البرواز

أسقطتُ قلبك، وحين وقعَ قدمتَه لأخرى، ..
هل كان من واجبي في تلك اللحظة أن أقف فوق أعلى جسر في هذه المدينة التي لم تجمعنا يوما، وأرمي بقلبي من هناك؟
أم كان الأولى أن أجز بقلبك أنت؟
أيتها المجنونة قسنطينة، لماذا تسحبينني اليك في كل مرة بكل هذه الوحشية؟
مشتاقة البك، أقسم لكِ!
لكنني مريضة، وقلبي متعب حتى أخمص قدميه!
وعزة ربك متعبة!
لقد مات قلبك، نعم .. ولكنك لم تمت، مات فقط قلبك، ونبضك بي، ومازلت حية كذلك وقلبي أكثر حياة منِي، يطالب بي للعودة.
آخذ لك صورة، ولقلبك كذلك!
أضع الصورتين جنبا إلى جنب، متساويتين المساحة، كما مساحتك بالداخل تكنس كل المساحات، أضعهما في إطار، وبرواز ذهبي كما لو أنها في العهد العثماني، الزجاج غير ملمع، أبكي قليلا فوقها كما لو أنني أرجع من مراسيم دفنٍ، ألمعها دون أن أضع مسحوقا كيميائيا واحدا، دمعي يتآكل بعضه في بعض، على وجهك على الزجاج، أمسك مقصا أقص خمس سنتيمترات من دبلة حريرية سوداء، تليق بالبرواز، أعلقها في الزاوية العلوية اليسرى للبرواز، كما لو أنني أؤكد موتكما في آن واحد، ..
على مدى عيني الدالف إلى هذه الغرفة المعتمة يمكنه أن ترى ما صنعت، يمكنها بطريقة سهلة أن تستنتج ماذا صنعت بي ..
السابق
صباح تطل.. للحظات
التالي
هكذا اغتيل اللقيس.. أوّل رواية إسرائيلية!