الموظّف علي برّو: 10 أيّام بلا طعام… حتّى إقرار السلسلة

الدكتور والمهندس الموظف في وزارة الزراعة علي برّو هو نموذج عن موظفي الدولة الذين يعانون منذ سنوات من الفساد في المؤسسات العامة، التي تحولت الى مؤسسات بيروقراطية ينخرها الفساد. منذ أكثر من 10 أيام يفترش برّو ساحة رياض الصلح احتجاجا على واقعه وعلى عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب، دون أن يلتفت إليه أحد من الدولة.

الدكتور والمهندس الموظف في وزارة الزراعة علي برّو هو نموذج عن موظفي الدولة الذين يعانون منذ سنوات من الفساد في المؤسسات العامة، التي تحولت الى مؤسسات بيروقراطية ينخرها الفساد. منذ أكثر من 10 أيام يفترش برّو ساحة رياض الصلح احتجاجا على واقعه وعلى عدم إقرار سلسلة الرتب والرواتب، دون أن يلتفت إليه أحد من الدولة.

رفضا للواقع الذي يعيشه منذ سنوات ورفضا لترك الجلسات التشريعية ﻹقرار سلسلة الرتب والرواتب مفتوحة، يستمرّ الدكتور والمهندس الموظف في وزارة الزراعة علي برّو في اعتصامه و إضرابه عن الطعام في ساحة رياض الصلح.

يفترش برّو الارض  بين اﻷشجار المزروعة والى جانبه مظلة تحميه من  حرارة شمس الصيف المحرقة، أما في الليل فينام على شبه سرير تحت تمثال رياض الصلح.

برّو الذي رفض الفساد منذ دخوله اﻹداراة العامة، وهو الموظف الذي تخلّى عن منصبه كرئيس مصلحة ﻷنّه رفض أن يكون من الفاسدين، يشرح في حديث لـ”جنوبية”، معاناته: “منذ العام 2001 عُيِّنت رئيس مصلحة، وهي مرحلة من التقدم الوظيفي ومنصب يتمنّاه أيّ موظف في الإدارة العامة وتدخل فيه المحسوبيات. أما أنا فأخذت هذا المنصب بكفائتي.في العام 2005 رفضت أن أكون جزءا من صفقة مشبوهة ورفضت كل أنواع الفساد فضيّق عليّ المسؤولون في الإدارة التي كنت تابعت لها. حاصروا عملي بشتّى الوسائل، حتّى وصلت الى تقديم إستقالتي أمام الوزير، من المهام المناطة إلي، فأرسلت إليه طلب اﻹستقالة بخطّ يدي ودون تقديم اﻷعذار. وبالتالي هي ستكون مخالفة للقانون بالشكل والمضمون. لكنّ الوزير وافق عليها بسرعة البرق بدون حتى ان  يستدعيني ليسألني عن السبب”.

يتابع برّو:”استمريت في العمل بوزارة الزراعة، لكن منذ 2005 حتى اﻵن أنا محروم من كل اﻹضافات على راتبي ومن المساعدات اﻹضافية ومن السفرات والكفاءات السنوية ومن استلام المشاريع ومن عضوية اللجان فقط ﻷنني لم أتأقلم مع جو الفساد المستشري في إدارات الدولة، وبعد 11 شهرا أتقاعد. وراتبي كما هو اﻵن، يصير بعد التقاعد بحدود الـ500 $ وأقلّ، فمن يستطيع أن يعيش براتب متدنٍّ الى هذه الدرجة”.

وعن استمراره في اﻹعتصام و اﻹضراب عن الطعام يقول برو: “لديّ سلاحان اﻹرادة والصبر وعلى قدر ما أملك من إرادة سأصبر”.

وعن هدفه من خلال إضرابه عن الطعام يؤكد برّو لجنوبية: “هدفي هو توجيه رسالة وصرخة إلى ضمير المسؤولين أو ما تبقى من ضمير المسؤولين ﻷنّ كل التحركات السابقة لم تؤدّ الى نتيجة. لكن بعد مرور 10 أيام على اعتصامي كنت أنتظر من المسؤولين السؤال فقط أو إرسال سيارة إسعاف تقف بجانبي إذا حصل معي أيّ عارض بسبب إضرابي عن الطعام”.

وتضامنا مع علي برّو إعتصم موظفوا اﻹداراة العامة الى جانبه في رياض الصلح قبل 3 أيّام ليؤكدّوا أنّ قضيتهم واحدة. وقال رئيس رابطة الموظفين في اﻹدارات العامة محمود حيدر لـ”جنوبية”، التي زارت برّو في رياض الصلح،: “لن نتخلّى عن حقوقنا  ومسؤولياتنا كرابطة موظفين وهيئة تنسيق وسنستمرّ في مقاطعة التصحيح الامتحانات الرسمية حتّى إقرار السلسلة، وفي اﻷسبوع الآتي سنشلّ اﻹدارات العامة”.

 

 

السابق
مخيم برج البراجنة 1: انتهت المقاومة.. وصار حزب الله شيعيا
التالي
… يا مَحــَــــاسِن … الصُدَف ….