قضية التجسس تتفاعل بين ألمانيا والولايات المتحدة

في خطوة تعكس نفاد صبر برلين من السياسة التجسسية للولايات المتحدة، اعلنت الحكومة الالمانية أمس طرد ممثل الاستخبارات الاميركية في المانيا في اطار قضية تجسس مسؤولين المان لحساب واشنطن.

وقال الناطق باسم الحكومة شتيفن سايبرت في بيان انه “طلب من ممثل الاستخبارات الاميركية في سفارة الولايات المتحدة مغادرة المانيا”.
وتعود اتهامات جديدة بالتجسس لتقوض جهود الولايات المتحدة لرأب الصدع مع المانيا بعد اسبوعين فقط من اطلاق البلدين الحليفين مبادرة ديبلوماسية لتجاوز الخلاف على فضيحة برامج مراقبة قامت بها وكالة الامن القومي الاميركية.
والتزم البيت الابيض الاربعاء الصمت حيال التجسس المفترض، فيما صب المشرعون الالمان جام غضبهم خلال زيارة لواشنطن، منتقدين اللامبالاة الواضحة حيال المسألة في الولايات المتحدة.
وصرح رئيس لجنة العلاقات الخارجية في “البوندستاغ” الالماني نوربرت روتغن للصحافيين بعد محادثات مع اعضاء في الكونغرس ومسؤولي الامن القومي: “نرى ان محادثينا على علم قليل جدا بالمشكلة”. وشكا من ان وفده لم يحصل على “الاجوبة” عن فضيحة التجسس الاخيرة، محذرا من ان نشاطات الاستخبارات الاميركية في المانيا قد تؤدي الى “نزاع مجمد” في العلاقات بين جانبي الاطلسي.
واسف زميله النائب نيلس آنين لان الاتهامات الجديدة تقوض ” النيات الحسنة” لما يعرف بالحوار الافتراضي، وهو منتدى ديبلوماسي اطلقته المانيا والولايات المتحدة في 27 حزيران الماضي لحل خلافاتهما على جمع الاستخبارات وحماية البيانات.
واكدت السلطات الالمانية الاربعاء قضية تجسس محتملة ثانية في اقل من اسبوع بعد استجواب محققين رجلاً، وصفته وسائل الاعلام، بانه موظف عسكري الماني متهم بتسريب اسرار الى الولايات المتحدة.
وأتت هذه القضية بعد انباء الجمعة الماضي عن اعتقال عميل في الاستخبارات الخارجية الالمانية (31 سنة) قبل يومين للاشتباه في بيعه لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “سي آي إي” أكثر من 200 وثيقة.
وأفادت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في وقت سابق ان منسق جهاز الاستخبارات الالماني تحدث هاتفيا مع مدير “السي آي إي” جون برينان، كما التقى مسؤول كبير في وزارة الخارجية الالمانية الاربعاء السفير الاميركي جون بي امرسون للمرة الثانية في خمسة ايام.
وشكك عدد من الخبراء في ان تكون الجهود غير العلنية كافية لتهدئة التوتر مع المانيا.

السابق
حلفاء ’داعش’… من يكونون؟
التالي
حرب غزة الكاشفة