أول وزير شيعي بالسعودية: خوفا من إيران؟ أو درءًا لداعش؟

محمد ابو ساق
في خطوة وصفها ناشطون وصحافيون سعوديون بأنّها الأكثر جراة في تاريخ المملكة، عيّن الملك السعودي أوّل وزير شيعي في الحكومة، وهو محمد أبو ساق. فما هي دلالات هذه الخطوة التي تأتي في لحظة انقسام بين السنة والشيعة في المنطقة بأكملها؟ وفي لحظة بروز "داعش" المتطرّف؟ وهل تخاف السعودية من أن تلعب ايران ورقة الشيعة السعوديين الذين يقيمون فوق آبار النفط؟ أم أنّها إظهار لحسن النوايا اتجاه الشيعة في العالم؟

في خطوة وصفها ناشطون وصحافيون سعوديون بأنّها الأكثر جراة في تاريخ المملكة، عيّن الملك السعودي أوّل وزير شيعي في الحكومة، وهو محمد أبو ساق. فما هي دلالات هذه الخطوة التي تأتي في لحظة انقسام بين السنة والشيعة في المنطقة بأكملها؟ وفي لحظة بروز “داعش” المتطرّف؟ وهل تخاف السعودية من أن تلعب ايران ورقة الشيعة السعوديين الذين يقيمون فوق آبار النفط؟ أم أنّها إظهار لحسن النوايا اتجاه الشيعة في العالم؟

 

في عزّ الانقسام السني الشيعي وفي مرحلة دقيقة يعيشها العالم العربي والاسلامي بعد تمدّد التنظيمات الاسلامية الاصولية السنية والشيعية في البلدان العربية وتحوّل داعش إلى تنظيم عابر للحدود من سوريا الى العراق وصولا الى لبنان، جاء تعيين أول وزير شيعي في الحكومة السعودية محمد أبو ساق، هو رجل أمني وصل إلى رتبة لواء في وزارة الحرس الوطني، آتيا من مجلس الشورى الذي رأس فيه لجنته الأمنية. وهو أحد رجالات منطقة نجران (جنوب المملكة) ذات الأغلبية الشيعية.
وقم عيّن الملك الدكتورمحمد أبوساق وزيرا للدولة لشؤون مجلس الشورى السعودي، خلفا للدكتور سعود المتحمي. وكان للتعيين صدىً إيجابيا في المنطقة. فهي المرّة الاولى في تاريخ المملكة العربية السعودية التي يتبوأ شيعي منصبا رفيعا كوزير او سفير او غيره من المناصب التي كانت حكرا على الطائفة السنية. علما أن أربعة ملايين شيعي تقريبا يعيشون في الممكلة.. وقد جاء هذا التعيين بعد مطالبات عديدة حملها كبار الطائفة الشيعية في مجالس القادة السعوديين للمشاركة في الحكم.
وفي تعليق على هذا الحدث قال الاعلامي طانيوس دعيبس لـ’جنوبية’ إنّه “لا يكفي ان يكون الوزيرشيعيا حتى يعتبر تعيينه امرا إيجابيا بل يجب ان نعرف كم هو حجم علاقته بالنظام، ومدى الارتياح الذي يسبب تعيينه لدى المنتمين الى المذهب الشيعي وكم يُمثل وهل يُمثل فعلا؟”. وتابع: “من الممكن ان يكون جزءا من السياق، وهو فتح قنوات الحوار مع الايرانيين. ويمكن ان يكون له علاقة بالوضع السعودي الداخلي لما هناك من أزمات داخلية سعودية.”
هذه الخطوة التي وصفها ناشطون سعوديون بالجرئية لا يمكن فصلها عن سياق الاحداث في المنطقة التي تعيش فوبيا الاسلام المتطرف والتي أعلنت السعودية أنها ستكون رأس حربة للقضاء عليه وذلك عبر سلسلة قرارات اتخذتها بإنزال عقوبات شديدة بالسعوديين الذين ينتمون الى تنظيمات متطرّفة. وهي أيضا تتزامن مع استعداد أميركي لتحالف مع إيران في العراق لمحاربة التنظيم الاسلامي السنّي المتطرّف، “داعش”، الذي سيطر على الموصل وبات يشكّل تهديدا للبلدان المجاورة. كل هذا كان قد سبقه احتجاجات في منطقة القطيف الشيعية قُتل خلالها عدد من المحتجين الذين رفعوا شعارات مناهضة للتمييز الطائفي الذي يتعرضون له من قبل السلطات السعودية.

السابق
حقيقة صورة عامل المطعم الذي يقف على «الشاورما»
التالي
السفارة السعودية: المملكة أول من عانى من الارهاب