تأهيل منزل مسنّيْن.. كعقوبة

يتملك الطالبة صوفيا شعور النجاح الذي تنتظره في الثانوية العامة، والدخول إلى الجامعة لدراسة الطب. إلا أن فرحتها فرحتان، لتقديم العون لشخصين مسنين وتجهيز منزلهما ضمن مجموعة عمل مدرسية في صور، وللحفاظ على صداقتها مع زميلتها ريم، التي كانت سبباً في اندلاع شجار مع والدها داخل المدرسة.

على مشارف انتهاء العام الدراسي دخل «الشيطان» بين الطالبتين صوفيا وريم، التي أخبرت والدها بتطور الخلاف مع زميلتها في الصف، وكان عمل على تغذيته زملاء مشتركون.

داخل إحدى القاعات في المدرسة، حيث كانت تعمل الإدارة على رأب الصدع، تزامناً مع وجود والد ريم، وبحضور الطالبتين، لم يتمالك الوالد جهاد نفسه لكثرة ما سمع من كلام بحق ابنته، كما ذكر حينها، فأقدم على دفع صوفيا متسبباً لها بأذى جسدي ومعنوي.

تقدمت صوفيا بدعوى بحق جهاد، في أحد مخافر قوى الأمن الداخلي في صور، لمعاقبته على فعلته بالقانون وليس بالثأر. بعد أيام قليلة دخل وسطاء على خط المصالحة، التي كانت ثمارها اعتراف جهاد بخطئه، واعتذاره، وإسقاط صوفيا الدعوى التي كانت تقدمت بها. ولكن ثمن الإسقاط الذي طلبته صوفيا للتنازل القانوني عن حقها، إلزام جهاد بمساهمة مالية فعالة في مشروع تأهيل منزل المسنين الفقيرين، فامتثل جهاد للطلب وتبنى اللغة والمفهوم الجديدين للعقاب، الذي كان من إخراج صوفيا، التي اعتبرت أنه العقاب الأنجع.

السابق
نيكولا ساركوزي موقوف رهن التحقيق
التالي
مخاوف من عاصفة إرهاب قوية