لور مغيزل .. إن حكت

في زمن ردىء جداً تغيب فيه مفاهيم حقوق الإنسان بمعناها الضيق والعام، يأتي تكريم السيدة لور مغيزل كيقظة ضمير للتذكير بضرورة العودة إلى الذات وإلى الآخر.

تمثلت محطة التكريم بإصدار “ليبان بوست” طابعاً يحمل صورة لور مغيزل المناضلة من أجل حقوق الإنسان. يأتي توقيت إصدار هذا الطابع في ظل “العقم” المخيف في عمل بعض المجالس النسائية و إنشغالها أكثرية هذه الجمعيات النسائية في أجندة عمل غير مجدية قد تصل في غالب الأحيان إلى تحديد جنس الملائكة.

هذه المرأة التي حققت الكثير بسبب شخصيتها الفذة والقوية والإستثنائية حلمت في “تنزيه التشريع اللبناني من كل ما هو مجحف بحق المرأة والعمل على تطوير العقليات كي يُعترف بالمرأة كانسان كامل.” نجحت مغيزل في نضالها بحيث تمكنت من تغيير ” أكثر من عشرة قوانين و أبرمت الاتفاقية الدولية لحقوق المرأة”.

لكن تمايزها يعود لدعم شريك حياتها،النائب والوزير الراحل جوزف مغيزل، الذي آمن بها وتعاون معها من أجل العمل لتحقيق العلمانية والديموقراطية والسلم الأهلي في لبنان.

مما لا شك فيه أن النضال النسائي يختصر اليوم بسيدات من مستوى ليندا مطر علماً أن الكثير الكثير كان تحقق لو كانت لور مغيزل هنا. صوتها المدوي الذي يقارب الحق بمطلعات قانونية كان أعطى الصدى المطلوب لقانون العنف ضد لمرأة الذي تحول بسحر ساحر لقانون مدافع عن العنف الأسري..

ختاماً، تبدو مبادرة “ليبان بوست” راقية جداً. لكن الأهم أن يتعلم الأولاد في مناهجنا عن أمثال لور مغيزل وجوزف مغيزل وسواهما ليدركوا أن لبنان عرف في زمن ليس ببعيد مجموعة من المواطنين غير طائفين وغير مسيسيين إستطاعوا عبر نزاهة كفهم أن يعطوا لبنان دون مقابل من أجل كرامة الإنسان أينما كان…

السابق
ماذ تضمن نداء جنبلاط لدروز جبل الشيخ؟
التالي
145 ألف عائلة تعيلُها نساء