هل تعلن القوى الإسلامية في عين الحلوة ’المبايعة’؟

بعد إعلان تنظيم «داعش» قيام «الخلافة الإسلامية» ومبايعة زعيمه أبو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين»، اتّجهت الأنظار نحو مخيّم عين الحلوة لرصد اي تحرك أو موقف من قبل القوى الاسلامية السلفية المتشددة المنتشرة في المخيم.
حتى أمس، لم يتم الإعلان عن أيّة مبايعة شرعية من عين الحلوة ولم يصدر في العلن اي موقف يوحي بذلك من القوى الاكثر تشدداً كـ«فتح الاسلام» و«جند الشام» والناشطين الاسلاميين كبلال بدر وهيثم الشعبي وغيرهم من السلفيين المتشددين.
ولكن هذا الصمت، لا يعني أنّ هذه القوى ومن يدور في فلكها، ستبقى مكتوفة الأيدي بخصوص «دولة الخلافة»، لا سيما أنّ حالة «داعش» أدّت إلى رفع معنويات هذه القوى وانتعاشها بين مجموعات من الفتية الفلسطينيين.
وتؤكد مصادر فلسطينية ان هذه المجموعات تتخذ من أحياء محددة في عين الحلوة، اضافة الى مخيم الطوارئ في تعمير عين الحلوة، مركزاً لتجمعها، في ظلّ وجود معلومات تشير إلى أنّ تجمعاً للإسلاميين المتشددين في «الطوارئ» كان بصدد إعلان مبايعة، إضافةً إلى أنّ مجموعة من الشبّان رفعوا علم «داعش» ولافتة مؤيدة لها في حي الطوارئ بعد ان انطلقوا بهما في أرجاء المخيم بعد أن عبّروا عن ابتهاجهم بإعلان «دولة الخلافة الإسلامية».
في المقابل، تنفي مصادر فلسطينية علمها بوجود حركة في عين الحلوة للمبايعة، بالرغم من أنّها لم تنف احتمال حصول ذلك خلال الأيام المقبلة، خصوصاً أنّ هناك تنظيمات في المخيّم، كـ«فتح الاسلام» و«جند الشام» والناشطين الاسلاميين، غير بعيدة عن فكر ونهج «داعش» وغيرها.
وإذا كان السؤال الحتمي هو: «هل ستعلن مبايعة دولة الخلافة في عين الحلوة؟»، تستبعد المصادر حصول الأمر، وتذكّر أنه «عندما توفي أمير كتائب عبدالله عزام وتردّد أنّ خليفته سيكون أحد الناشطين الإسلاميين في عين الحلوة، عزف الأخير عن ذلك ولم يتول الامارة انطلاقا من عين الحلوة». وتلفت الانتباه إلى أن «المخيّم لا يحتمل قرارا بالمبايعة قد تقدم عليه وتتخذه مجموعة اسلامية سلفية متشددة نيابة عن كل المخيم. وفي حال تمت المبايعة، فإن مصير عين الحلوة برمته سيصبح على كف عفريت ويتم تذويب قضية اللاجئين ليتحوّل المخيّم الى بؤرة امنية تؤوي خارجين على القانون».
كما تلاحظ المصادر أن وجود هذه الاجواء الضاغطة في المخيم والمنطقة، لم ينتج حتى الآن اتفاقاً لانتشار القوة الأمنية في عين الحلوة، إذ تردّد أن الانتشار سيتمّ خلال الأيام العشرة الأولى من رمضان بالرغم من أنّ الموعد غير نهائي.
وكان امين سر الساحة اللبنانية لحركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» فتحي أبو العردات قد عقد اجتماعاً لقيادة «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان، بحضور قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي أبو عرب وهيئة «قيادة الأمن الوطني».
وإذ دعا أبو عرب إلى «تكثيف الجهود من اجل الحفاظ على امن شعبنا واهلنا في المخيم وعدم الانجرار الى ما يخطط لمخيماتنا من فتنة، والعض على الجراح لتفويت الفرصة على مخطط الفتنة الجهنمي»، أعلن أبو العردات «اقتراب موعد انتشار القوة الامنية، وانه سيتم خلال أيام، والتجهيزات اللوجستية قد اصبحت على وشك الاكتمال».
وكان ابو عرب قد التقى بضباط وكوادر وعناصر القوة الامنية الفلسطينية المشتركة في قاعة الشهيد اللواء زياد الاطرش في عين الحلوة، بحضور نائب قائد «الأمن الوطني» اللواء منير المقدح وأمين سر «فتح» في صيدا ماهر شبايطة وقائد «القوة الامنية» العميد الحاج خالد الشايب.
وبعد أن استمع إلى ملاحظات ومداخلات ضباط وعناصر القوة الامنية، أعطى أبو عرب توجيهاته لضباط القوة الأمنية وعناصرها بضرورة تطبيق المهام الموكلة لهذه القوة المشتركة.

سعد

الى ذلك، شدّد أمين عام «التنظيم الشعبي الناصري» الدكتور أسامة سعد على «أهمية أن يتبلور التفاهم الأمني الى ترجمة فعلية على أرض الواقع في مخيم عين الحلوة والجهات الأخرى، حتى نتمكن من ضمان أمن الشعب الفلسطيني والأمن الوطني اللبناني في الوقت نفسه».
ولفت سعد الانتباه، خلال لقائه وفداً من «قيادة الجبهة الديموقراطية» في لبنان برئاسة علي فيصل، إلى «ضرورة توفّر الغطاء السياسي عبر التفاهمات بين الدولة اللبنانية والأطر الفلسطينية كافة».
ودعا فيصل الى أفضل العلاقات الفلسطينية اللبنانية وقيادة سياسية فلسطينية واحدة.
من جهة ثانية، وفي أول تعليق له على الإشكالات التي وقعت في محيط «مسجد الأرقم» في حي الزهور، عبّر سعد عن رفضه البيانات والممارسات التي تندرج تحت عنوان إقصاء الآخرين وإلغائهم.
وأكّد، خلال لقائه وفدا صيداويا، أهمية القبول بالآخر المختلف، داعياً إلى التلاقي والألفة والتكاتف بين مختلف الأطراف للدفاع عن الشعب والوطن في مواجهة الأخطار الداهمة.

السابق
شموخ أفريقي وفوز أوروبي
التالي
عدد قتلى العنف في العراق في حزيران هو الاعلى منذ ايار 2007

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب