المالكي يعرض عفواً عن عشائر ويحذّر من استقلال كردستان

أمل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس أن يتمكن مجلس النواب المنتخب من تأليف حكومة جديدة في جلسته المقبلة الثلثاء بعدما انتهت الجلسة الأولى قبل يومين من دون التوصل الى اتفاق. وعرض عفوا عن العشائر التي حملت السلاح ضد الحكومة، لكنه استبعد من قتلوا وسفكوا الدماء. ورفض استغلال اقليم كردستان الاوضاع الجارية في البلاد لفرض سيطرته على الاراضي المتنازع عليها في شمال البلاد، قائلاً إنها تصرفات “مرفوضة” و”غير مقبولة”. وحذر من ان اعلان “الدولة الاسلامية” قيام “الخلافة الاسلامية” يعني ان احداً لن يكون في مأمن بالمنطقة.
في غضون ذلك، اشتعل القتال مجددا خارج بغداد. وقالت مصادر طبية وشهود إن 11 شخصا على الأقل قتلوا بينهم نساء وأطفال حين هاجمت طائرات هليكوبتر عراقية الشرقاط على مسافة 300 كيلومتر شمال بغداد.
وأوضح شهود أن طائرات الهليكوبتر تستهدف مبنى للبلدية يتحصن داخله متشددون وإن الغارة الجوية أصابت ايضا ثلاثة منازل قريبة.
وتواجه الحكومة خصما عنيدا يتمثل في تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) الذي اختصر اسمه الى “الدولة الإسلامية” هذا الأسبوع وأعلن قائده “خليفة” للمسلمين.
وقالت مجموعة خبراء ان ثلاث طائرات حربية من طراز “سوخوي” التقطت لها صور لدى هبوطها في العراق في شريط فيديو بثته وزارة الدفاع، وصلت على الارجح من ايران وليس من روسيا كما اعلن سابقا.
وكان العراق كشف في 26 حزيران انه اشترى من روسيا اكثر من عشر طائرات من طراز “سو 25″، وهي طائرات تهاجم قوات برية، لصد الهجوم الكاسح الذي يشنه جهاديون منذ بداية حزيران استولوا على مناطق شاسعة في شمال العراق وغربه.
وفي حين سلمت روسيا الاحد خمس طائرات، أفادت وزارة الدفاع الايرانية الثلثاء ان خمس طائرات جديدة وصلت الى العراق، ملمحة الى انها جزء من الاتفاق مع موسكو. والبيان الذي بث على الانترنت ارفق بشريط فيديو يظهر هبوط ثلاث طائرات “سوخوي” في العراق.
لكن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أكد أن الطائرات الثلاث الظاهرة في الصورة جاءت من ايران، الدولة التي وعدت مثل روسيا بمساعدة العراق في مقاتلة الجهاديين المسلحين. واضاف ان الرقمين المطليين على هيكل الطائرات الثلاث مطابقان للرقمين الأخيرين من سلسلة الارقام الظاهرة على الطائرات الايرانية، واسباب التمويه هي نفسها، وقد اعيد طلاء الرقمين حيث كانت الاشارات الايرانية.
الى ذلك، وصلت هذه الطائرات محلقة، بينما وصلت الطائرات الخمس الاولى التي سلمتها روسيا على شكل قطع على متن طائرة شحن.
واشارت مجموعة الخبراء الى ان غالبية طائرات “سو 25” في الاسطول الايراني تأتي من الطيران العراقي، ذلك ان سبع طائرات عراقية بحثت عن ملجأ خلال حرب الخليج في 1991 قبل ضمها الى الجيش الايراني ضد ارادة بغداد.
وبينما تشتد المواجهات بين القوات العراقية وتنظيم “الدولة الاسلامية”، قالت مصادر أمنية إن ما يصل إلى 45 شخصا قتلوا في اشتباكات بين قوات الأمن العراقية وأتباع رجل الدين الشيعي محمود الصرخي في مدينة كربلاء الشيعية المقدسة، مما يشير إلى انقسامات بين الفصائل الشيعية. وقال ضباط في المخابرات بوزارة الداخلية وشاهد عيان من الشرطة إن الاشتباكات بدأت حين حاولت الشرطة وأفراد من الجيش اعتقال الصرخي قرابة منتصف ليل الثلثاء في كربلاء.

 

السابق
مطمر الناعمة.. تحركات جديدة؟
التالي
باحث سعودي: الجنة فيها ملحدون وبوذيون