أمن الضاحية يراقب رواد المطاعم: فيهجرونها

مطعم الساحة
تقتصر الإفطارات الرمضانية في الضاحية الجنوبية على المنازل دون المطاعم، وذلك بعد إلغاء الأحزاب والجمعيات لإفطاراتهم بسبب المخاوف الامنية وإعترافات احد الموقوفين نيته تفجير مطعم الساحة.

تقتصر الإفطارات الرمضانية في الضاحية الجنوبية على المنازل دون المطاعم، وذلك بعد إلغاء الأحزاب والجمعيات لإفطاراتهم بسبب المخاوف الامنية وإعترافات احد الموقوفين نيته تفجير مطعم الساحة.

“تفضّل أستاذ في أي وقت تريد ومهما كان عدد مدعويك بدون حجز، نرحّب بك دائماً”.
هذا ما قاله مدير أحد المطاعم في منطقة الضاحية الجنوبية، شارع “السان تيريز”، عندما سألناه عن ضرورة الحجز قبل القدوم الى المطعم. فالإفطارات الرمضانية في المطاعم شبه غائبة، وتقتصر على نسبة أقل من ربع الروّاد، والسبب بالطبع هو التفجيرات والوضع الأمني القديم المستجدّ والذي اضطر العديد من المؤسسات والجمعيات الخيرية والأحزاب السياسيّة إلى إلغاء حفلات إفطاراتهم السنويّة المعهودة.
وبعد التفجير الانتحاري الذي حصل قرب مقهى أبو عساف في منطقة الطيونة ألغت جمعيّة المبرات الخيرية التابعة لمؤسسات العلاّمة المرجع السيد محمد حسين فضل الله إفطارها السنوي المركزي في بيروت، كما قرَّر حزب الله إلغاء جميع الإفطارات المركزيّة في العاصمة والمناطق وتبعته حركة أمل التي أعلنت بدورها إلغاء جميع إفطاراتها التي كانت تنوي إقامتها في جميع المناطق اللبنانية وذلك “نظراً للأوضاع العامة في البلاد والظروف الأمنيّة المستجدّة على الساحة الداخلية، وحفاظاً على سلامة المجتمعين”.
وإذا كان التفجير الذي وقع بالقرب من مقهى أبو عساف أخاف جمهور وروّاد المقاهي، فإن ما نُشر في وسائل الاعلام عن أن الإرهابي السعودي عبد الرحمن الشنيفي الذي ألقي القبض عليه في فندق “دي روي” ولم يتمكّن من تفجير نفسه كما فعل زميله بالفندق المذكور، هذا الإرهابي اعترف أنه كان يخطط لتفجير مطعم الساحة بعمليّة انتحاريّة مزدوجة مع رفيقه الذي خانه الحظ فانفجر أثناء مداهمة جهاز الأمن العام للفندق المذكور، ونجا لبنان ومطعم الساحة التراثي التابع لجمعية مؤسسات المرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله من كارثة كان يمكن أن تخلّف عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
وبالعودة إلى المطعم المذكور في محلّة السان تيريز فإن اللافت كان وجود أحد عناصر حزب الله بلباس عسكري يقف عند الاستعلامات متفرساً في وجوه من يدخل. ويبدو أن المطاعم وبعد أن أصبحت هدفاً للإرهابيين باتت تحت المجهر الأمني للحزب شأنها شأن السيارات الداخلة الى الضاحية. وحتى تزول هذه الغيمة الأمنية القاتمة التي بدأت مع التدخّل العسكري لحزب الله في سوريا دعما لنظام الرئيس بشار الأسد، فإنه على اللبنانيين وأهل الضاحية الجنوبية خصوصاً أن يتواضعوا خلال شهر رمضان المبارك، وأن يكثفوا بالإفطارات “المنزلية” حفظاً لدمائهم من انتحاري قرّر أن يلبي نداء أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي ويُفْطِر في حضرة الرسول، ويفجّر نفسه بأبرياء ذنبهم أنهم يختلفون عنه في المذهب، فلا يراهم إلاّ مقاتلين ينصرون نظام الأسد في قتاله “لأهل السنّة والجماعة” في سوريا.

السابق
كتلة الصدر ترجح طرح ثلاثة أسماء لمنصب رئاسة الحكومة
التالي
احالة ملف جمال دفتردار الى النيابة العامة العسكرية