هل أخفق كيري؟

 

بعد نهاية أسبوع من التنقّل بين عمان والقدس، واللقاءات المتكررة مع كلٍّ من نتنياهو وعباس، غادر أمس وزير الخارجية الأمريكي المنطقة. رغم بعض التصريحات حول التقدّم في المحادثات والأخبار الأولية عن اقتراح إسرائيلي جديد قدمه كيري للفلسطينيين لتجديد المفاوضات، يمكن رؤية التشاؤم سائدا في كلا الطرفين، والشعور العام هو أنّ كيري أخفق. وهو سيعود إلى منطقتنا الأسبوع القادم في محاولة أخرى لاستئناف المفاوضات.‎

 

تنشر صحيفة “هآرتس” هذا الصباح خبراً عن مصدر إسرائيلي مسؤول، فضّل عدم كشف اسمه، يقول فيه إنّ كيري أضاف مقابلة ثالثة مع عباس لينقل له اقتراحا إسرائيليا جديدا صاغه مع نتنياهو في نهاية الأسبوع، يشمل خطة متجددة لإحياء المفاوضات المباشرة، وفيها بعض التقدمات التي يعتزم نتنياهو تقديمها للفلسطينيين قبل وبعد استئناف المفاوضات. وقد أعلن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس، الذي التقى هو الآخر بكيري نهاية الأسبوع، أنّ تقدما لا بأس به جرى إحرازه في زيارة كيري.

 

بالمقابل، يوضح الجانب الفلسطيني أنه لم يتم تحقيق اختراق في الاتصالات لإحياء المفاوضات. فقد أعلن صائب عريقات، المسؤول الفلسطيني عن المفاوضات مع الإسرائيليين، الذي قال أمس إنّ زيارة كيري قلصت الفجوات بين الطرفَين، أنّه لم يُقدَّم للفلسطينيين اقتراح إسرائيلي جديد، وأنّ إعلان كيري الوحيد كان أنه سيعود إلى المنطقة خلال أسبوع ونصف. وأضاف مصدر فلسطيني مسؤول أن “أبو مازن”، على حد علمه، لم يتراجع عن طلبه إطلاق سراح نحو 100 أسير اعتُقلوا قبل معاهدات أوسلو، كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات.‎ ‎

 

من جانبه، قال كيري قبل مغادرته، في مؤتمر صحفي عقده في مطار بن غوريون، إنه في محادثاته مع الطرفَين تم إحراز تقدّم هام، وإنه “بقليل من العمل الإضافي يمكن إحياء المفاوضات”. مع ذلك، تستمر أقواله في عكس نزعة إلى التفاؤل، يقول البعض إنه بالإكراه، في شأن إعادة إحياء المفاوضات، يبدو أحيانا منفصلا عن الواقع على أثر التشاؤم السائد بين الطرفَين، والوضع المعقد جدا في الشرق الأوسط، الذي لا ينجح كيري في فهمه، كما يُقال. فيما تستمر الحرب الأهلية في سورية بالتفاقم، وتخرج الجماهير في مصر إلى الميادين مهددةً استقرار حكم مرسي، يستمر كيري في عناده بالعمل في القضية الإسرائيلية – الفلسطينية تحديدا، محاولا تسجيل إنجاز شخصي له. كما ذكرنا، سيعود كيري إلى المنطقة ويلتقي مع الطرفين خلال وقت قصير. لكن رغم جهوده، فإن الشعور العام تشاؤمي، حيث مع كل إعلان عن تقدم يسارع أحد الطرفين لإنكار ذلك، ويبدو أن كلا من الطرفَين يعود ليتشبث بموقفه الأولي. كما جرى في كل من الزيارات السابقة، انتشرت أخبار وإشاعات عن إعاقة المحادثات هذه المرة أيضا، وذلك بأخبار عن استئناف البناء في حي “هار حوماه” المقدسي الموجود ضمن حدود 1967. وأعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية هذا الصباح بشكل رسمي أن هذه الأخبار ليست صحيحة، وأنه لا تجديد للبناء في “هار حوماه”.‎ ‎

 

 

السابق
تهديد على إسرائيل؟
التالي
مطمر الناعمة.. تحركات جديدة؟