الراعي:الذين يعطلون انتخاب رئيس تنزلون ضرراً كبيراً بلبنان

توجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “للذين يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية، بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن يتستر وراءهم من الداخل والخارج”، معتبراً “أنهم ينزلون ضرراً كبيراً بلبنان”.

كلام الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان.

وتابع الراعي: “لبنان ليس ملكاً لأحد، بل هو وديعة ثمينة مؤتمن عليها جميع اللبنانيين. ولبنان دولة تنتمي إلى منظمة الأمم المتحدة وهو عضو فيها وأحد مؤسسيها، وإلى جامعة الدول العربية كذلك. فيجب أن يظل مكان رئيس الجمهورية محفوظا فيهما. إنه لعار كبير أن يكون كرسيه فيهما شاغرا أثناء اجتماعاتهما وخارجها. من هذا القبيل تنادي الدول الصديقة البرلمان اللبناني لينتخب رئيسا للبلاد، حفاظا على مكان لبنان ومكانته في الأسرتين العربية والدولية. لذا، نناشد من جديد دولة رئيس مجلس النواب دعوة المجلس إلى جلسات إنتخابية يومية، وقد أصبحت إلزامية وحصرية بموجب الدستور. فمن خلال الاقتراع والتشاور المتواصلين يوميا، يتم التوافق على إنتخاب الرئيس الأنسب لدولة لبنان اليوم، وليس خارج هذه الجلسات. هذا، إذا كانت النية حقا إنتخاب رئيس للبلاد. لكننا نأمل دائما ذلك”.

وقال: “إن شعار “شركة ومحبة” مترجم أساسا في ميثاق العيش المشترك وصيغته، وهما تجربة لبنانية فريدة تقوم بشكل أساسي على فلسفة سياسية وجودية، تحققت في ميثاقِ تلاق حضاري بين أديان متمايزة، وفي صيغة حياتية تعترف بالآخر المغاير كشريك سياسي كامل العضوية في إدارة شؤون الوطن، وتحافظ على الذاتيات المتنوعة والمكونة للنسيج المجتمعي اللبناني. ولذلك، لا فصل بين الميثاق الوطني وصيغته التطبيقية وكلتاهما روح الدستور”.

وتابع: “من شأن هذه التجربة اللبنانية مساعدة بلدان الشرق الأوسط التي تعاني من ويلات الحرب والعنف والإرهاب وتنامي الحركات الأصولية، على الخروج من انزلاقه المدمر نحو الآحادية الدينية والمذهبية والسياسية والمجتمعية. وهو انزلاقٌ يتنوع بين مقصود ومفروض، وفي كلا الحالين مميت”.

وتابع: “وحده رئيس الجمهورية المسيحي – الماروني الجامع والقادر بشخصيته وأخلاقيته وتجرده وتاريخه، يشكل الضمانة لهذه الميزة اللبنانية الكيانية. ولهذا السبب نصر على وجوب انتخابه اليوم قبل الغد. فإن كل تأخير أو مماطلة أو عرقلة لانتخابه إنما يزعزع الكيان اللبناني الموصوف، ويعطل مساهمة لبنان في استقرار المنطقة وسلامها”.

السابق
50 جنديًا إسرائيليًا إجتازوا الشريط الشائك
التالي
من هو عمر الشيشاني أحد أبرز قادة ‘داعش’ في سورية؟