أنقرة وطهران ترفضان استقلال كردستان العراق

غداة اعلان “الدولة الاسلامية” التي كانت تعرف في السابق بـ”الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) قيام “الخلافة الاسلامية” في الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم، تحاول القوات العراقية التي تشن عملية عسكرية واسعة في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين مسقط الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ضد مسلحي “الدولة الاسلامية”، وقف زحف هؤلاء المسلحين وقد احكمت السيطرة على مدخلي المدينة الجنوبي والغربي وسط اشتباكات متواصلة. وتتجه الانظار الى مجلس النواب العراقي المنتخب الذي يعقد جلسته الاولى اليوم وسط تساؤل رئيسي عن احتمالات بقاء رئيس الوزراء نوري المالكي على رأس الحكومة.

ووصل خبراء روس إلى العراق لمساعدة جيشه على قتال “الدولة الإسلامية” وإدارة مقاتلات “سوخوي25” التي اشترتها بغداد من موسكو اخيراً.
وفي المقابل، صرح الناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية “البنتاغون” الكولونيل ستيفن وارن ان اعمال العنف في العراق قد تؤدي الى تأخير تسليم مقاتلات “اف 16 ” الاميركية الى الحكومة العراقية بعد اجلاء المتعاقدين عن قاعدة جوية رئيسية في البلد المضطرب.
واضطر متعاقدون خاصون يعملون على برنامج “اف16 ” الى الخروج من قاعدة بلد الجوية والانتقال الى مكان اكثر امانا في بغداد بسبب سيطرة المسلحين السنة على مناطق في شمال البلاد. وقال وارن ان المتعاقدين “لم يعودوا يعملون في بلد وذلك سيؤثر على الوضع ومن المبكر توقع مدى هذا التاثير تحديدا”. وأوضح ان “شراء العراق معدات عسكرية روسية لا يؤثر على شراء العراق معدات عسكرية اميركية”، مضيفاً: “نحن نواصل برنامجنا لمبيعات الاسلحة العسكرية الخارجية للعراق”.
ورفض انتقادات بعض الزعماء العراقيين ومفادها ان الولايات المتحدة تماطل عمدا في تسليم اسلحة وطائرات يحتاج اليها العراق بشدة منها مقاتلات اف16″. وذكر بان واشنطن سلمت 400 من اصل 500 صاروخ “هيلفاير” اخيراً الى العراق، وان الدفعة الاخيرة من 100 صاروخ ستصل الى بغداد خلال اسابيع. واعلن أن الوزارة تعتزم بيع العراق 24 مروحية “اباتشي” قتالية، الا ان بغداد لم تدفع ثمنها بعد. ورأى ان مفتاح الحل للازمة في العراق لا يكمن في امداد بغداد باسلحة، ولكن في التوصل الى تسوية سياسية لمعالجة التوترات الطائفية في هذا البلد قائلا ان “الحل لهذه المشكلة هو في تشكيل حكومة شاملة وليس في استخدام قوة السلاح”.

وتعليقاً على اعلان “الدولة الاسلامية” قيام “الخلافة” صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين بساكي : “سمعنا من قبل مثل هذه الكلمات من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام … هذا الاعلان لا يعني شيئا للناس في العراق وسوريا”، مشيرة الى ان التنظيم يحاول “السيطرة على الناس بالخوف”.

وصرح الناطق باسم البيت الابيض جوش ايرنست بان “تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام لا يحارب من اجل عراق اقوى، بل يحارب لتدمير العراق، ولهذا شاهدنا هذه الادارة تعمل بشكل وثيق مع الزعماء السياسيين العراقيين لتشجيعهم على توحيد البلاد الذي يواجه هذا التهديد الوجودي”.

ورداً على دعوات المسؤولين الاسرائيليين الى قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق، حذر مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي يزور موسكو من عواقب وخيمة في حال تفكك العراق، مؤكدا أن طهران تؤمن بضرورة أن تبقى جارتها دولة ذات سيادة.

وقال وزير الدفاع الايراني حسين دهقان: “لاشك في أن نهاية أسوأ من نهاية صدام تنتظر هذا التنظيم الإرهابي (الدولة الاسلامية)” في إشارة الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وفي انقرة، قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج ان تركيا لا تريد عراق “ممزقاً ومقسماً”. واكد دعم بلاده لوحدة اراضي العراق.
وافاد مسؤول تركي آخر طلب عدم ذكر اسمه: “لا نؤيد اي استقلال يقوض هذه الوحدة. لا يمكن مناقشة اي شيء من هذا القبيل”، مشيرا الى أن أنقرة تؤيد الدعوات الى تأليف حكومة توافق او وحدة تمثل مصالح كل العراقيين.

السابق
مخاوف من عاصفة إرهاب قوية
التالي
تمساح نهر بيروت يصل إلى بريطانيا