لا رمضان بصيدا: مقاه مقفلة ونفايات في المدينة القديمة

رمضان صيدا هذا العام يختلف عن رمضان السنوات الفائتة. شوارع صيدا القديمة مظلمة، المطاعم مقفلة والمقاهي تشكو من قلة الزبائن، الأسباب متعددة والنتيجة واحدة: لا موسم رمضاني في صيدا القديمة.

عند مدخل صيدا القديمة، إلى جانب القلعة البرية، تستقبلك كومة من النفايات، قبل أن تتوجه، مستخدماً نور هاتفك النقال لرؤية الطريق. في حي الشارع تتفاجأ بأن مقهى الصيداوي مقفل. وقد تجمعت في مقابله أكياس النفايات. تستمر في السير نحو باب السراي، الأضواء تنيرها والساحة تفتقد للطاولات والكراسي التي كانت تنتشر فيها في السنوات الماضية.
مسؤول مقهى باب السراي سلوم يشكو من الوضع: “الزبائن قلة، ربما أثّر المونديال على الحركة، نعمل يوم أو يومين، لكن الزبائن هم أولاد البلد”. في مقهى الزجاج، زبائنه المعتادون يلعبون الورق ويدخنون النراجيل، المحلات التي تحيط به مقفلة”. أحد رواد المقهى، زكريا، يقول: “من أين سيأتي الزبائن؟ الوضع الاقتصادي سيء جداً، ولا أحد يغامر بالدخول إلى البلد القديمة بعد أن يسمع عن الحوادث التي قد تحدث فيها”.
تسير في شوارع البلد القديمة، عدد العابرين قليل جداً، خان الافرنج مقفل ومظلم، الطريق المؤدية إلى بحر صيدا يسودها الصمت والظلام، وحدها المقاهي مقابل القلعة البحرية منوّرة ربما لازدهار تجارة بيع التيار الكهربائي عبر المولدات. هذا العام أسوأ من سابقه، لم تمتلئ كراسي المقاهي كما جرت العادة كل رمضان، حتّى مقهى أبو العبد فإنّ الإقبال عليه مرتبط بالشاشة التلفزيونية العملاقة التي تنقل مباريات المونديال.
يقول أحد رواد المقاهي محمد أرناؤوط: “لماذا تستغرب عدم إقبال الناس للسهر داخل البلد القديمة؟ إلى جانب الأسباب الاقتصادية والمونديال وغيرها، هناك سبب أساسي يتعلق بالوضع الأمني، وتكرار الحوادث داخل البلد القديمة، كما أن الفورة السياحية التي شهدتها المدينة سابقة لم تدفع أصحاب المؤسسات إلى تحسين خدماتها، ودراسة أسعارها بطريقة معقولة، هناك غياب للحمامات، مستوى خدمة سياحية متدنية، أسعار متفاوتة بين مقهى وآخر وبين زبون وآخر، وهذا الأمر يدفع بالزائر من خارج المدينة إلى ألا يكرر زيارته”، ويضيف أرناؤوط:” وفوق كل ذلك، تستطيع ملاحظة أكوام النفايات عند زوايا الشوارع وما ينبعث من روائح كريهة”.
حاولت الخروج من البلد القديمة، مررت من الشارع المؤدي إلى القشلة القديمة، لم أستطع الخروج إلى الشارع العام دون أن أقفز فوق أكياس النفايات. البلد القديمة، حيث يحلم معظم الناس بتحويلها إلى منطقة سياحية، يجول في شوارعها السياح الأجانب واللبنانيين من مناطق أخرى، لكن يبدو أن سماسرة العقارات هم الوحيدون الذين يجولون في الشوارع لجذب بائع لهذا العقار أو ذاك، ومحامو الجهات المهتمة بانتظارهم ليلاً ونهاراً.

السابق
صورايخ كفرشوبا اليتيمة: لا أحد يريد قتال إسرائيل!
التالي
توقيف مروج أوراق نقدية اميركية مزورة في شكا