هل تستخدم ’داعش’ ساحة الجنوب؟

على رغم استبعاد معظم الجهات الداخلية والخارجية تداعيات عسكرية للهجوم الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة على الواقع السائد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية اقله في نطاق المعطيات القائمة حتى الان فان ذلك لا يعني على ما يبدو التقليل من نشوء احتمالات مفاجئة اذا طال العدوان الإسرائيلي وتوسع في الايام المقبلة. ذلك ان اوساطا معنية بمراقبة الوضع الأمني الداخلي قالت لـ” النهار ” ان الحرب الإسرائيلية الجديدة على غزة تستدعي من السلطات اللبنانية والقوى العسكرية والأمنية والأجهزة رفع وتيرة التنبه الى الذروة حيال كل الاحتمالات بما فيها تلك التي يمكن ان تعاود جهات أصولية استخدام أراضي الجنوب لإطلاق صواريخ على شمال اسرائيل على غرار تجارب سابقة عدة بقصد توريط لبنان في تداعيات الحرب الجارية بين اسرائيل وحركة حماس في غزة .

 

وتعتقد هذه الاوساط ان من المستبعد تماماً مبدئيا في الظرف الحالي ان ينخرط “حزب الله” في المواجهة بتحريك الجبهة الجنوبية لعوامل عدة معروفة من بينها تورطه في الحرب السورية وتجنبه التوقيت والظروف غير الملائمة ان لدوافع داخلية او اقليمية وتحديدا إيرانية.

ومع ذلك فان احتمال دخول أطراف ثالثة على الخط ليس مستبعدا ابدا خصوصا مع تصاعد اخطار الاختراقات الامنية في لبنان والتي كان من وجوهها الاخيرة تهديد ” أمير ” داعش امس للامنيين والقضاة وحراس السجون التي تحتجز السجناء الإسلاميين ومن بينها تحديدا سجن رومية ناهيك عن التوتر الشديد الذي عاد الى طرابلس اليوم على خلفية الاحتجاجات على أوضاع بعض السجناء.

ولذا تعتقد هذه الاوساط ان دائرة المراقبة الامنية ستكون محكومة بتوسيع اطار الاحتمالات الى تحريك ممكن او اختراقات محتملة في الجنوب مستظلة الحرب الإسرائيلية على غزة كذريعة لاستخدام الساحة هناك بقصد توريط لبنان او حشر ” حزب الله ” ودفعه الى خيارات يتجنبها في هذه الظروف.

السابق
إيران تحظّر وسائل منع الحمل!
التالي
قوى 8 آذار تتخوف من أمرين معاً: التوتر في طرابلس وعودة الخطاب المتطرف