان ما فعله حسين عطوي يمس الأمن الوطني اللبناني، كون عملية اطلاق الصواريخ على اسرائيل من شأنها ان تزعزع الامن والاستقرار ،وهو أمر فيه وجهة نظر، افلم تجرّ عملية أسر الجنود الاسرائيليين الويلات على لبنان عام 2006 وزعزعت الاستقرار فيه لا بل نسفته؟

الا يعتبر تدخل حزب الله الشيعي في سوريا ضد الثورة السورية لصالح نظام الاسد العلوي وبذريعة المقاومة زعزعة للاستقرار والأمن في لبنان، مع ما حمله من توتر مذهبي وزيادة في الاحتقان الطائفي وتحدّ لمشاعر الغالبية في لبنان وسوريا والعالم العربي؟ ولقد رأينا النتائج واضحة وجليّة في التفجيرات الانتحارية والارهابية التي عصفت بالبلد جراء هذا التدخّل المنفرد السافر؟

ومع ورود نص في البيان الوزاري الأخير “ان المقاومة من حق كل المواطنين اللبنانيين” وبالتالي لم تعد حكرا على حزب الله ، فإن الناشط الفايسبوكي في موقع “اهالي الهبارية” من حقه ان يدعي ان حسين عطوي قام بعمل “مقاوم” شرعي وقانوني وضمن مفهوم البند الوزاري اعلاه الذي يضمن حق مقاومة اسرائيل لكل مواطن لبناني.

فهل تنشأ اجندة مقاومة سنية جديدة في الجنوب بعد صواريخ الهبارية “الشعبية” هذه المرة من حسين عطوي وما يمثل من نخوة قروية؟ وليس استخبارية مجهولة كالعادة. وهل سيرث سنة العرقوب في حنوب لبنان “الحق في مقاومة إسرائيل” بعدما تحول حزب الله الى فرقة كوماندوس إيرانية في سوريا لحماية قصر الرئاسة السوري وبشار اﻷسد داخله؟ خصوصا أن مزارع شبعا المحتلة يملكها سنة العرقوب وليس شيعة بنت جبيل أو النبطية؟!

وذلك ﻷن من اختار ان يبقي الباب الامني والعسكري مشرعا لهذا الوطن لا يمكن ان يفتحه ساعة يشاء ويغلقه ساعة يشاء، والدولة اما ان تكون او لا تكون، وهي حتى اﻵن مغيّبة وجيشها مهامه محدّدة بما يضمن حركة فئة مسلحة دون غيرها. والى ان يقتنع انصار الحزب الأقوى ان سقف الوطن سوف يسقط على الجميع ان لم يغلق هذا الباب فإن العشرات مثل الشيخ حسين عطوي وغيره سوف يمتشقون السلاح كما فعلوا هم، بداية للمقاومة، ثم للانقضاض على الداخل من أجل الهيمنة والتسلّط وارسال المقاتلين الى الخارج لمساعدة اخوتهم في الدين والمذهب دون اخذ الاعتبارات الوطنيّة بالحسبان.

السابق
حرب غزة: تبييض صفحة نتنياهو بالدم الفلسطيني
التالي
غزّة ‘علبة بريد’ دموية