في اعتقاد هذه الاوساط ان ثمة تسرعا في تسريبات أو ضخ معطيات عن ادراج ” داعش ” للبنان كأحد اهدافها المركزية قبل ان تنجلي التحقيقات القضائية والأمنية الجارية عن مجمل المعلومات الموثوقة المتصلة بالعمليات الاستباقية التي قامت بها الاجهزة اللبنانية كافة بالاستناد الى احتمالين اثنين : فأما ان تكون هذه العمليات قد أدت فعلا الى كشف بنى ارهابية حقيقية لهذا التنظيم في لبنان وهو ما يقتضي عدم كشف الحقائق المرتبطة به بهذه السرعة القياسية لان من شأن ذلك دفعه الى تغيير أنماطه واعتماد أنماط مختلفة جديدة بفعل انكشاف مخططه السابق . وأما الا تكون التحقيقات توصلت الى ربط الخيوط والأدلة التي تثبت ان كل العمليات التي جرى ضبطها يقف وراءها ” داعش ” مما يشكل تاليا شبهة غير مثبتة بعد بالكامل . وفي كلا الحالين تتساءل الاوساط نفسها عن الحكمة من التسرع في الموجة الإعلامية والصحافية التي برزت في الساعات الاخيرة مصورة لبنان كأنه امسى نقطة الاستهداف الثالثة ل” داعش ” وهل هذا الامر يساعد الاجهزة او بعضها او كلها على المضي في معركتها الاستباقية مع خلايا وشبكات اصولية ارهابية قد تكون متعددة الارتباطات والهويات .
وتستند الاوساط في ذلك الى ان العمليات الاخيرة أظهرت ان الاختراقات لم تكن من الناحية ” التقنية ” واللوجستية بالمستوى ” الاحترافي ” العالي نفسه الذي برز سابقا مع عمليات تفجير دامية استهدفت مناطق لبنانية عدة . بما يعني ان قدرة الاجهزة اللبنانية التي تشهد تطورا مهما في الضبط الاستباقي للشبكات والأفراد الانتحاريين باتت تشكل ضمانا أقوى لمكافحة الارهاب من جهة وان طريق الخلايا الارهابية الى تنفيذ عملياتها في لبنان لم تعد نزهة سهلة من جهة اخرى من دون ان يعني ذلك التقليل من خطورة الاستهدافات وعودة تحريك هذه الخلايا على خلفية التطورات الضخمة الجارية في العراق . وتعتقد الاوساط انه ليس بالضرورة حتما ان يكون لبنان مرشحا للالتحاق او الإلحاق بالبركان الداعشي بل ان ثمة كثير من معطيات داخلية وخارجية تشكل عوامل مانعة لذلك فلماذا الاستعجال في ضخ صورة ” داعشية ” قاتمة عنه؟