عن معجزة الشرق الأوسط

الشرق الاوسط
إيران ليست دولة مارقة ولا هي بالأصل كانت. والتبدلات الحاصلة فيها كانت استرداداً للماضي ولم تكن انقلاباً عليه، والاستثناء كان حكم الشاه. ثم في العام 1979 عادت واستعادت، بل واستجلبت ماضيها، حملته معها الى المستقبل. وشعوب الشرق تقودها بالفطرة أوعية صوتية معبأة بالمشاعر المحركة للأحاسيس المشبعة بسلفية أصلها ثابت وفرعها في السماء و ما بدلنا فيها تبديلا. هي ليست اختراعا بل هي استحضار للذات وتأكيد عليها.

إيران ليست دولة مارقة ولا هي بالأصل كانت. والتبدلات الحاصلة فيها كانت استرداداً للماضي ولم تكن انقلاباً عليه، والاستثناء كان حكم الشاه. ثم في العام 1979 عادت واستعادت، بل واستجلبت ماضيها، حملته معها الى المستقبل. وشعوب الشرق تقودها بالفطرة أوعية صوتية معبأة بالمشاعر المحركة للأحاسيس المشبعة بسلفية أصلها ثابت وفرعها في السماء و ما بدلنا فيها تبديلا. هي ليست اختراعا بل هي استحضار للذات وتأكيد عليها.

 

يبدو أن معجزة الشرق الأوسط تكمن في كونه يتحرك دورياً و ليس تطورياً. ومعجزة الشرق الأوسط تكمن في الدول العربية. والدول العربية معجزتها لبنان، ولبنان معجزة تختصر النقطة التي هي فوق حرف النون في آخره (كأنها الكرة الارضية). فوضى التحركات والتحولات في هذا الوسط الاوسط الجديد حكاية فصولها لا تنتهي. حكاية الطبقة الرابعة بين سبع طبقات، حكاية الصراع المستعر بين شمال الكرة الارضية ودولها العُظمى وجنوبها ودوله العَظمى. هي لعنة النشوة والشهوة وقد اعتادت أن تتوسّط العقل المطوّر والقلب المستسلم للوحي .
إيران ليست دولة مارقة ولا هي بالأصل كانت. والتبدلات الحاصلة فيها كانت استرداداً للماضي ولم تكن انقلاباً عليه، والاستثناء كان حكم الشاه ثم في العام 1979 عادت واستعادت بل واستجلبت ماضيها، حملته معها الى المستقبل مع كره وحب ورثتهما ولن يغير الله فيها شيئاً إلا إذا قررت هي أن تغيير ذلك بنفسها.
تركيا وارثة السلطنة العثمانية، تركيا حزب العدالة و التنمية ليست وليدة الثورة، وهي بالأصل ما أرادها كمال أتاتورك كذلك. هو عود على بدء الى زمان الأربعمئة عام و يزيد. الطيب أردوغان خليفة عثمان وسليمان وسليم، والمسماة ثورة ما كانت إلا على رجال الإتحاد والترقي من أمثال أنور، عصمت، حكمت باشا وآخرهم الثائر القومي مصطفى كمال .
شعب الله المختار (اليهود كما يدعون) من الجزيرة الى بابل ومنها الى أرض كنعان عبروا، معهم نبيهم و لهم زمانهم، هيكلهم في أرض الميعاد بناه أيضاً رسولهم. ووجودهم بوعد بلفور أعاد للتاريخ مكانه ولم يأتي خارجاً عن زمانه.
أما العرب ومعجزتهم، في اللغة وقد تأصلت مع الكتاب القرآني، فتاريخهم المنتظر لم ولن يخرجهم عن طبيعة دينهم والطاعة لوليهم والبيعة له وفي ذلك التزام بسنن المذهب، التبدل في قاموسهم مستحيل والخروج عن الجماعة كفر يلحق بصاحبه عذاب أليم.
شعوب الشرق تقودها بالفطرة أوعية صوتية معبأة بالمشاعر المحركة للأحاسيس المشبعة بسلفية أصلها ثابت وفرعها في السماء و ما بدلنا فيها تبديلا. هي ليست اختراعا بل هي استحضار للذات وتأكيد عليها.
مقاومة النوع والتنوع والكل سمة هذا الشرق، تكوينه يُخضِع الحاضر للماضي، يصرف الوقت والغاية: إعادة إنتاج الماضي الموروث. يسعون إليه بثورة لكنها ليست كما يحلو للبعض تصويرها على أنها إبداع منبثق من العدم.
الاستثناء هو ما ثار الوارثون عليه و ليس ما تابعوا انسيابه. والخمينية ثورة فارسية والثورة العربية لن تكون ضد السلفية. والإيمان مستند الى غيبية. والاعتماد هو على الدعاء كأساس للتوفيق مع فعل يقوده إما ولي أو إمام .
القوى الصاعدة اليوم هي امتداد للغابر غير المفارق أصلاً إلا عرضاً. العقلية المسيطرة ممثلة كلها في هذه المعجزة التي اسمها لبنان. فمكوّناته يطرب لها أنّ فيها حباً لهواه وحباً لها لأنّها أهل لذاك.

 

السابق
مورغونوف: سنسلّم بغداد ما بين 5 و 10 طائرات قبل نهاية الصيف
التالي
السنيورة استقبل السفير الفرنسي