سجن رومية… هل تنفجر قنبلة الإسلاميين الموقوتة؟

تتجه الانظار مجدداً الى سجن رومية، حيث يتغلغل الارهاب في بعض طبقاته معلناً حال استنفار ومواجهة في ظل المعطيات المتوفرة عن التخطيطات لتنفيذ اعمال امنية كبيرة تستهدف السجن والسجناء الاسلاميين في مخطط لتحريرهم، وليس التسجيل الاخير لأمير جبهة النصرة في القلمون أبو مالك الشامي الذي وعد السجناء الاسلاميين بالفرج قريباً مفاجئاً، وبخاصة انّ “النصرة” لطلما توعدت سجن رومية بـ”القصاص” ، فخرج الشامي مخاطباً “اسارى المسلمين” بالقول “إن قلوبنا عندكم، وما هي إلا أيام معدودات وتفرج بإذن الله الكُربات. فأحسنوا الظن بالله ولا تيأسوا من روح الله، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”.

الطريق الى رومية
رحلة الوصول الى سجن رومية تكاد تكون مضنية، حيث الاجراءات الامنية المشددة تفرض على المواطنين السير على الاقدام للوصول اليه بسبب قطع الطرق المؤدية. هناك تصادفك حواجز لفرق المغاوير وقوى الامن الداخلي، لا آليات تخترقها سوى تلك الخاصة بالاجهزة الامنية، واقدام زوار السجن من اهالي السجناء والمحامين وكذلك سكان البلدة. تستنفر رومية ومعها السجن، الاجراءات الامنية المشددة على الحواجز وعند مدخل السجن غير اعتيادية وتأتي من ضمن الاجراءات الاستباقية المبنية على معلومات تحذر من اعمال تخريبية قد تطاول السجن لتهريب عدد من السجناء الاسلاميين ابرزها تفجيرات بشاحنة محملة باطنان من المتفجرات. تلك المؤشرات كفيلة باعلان حال الحذر القصوى، بالرغم من التناقض في المعلومات ومحاولة الاجهزة الامنية تظهير الصورة مبالغاً فيها، وبأنّ الامن لا يزال ممسوكاً في رومية، ولكن مصادر أمنية من داخل رومية أوضحت لـ”البلد” انّ حال الاستنفار داخل السجن وخارجه توحي بما هو خطير، “الاجراءات الامنية كي لا نبكي دماً لاحقاً”، ويتحدث عن اجراءات استباقية لتجنب مزيد من التخريب ولمنع حصول اي اعتداءات محتملة. “الاجراءات تشمل الجميع دون استثناء بمن فيهم الاسلاميون المتواجدون في المبنى “ب” في الطابق الثالث… وايضاً على العسكر هناك اجراءات حيث يمنع عليهم الاحتفاظ بهواتفهم الخلوية او التوجه بسياراتهم الى داخل السجن”، اجراءات غير اعتيادية يؤكد المصدر، فماذا عن المعلومات المتوفرة بشأن التفجير، “تتقاطع المعلومات والتقارير المحلية والاجنبية بشأن تفجير يستهدف رومية، كل ذلك غير مؤكد لغاية الساعة، امّا المسألة الاكيدة فانّه لو كانت هناك عشرون شاحنة وليس شاحنة واحدة محملة بالمتفجرات فانّه لن تستطيع الدخول الى رومية”.

السجناء الإسلاميون
لا يستبعد المصدر الامني استهداف رومية “فالبلد كله مستهدف، ولكن لا يجب ان نغفل اننا امام حرب باردة وفيها الكثير من التهويل”، من هنا اتخذت المديرية العامة خيار الاجراءات الاستباقية وأعلنت قبل أيام بانّه لدواعٍ امنية “سيتم اتخاذ تدابير سير استثنائية بصورة موقتة، حول سجن رومية المركزي والطرق المؤدية إليه. وعليه يمنع مرور جميع المركبات الآلية صعودا ونزولا باتجاه سجن رومية وتحويله عبر أوتوستراد المتن وغيره من الطرقات الفرعية”. وفي سجن “رومية” عدد كبير من السجناء الاسلاميين منهم من هم متورطون في اعمال ارهابية كبيرة وآخرون من المشاركين في بعض الاحداث الامنية التي طاولت لبنان على مر سنوات خلت. عدد كبير من هؤلاء من جنسيات غير لبنانية وينتمون الى تنظيم “القاعدة” و”جبهة النصرة” و”كتائب عبدالله عزام”، ومعلومات تشير لـ”البلد” الى انّ اخطر المطلوبين الاسلاميين غير متواجدين في رومية وانما في ثكنة الريحانية، وان “جبهة النصرة” تخاف عليهم من احكام الاعدام التي قد تصدر بحقهم.

الأحكام القضائية
ومن داخل السجن، صرخة لعدد كبير من السجناء الاسلاميين غير المتورطين في اعمال ارهابية، يخاف هؤلاء ارتداد التأثير السلبي لما يحصل عليهم، ما يصدر عن “جبهة النصرة” يؤذيهم اولاً، هم غير معنيين ولكن التشدد على مستوى الاجراءات يلحق بهم اذية، هكذا ينقلون واقعهم حيث التخوف الاكبر من “التشدد على مستوى الاحكام القضائية”. بيان الشامي اذاً، كان نقمة على بعض الاسلاميين في “رومية”، هؤلاء لا يمكن لهم الاّ التعاطي معه بجدية، وبخاصة اثر التخوف من تأخير على مستوى اصدار الاحكام، حيث عدد كبير منهم لا يزال بانتظار مصير مجهول، يُضاف اليها التخوف على مستوى الجمع من حيث اسلوب التعاطي الامني مع الجميع بغض النظر عن ذوي الحيثية الامنية الخطيرة.
والى جانب التهديد الخارجي الذي يطاول “رومية” فانّ التفكك على مستوى البنية الداخلية للسجن يساهم في جعله ارضية خصبة للتهديدات ولغيرها من اعمال الشغب والترهيب، اضافة الى الفوضى على مستوى توفر وسائل التواصل الى الخارج وتحول السجن في طبقاته الى خلايا وتجمعات لها صلة بأخطر التنظيمات على صعيد البيئة الارهابية المنتشرة في عدد من الدول. “رومية” أزمة مستعصية، حكومات متعاقبة لم تستطع ايجاد الحل الجذري وانما القليل من المهدئات التي سرعان ما يتلاشى مفعولها مع تكرار الخضات الامنية وسوء الادارة التي غالباً ما تصطدم بكثير من عقبات الفساد التي تقف عائقاً امام تطور السجن وقضائه على الارهاب داخله.

السابق
إسرائيل تُطلق صافرات الإنذار في مدينة بئر السبع
التالي
مَن يُدافع عن الموارنة.. غير الموارنة!