إيران تبحث عن «مفاهيم جديدة» خلال مفاوضات فيينا ’النووية’

حذرت إيران الغرب أمس، من «أوهام وسوء تقدير» قد يضيّعان فرصة إبرام اتفاق لتسوية ملفها النووي، داعية إلى البحث عن «مفاهيم أخرى» خلال جولة مفاوضات سادسة بدأت في فيينا مع الدول الست المعنية بالملف.

وتسعى إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) إلى إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف النووي، علماً أن اتفاق جنيف الذي وقّعه الجانبان في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حدّد مهلة زمنية تنتهي في 20 من الشهر الجاري، ولكن يمكن تمديدها 6 أشهر.

ونبّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى أن «أي مطالب مبالغ فيها يطرحها الغرب في المفاوضات، ستعرقل تقدّمها». وأضاف بعد وصوله إلى فيينا: «إيران لا تريد أكثر من حقوقها، ونحن مستعدون لتبديد هواجس المجتمع الدولي وللتوصل إلى اتفاق، إذا توافرت الإرادة السياسية لدى الجانب الآخر».

وحض على «البحث عن مفاهيم أخرى» خلال المحادثات. وفي فيديو بُثّ على موقع «يوتيوب»، شدد ظريف على أن العقوبات المفروضة على طهران «لم تجعل الشعب الإيراني يركع مذعناً»، مضيفاً أن ذلك لن يحدث «لا الآن ولا مستقبلاً». ورأى أن الجانبين قادران على إنهاء «أسطورة» سعي إيران إلى صنع قنبلة ذرية. وكتب الوزير الإيراني مقالاً في صحيفة «لوموند» الفرنسية، ورد فيه أن «الحزم والرؤية المعقولة يضمنان نجاح المفاوضات، فيما أن الأوهام وسوء التقدير قد يسفران عن ضياع فرصة جديدة». واعتبر أن طهران «ستحتاج إلى سنوات، لا اشهر»، لصنع «قنبلة»، مؤكداً أنها «لن تتخلى عن تقدّمها العلمي أو التكنولوجي».

وشدد على أن «إيران تمتلك إرادة سياسية للتوصل إلى تسوية مقبولة وقرار طويل الأمد»، معتبراً أن «الغرب أخطأ في تقويم الوضع الذي نحن فيه الآن». وذكّر بأنه والرئيس الإيراني حسن روحاني قادا وفد بلادهما في المفاوضات مع الغرب بين عامَي 2003 و2005، حين «ارتكب الغرب خطأً في التقدير».

وتابع: «الرئيس روحاني وأنا عدنا مجدداً إلى المفاوضات، وموقفنا لم يتغيّر، ولكن آسف لأن أوهام بعضهم في الجانب الآخر لم تتغيّر أيضاً». أما مجيد تخت روانجي، عضو الوفد الإيراني المفاوض، فاعتبر أن «الجانب الآخر يدرك أن الخطوط الحمر» التي حددتها طهران في المفاوضات «لا يمكن تجاوزها». وزاد: «إذا توصلنا إلى اتفاق، سيكون اتفاقاً يحترم هذه الخطوط الحمر، وإلا لن يكون هناك اتفاق». وتابع: «النتيجة مرهونة بالطرف الآخر.

إذا كان موقفه متطلباً بالحد الأقصى، أو إذا أراد معالجة قضايا لا علاقة لها بالمفاوضات، لن يحصل اتفاق». في المقابل، حض وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ طهران على أن تكون «واقعية»، قائلاً: «لن نقبل صفقة بأي ثمن. إن صفقة لا تؤمن ضمانات كافية بأن إيران لن تطوّر سلاحاً نووياً، ليست في مصلحة بريطانيا أو المنطقة أو المجتمع الدولي».

السابق
مقتل ولدين في حادث سير في بعلبك
التالي
البارزاني يناشد السيستاني التدخل