شائعات كثيرة حول خسارة البرازيل المذلّة.. معظمها كاذبة

خسارة البرازيل من ألمانيا
شائعات كثيرة انتشرت بعد خسارة المنتخب البرازيلي أمام المنتخب الالماني بنتيجة 7-1، منها تواطؤ لاعبي المنتخب البرازيلي وتعمّد الخسارة المذلة دعما للاحتجاجات الشعبية البرازيلية ضد حكومة بلادهم . فما مدى صحة هذه الشائعات وما حقيقة ما حصل؟ هنا تكذيب للشائعات ورأي المحلل الكروي عباس حسن بها في حديث لـ"جنوبية".

شائعات كثيرة انتشرت بعد خسارة المنتخب البرازيلي أمام المنتخب الالماني بنتيجة 7-1، منها تواطؤ لاعبي المنتخب البرازيلي وتعمّد الخسارة المذلة دعما للاحتجاجات الشعبية البرازيلية ضد حكومة بلادهم . فما مدى صحة هذه الشائعات وما حقيقة ما حصل؟ هنا تكذيب للشائعات ورأي المحلل الكروي عباس حسن بها في حديث لـ”جنوبية”.

 

تناقل ناشطون على شبكة التواصل الاجتماعي خبراً منسوباً إلى وكالتي “رويترز” و”الصحافة الفرنسية” يدّعي أن أربعة لاعبين من المنتخب البرازيلي متورّطون بفضيحة تلاعب بنتائج المباراة التي جرت بين ألمانيا والبرازيل ضمن المونديال 2014، أدت إلى خسارة منتخب بلادهم بالطريقة المذلة التي حصلت وبسباعية على يد المنتخب الألماني.
وقد انتشر الخبر بسرعة قياسية على مواقع التواصل وتم تداوله بكثرة والبناء عليه. الخبر المذكور ادعى أن الفيفا فتحت تحقيقاً رسمياً حول تورط أربعة من لاعبي المنتخب البرازيلي في فضيحة فساد وتلاعب بنتائج المباراة. وأضاف أنّ الفيفا، على موقعها الرسمي، بدأ إجراءات ضد الاتحاد الألماني للعبة وضباط كبار في المخابرات الخارجية الألمانية! مضيفاً أنّ الفيفا حصلت على وثائق بين شوطي المباراة تكشف هذه الفضيحة.
لكن تبيّن أن موقع الفيفا الرسمي على شبكة الانترنت خال من أي إشارة إلى الخبر أعلاه، كما أن وكالتي الصحافة الفرنسية و”رويترز” لم تنشرا الخبر على موقعهما أبداً، وعلى ما يبدو فإن الخبر مصدره أحد المواقع المصرية وذلك نسبة إلى انتشاره بشكل لافت على مواقع مصرية وتداوله على صفحات تواصل مصرية.
وينتظر أن تشكل هذه الفضيحة – إن صحّت – ضربة قاضية للمونديال الذي اعتبر الأنجح في هذا القرن، وقد تصل العقوبات إلى إقصاء الألمان من المونديال وحتى من النشاط الكروي في قارة العجوز. لكن يبدو أنّه خبر ملفّق.
ومن الشائعات التي انتشرت بسرعة البرق، تعمّد حصول المدافع البرازيلي تياغو سيلفا على بطاقة صفراء إضافية خلال مباراته الأخيرة، ليتوقف عن اللعب ضد ألمانيا، كما ينصّ قانون الاتحاد الدولي “الفيفا”. وأن اللاعب الاشهر في البرازيل نيمار غير مصاب، لكن تعمّد التظاهر بالوجع والتوقّف عن اللعب ليفسح المجال أمام الألمان بالفوز بالمباراة. وفي معلومات تناقلها مشجعو البرازيل أن المنتخب خسر المباراة متعمدا كي لا يسمح للحكومة البرازيلية بالتمتع بنشوة الانتصار، وإثبات ذاتها لما ستأخذه من صدى وطني بعد الفوز، وذلك تضامنا مع الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت احتجاجا على كلفة المونديال الباهظة التي تكبدها الاقتصاد البرازيلي في ظل أزمة خانقة يعاني منها البرازيليون.
ولإلقاء الضوء على حقيقة ما جرى بعد مبارة ألمانيا والبرازيل وما إذا كانت هذه الإشاعات صحيحة، سألنا المحلل الكروي عباس حسن عن الموضوع فأجاب: “الخبر غير صحيح إطلاقاً، لأنه، وعلى سبيل الافتراض، من كان يريد أن يبيع مباراة، فهذا يعني أنه يوجد شركة مراهنات تراهن على خسارة فريق، ولكن الشركات المراهنات ليست بهذا الغباء كي تُظهر الأمر بهذا الشكل – أي نتيجة المباراة (7 – 1)، بل بالعكس يمكن أن تحصل على ما تريد ولكن بطريقة مقبولة ومشلبنة مثلاً: بنتيجة (2 – 1) – (3 – 1)، بضربات الجزاء…”.
ويضيف حسن: “السبب الثاني أن البرازيل إلى الآن لم تتخلص من شبح النكسة الكروية في مونديال 1950، عندما خسرت من الأورغواي (2 – 1) وكان يكفيها التعادل للفوز بكأس العالم”. تلك الهزيمة التاريخية والمفاجئة للبرازيل في عقر دارها، نهاية أول مونديال استضافته بمدينة ريو دي جانيرو وأمام أنظار نحو 200 ألف متفرج، أدّت إلى وفاة 65 شخص وانتحار 36، وأيضاً دفعت مدرب المنتخب البرازيلي، فلافيو كوستا، إلى مغادرة البلاد إلى البرتغال. ومعلق المباراة اعتزل المهنة، أما الحارس باربوزا والمدافع دانيلو فأصيبا بأزمة نفسية لازمتهما طيلة حياتهما. ولم تخض السيليساو أية مباراة خلال العامين التاليين، في حين غيّر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم لون قميص المنتخب من الأبيض، إلى اللونين الحاليين، الأصفر والأزرق.
وأضاف المحلل الرياضي عباس حسن: “على الشعب البرازيلي ومشجعي منتخب البرازيل تقبّل الخسارة لأنها منطقية جداً فالمنتخب الألماني كان أفضل بكثير ويملك مقوّمات الفوز بالمباراة”. ويزيد حسن: “إن المدير الفنّي للمنتخب البرازيلي سكولاري يتحمّل المسؤول كاملة لعدم استدعائه التشكيلة القويّة والقادرة على إحراز اللقب”.
وفي خلاصة الأمر، على الشعب البرازيلي، ومشجعيهم في كافة أنحاء العالم، أن يتقبّلوا الخسارة القاسية جداً، بروح رياضية، لأن المنتخب البرازيلي لم يرق إلى المستوى المطلوب لإحراز اللقب، ولم يكن يملك المقوّمات الأساسية للوصول إلى القمّة، وأيضاً يجب لا نبخس المنتخب الألماني حقّه لأنه فريق كبير ويستحق الفوز. مبروك للمنتخب الألماني وهاردلك للبرازيلي.

السابق
الاتهامات المتبادلة بين الحكومة العراقية والاكراد
التالي
اليونيفيل: 3 صواريخ اطلقت نحو اسرائيل من عين عرب