عروس لبنانية في التسعين

 فرضت الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وقسوة الحياة على المعمرة الحاجة لبيبة أنيس مزبودي (91 عاماً) الزواج، وهي متقدمة في السن، لتتمكن من تأمين لقمة العيش، حيث تعيش وحيدة لعدم وجود أي معيل لها، لا أولاد ولا أقارب. ونظراً لواقعها المأساوي، قامت الأسبوع الماضي ببيع فرن الغاز الذي تملكه لتسديد بدل الإيجار الشهري للكاراج الذي تقيم فيه في بلدة الجية. وكان تعرف عليها أحد عمال بلدية الجية ويدعى مهدي الموسوي، بعدما دله عليها أحد الجيران، وهو يبلغ من العمر 74 عاما، وكونه يقيم وحيداً وما من عائلة لديه، تمت الموافقة على الزواج بعد عرضه على مزبودي، التي رأت فيه انه «سترة» لها ليقضيا ما تبقى لهما من عمر معاً، ويكون الى جانبها رجل يؤمن لها لقمة الطعام، وهي لذلك رفعت شعاراً للزواج، أنه «زواج بهدف السترة وأريد الطعام كي لا أموت جوعا»، بينما يأمل العروسان من الخيرين تقديم يد المساعدة لهما، ليتمكنا من رسم حياة جديدة وإن كانا من كبار السن.

ومزبودي من مواليد العام 1923، تقول: «الجميع يريدني أن ارحل، ويريدون إصابتي بالعين، فالمشكلة هي قلة الرحمة. لم يعد هناك من شفقة، فأصحاب الأموال لا يرحمون أحدا، خصوصا الفقراء الذين لا قدرة لديهم على تحمل الأعباء والنفقات الخاصة بالحياة، للأسف، دار الفتوى لا تسأل عنا، ولا أحد يهتم بنا». وتروي «كنت متزوجة من رجل لمدة 42 سنة من حارة الناعمة، ولم نرزق بالأولاد. وقد توفي في الثمانينيات، وكنت أقيم في منزل كبير في منطقة حارة حريك، وكنت أملك سيارة من نوع دودج ولدي مصاغ. وبعد وفاة زوجي، أخرجني السماسرة من منزلي من دون أي تعويض، فانتقلت إلى العيش في الجية بعدما ضاقت بي الدنيا». عن حياتها الحالية تضيف «أقيم في كاراج لقاء بدل إيجار شهري 400 ألف ليرة. وبت اليوم غير قادرة على دفع الإيجار لعدم وجود الأموال لدي، فهناك جمعية أجيالنا كانت تساعدني في النفقات، فقد كنت أعيش.. واليوم اتبهدل، وقد لجأت إلى الزواج بهدف السترة، فلا املك المال لشراء الطعام، وانعكس ذلك سلباً على صحتي».

العريس مهدي حسن زين العابدين الموسوي (مواليد 1940)، من بلدة النبي شيت البقاعية، ويقيم في الجية منذ اكثر من عشرين سنة. يلفت إلى أنه كان متزوجا، وتوفيت زوجته ولم ينجب أولاداً، أما الهدف من الزواج فـ«تمضية بقية حياتنا مع بعضنا البعض، كونها تعيش وحيدة وأنا كذلك. أنا ليس لدي من مشكلة من الزواج منها، وقد يكون هذا الزواج حسنة لله، فأنا عامل في البلدية وأقيم في غرفة وأعمل كناطور لأحد الابنية مقابل السكن، ويمكننا العيش معاً». وناشد الجميع «مساعدتنا لنتمكن من الزواج والعيش، نحن نتكل على الله في إتمام الزواج».

السابق
من يملك أقوى جواز سفر في العالم؟
التالي
صباح تطل.. للحظات