بعد التطورات العراقية: حراك دولي وداخلي لتسريع الانتخابات الرئاسية

قاسم قصير

في ظل التطورات الجارية في العراق والاعلان عن اقامة دولة الخلافة الاسلامية والاحداث الامنية التي شهدها لبنان في الاسبوعين الماضيين ، برزت تحركات مكثفة سواءا من جهات دولية واقليمية او اطراف داخلية من اجل الاسراع باجراء الانتخابات الرئاسية ومعالجة الازمة السياسية المتفاقمة والتي قد تؤدي لمخاطر عديدة اذا لم يتم معالجتها.

ففي باريس عقد لقاء بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري والرئيس سعد الحريري حيث جرى البحث في الاوضاع اللبنانية، ومن المتوقع ان يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وتتحدث بعض المصادر المطلعة عن استعداد فرنسي للتحرك لمعالجة الازمة اللبنانية، كما ان الفاتيكان والامم المتحدة ودول اخرى كثفت تحركاتها تجاه لبنان للدفع باتجاه معالجة الوضع اللبناني امنيا وسياسيا.

اما على الصعيد الداخلي فقد برزت محاولات عدة لتحريك الوضع السياسي ومن ابرزها المبادرة التي اطلقها العماد ميشال عون لاجراء الانتخابات الرئاسية من الشعب مباشرة ، اضافة لتحركات مكثفة من عدة اطراف داخلية للبحث عن حلول للازمة والحفاظ على الاستقرار الداخلي والعمل لتفعيل دور الحكومة.

فماهي طبيعة التحركات الخارجية والداخلية لحل الازمة السياسية واجراء الانتخابات الرئاسية؟ وهل ستنجح هذه التحركات بتحقيق نتائج عملية ام سيقتصر الامر على حماية الاستقرار الامني وتفعيل دور الحكومة بانتظار تبلور الصورة على الصعيد الاقليمي والعربي؟

طبيعة التحركات واهدافها

في البداية ماهي اهداف التحركات الخارجية والداخلية وعلى ماذا تركز الجهات الدولية والعربية في نشاطاتها بشأن الوضع اللبناني؟

تقول مصادر سياسية مطلعة: بعد التطورات العراقية وتفاعلاتها في لبنان والمنطقة والاحداث الامنية التي حصلت في الاسبوعين الماضين والخوف الكبير لدى العديد من الجهات الداخلية والخارجية من حصول تطورات امنية خطيرة، تحركت العديد من الاطراف الدولية والعربية واللبنانية للعمل من اجل تحريك الوضع السياسي اللبناني والبحث عن حلول للازمة القائمة والاسراع باجراء الانتخابات الرئاسية وضبط الوضع الامني وتفعيل العمل الحكومي.

وتضيف المصادر : ان التركيز على الوضع الامني هو الاولوية وهناك تعاون داخلي وخارجي لمواجهة المجموعات التي تسعى لتفجير الوضع اللبناني وتم تحقيق انجازات عديدة في هذا الاطار، واما على صعيد تفعيل الوضع الحكومي فقد تم تجاوز الاشكالات الدستورية وتم الاتفاق على الاسراع في العمل لانه لا يمكن البقاء في اطار البحث في كيفية اتخاذ القرارات لان الوضع لا يتحمل المزيد من اضاعة الوقت.

وتبقى القضية الابرز وهي مسألة اجراء الانتخابات الرئاسية فالاتصالات حولها ازدادت خارجيا وداخليا والكل يبحث عن حل وتحديد اسم الرئيس المناسب في ظل وجود تحفظات عديدة على ترشيح العماد ميشال عون ورفض الاخير اي حل يتجاوز ترشيحه ، ولكي لا يبقى عون في اطار الرفض للبحث عن شخصية بديلة عنه اطلق مبادرة انتخاب الرئيس من الشعب لكن هذه المبادرة لقيت رفضا كبيرا من تيار المستقبل وقوى 14 اذار وقوى اخرى .

لكن الجهود لتحريك الوضع السياسي ستستمر ،كذلك العمل لحماية الاستقرار الامني في لبنان.

النتائج المتوقعة

لكن ماهي النتائج المتوقعة للتحركات الداخلية والخارجية وهل سيتم الاتفاق على انتخاب رئيس جديد في القريب العاجل؟

تقول المصادر السياسية المطلعة: ان الجهات الدولية والعربية تركز حاليا على حماية الاستقرار الامني في لبنان وتفعيل العمل الحكومي والاجهزة الامنية وذلك لمنع حصول اية تداعيات خطيرة لما يحصل في المنطقة عامة وفي العراق خاصة على الوضع اللبناني ، وان تعاون الاجهزة الامنية اللبنانية مع الاجهزة الامنية والمخابراتية الدولية قد ساعد في كشف المخططات التخريبية وهناك اهتمام كبير في هذا المجال.

اما على صعيد الانتخابات الرئاسية والبحث عن حلول للازمة السياسية فتوضح المصادر،: حتى الان ليس هناك حلول عملية فكل مرشح لا يزال مستمرا في ترشيحه وهناك انقسام واضح بين القوى اللبنانية وليس هناك اتفاق على مرشح توافقي ينال رضا الاطراف الاساسية مما يبقي هذا الملف معلقا بانتظار حصول تطورات غير عادية قد تدفع الاطراف الداخلية او الخارجية للاسراع بالعمل للوصول الى اتفاق جديد وقد يكون الجميع ينتظر ما سيحصل دوليا واقليميا من تطورات .

وتوضح المصادر : ان المبادرة التي اطلقها العماد ميشال عون هي مبادرة جدية ومن اجل نقل الحوار الى نقاط جديدة بدل التركيز على تأمين نصاب جلسات الانتخابات الرئاسية وتحميل التيار الوطني الحر وحزب الله مسؤولية عدم حصول الانتخابات الرئاسية.

وتختم المصادر : ان الحراك الداخلي والخارجي سيستمر في الايام المقبلة وان الوضع الامني سبيقى له الاولوية اما الانتخابات الرئاسية فستظل مؤجلة لحين الاتفاق على مرشح توافقي يرضى عنه الجميع وقد تحصل الانتخابات النيابية قبل الانتخابات الرئاسية الا اذا حصل تطور كبير يدفع الاطراف للاسراع في الوصول الى حل للازمة.

السابق
في كل منا «خليفة»
التالي
أول إماراتية تقود طائرة حربية