هل ستمنع الاجراءات الامنية في الضاحية الجنوبية عمليات التفجير؟

شهدت الضاحية الجنوبية في الايام الماضية الاخيرة تعزيز الاجراءات الامنية تخوفا من حصول المزيد من عمليات التفجير بعد عمليتي التفجير في منطقتي ضهر البيدر ومستديرة شاتيلا، وفي ظل الاستنفار الامني الذي شهدته بيروت في الايام القليلة الماضية.

وكشفت مصادر مطلعة في الضاحية: ان هذه الاجراءات اتخذت  لسببين اساسيين، اولا بسبب تصاعد الاوضاع الامنية والعسكرية في العراق وسوريا، وثانيا بسبب ورود معلومات من عدة جهات امنية داخلية وخارجية تتحدث عن وجود مخطط امني كبير لتفجير احدى مستشفيات الضاحية والقيام بسلسلة هجمات مسلحة على مراكز وتجمعات سكنية وكذلك استهداف شخصيات سياسية من عدة جهات حزبية بهدف تفجير فتنة مذهبية كبرى في لبنان.

فماهي ابعاد ودلالات هذه الاجراءات الامنية في الضاحية الجنوبية وفي بيروت ومناطق لبنانية اخرى؟

وهل ستؤدي هذه الاجراءات لوقف عمليات التفجير، ام اننا امام موجة تفجيرات جديدة في ظل تصاعد التطورات الامنية والعسكرية في سوريا والعراق مع احتمال تمددها الى دول اخرى؟

دلالات الاجراءات الامنية

بداية ماهي ابعاد ودلالات الاجراءات الامنية الاخيرة في بيروت والضاحية الجنوبية ومناطق لبنانية اخرى؟

تقول مصادر سياسية مطلعة: ان الاجراءات الامنية التي اتخذت مؤخرا كانت بسبب وجود معلومات من مصادر متعددة تؤكد وجود مخطط تفجيري كبير يطال العديد من المؤسسات والمراكز الصحية واستهداف شخصيات سياسية وحزبية اضافة لاستهداف تجمعات شعبية ، وارتكاب مجزرة كبرى تؤدي الى فتنة مذهبية بعد ان تطال التفجيرات عدة مناطق فيها طوائف متنوعة.

وتضيف المصادر، ان هذه الاجراءات ادت الى افشال المخطط الكبير الذي كان سينفذ، لكن بعض المجموعات التي لم يتم اعتقالها وتنتمي الى كتائب عبد الله عزام وبعضها يتعاطف مع تنظيم داعش وتنظيمات متشددة اخرى بدأت تنفذ هجمات محددة وهذا ما حصل في ضهر البيدر ومستديرة شاتيلا، وهناك مجموعات اخرى تتنقل بين بعض المناطق قد تنفذ عمليات اخرى رغم كل الاجراءات الامنية المتخذة.

وقد ادت هذه الاجراءات الى انتشار حالة من الحذر والقلق في بعض المناطق وخصوصا في الضاحية الجنوبية ، كما انعكست سلبا على الحركة السياحية والتجارية خصوصا ان بعض دول الخليج وبعض الدول الغربية قد طلبت من مواطنيها مغادرة لبنان او عدم المجيء اليه.

وبغض النظر عن الاسباب المباشرة او غير المباشرة التي تدفع المجموعات الاسلامية الجهادية والمتشددة للعودة الى تصعيد عملياتها التفجيرية والامنية في لبنان حاليا فانه من الواضح ان المعركة بين هذه المجموعات من جهة وبين الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية وحزب الله من جهة اخرى ستزداد في هذه المرحلة مما يعني المزيد من الاجراءات والتحصينات الامنية.

هل سيتم وقف التفجيرات؟

لكن هل ستنجح الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية الرسمية وبالتعاون مع حزب الله في وقف هذه التفجيرات؟ ام اننا سنشهد المزيد من التصعيد الامني والعسكري في ظل استمرار الصراع في سوريا والعراق واحتمال تمدده الى دول اخرى كالاردن والسعودية؟

تقول المصادر السياسية المطلعة: ان الاجراءات الامنية التي اتخذت خلال الايام الماضية ساهمت الى حد كبير في منع تنفيذ المخطط التفجيري الكبير وانقذت لبنان من فتنة مذهبية كبرى كان يتم التحضير لها، لكن مهما بلغت الاجراءات الامنية من دقتها وفعاليتها فانها لا يمكن ان تمنع حصول التفجيرات بشكل كامل وكلي ولذلك نجح المخططون في تنفيذ عمليتي تفجير رغم انهم لم يحققوا اهدافهم المطلوبة وهناك تخوف من حصول تفجيرات اخرى وخصوصا في اجواء شهر رمضان كما حصل قبل عام من خلال تنفيذ عدة عمليات قبل شهر رمضان ومن بعده.

وتكشف المصادر، انه قد تم تشكيل مجموعات جديدة لتنفيذ عمليات التفجير بعد ان تم الكشف عن معظم الشبكات التي نفذت عمليات التفجير السابقة والتي كانت تنتمي لكتائب عبد الله عزام وجبهة النصرة، وتقول : ان تنظيم داعش ومجموعات اسلامية  متشددة جديدة قد دخلت على الخط وهي تستفيد من عناصر جهادية مدربة  وبعضها يحمل جنسيات اوروبية وتتمتع بقدرات على الحركة اقوى من السابق ، لكن الاجهزة الامنية المحلية والعالمية استطاعت اختراق منظوماتها الاتصالية مما كشف بعض مخطاطاتها.

وتختم المصادر: ان المرحلة المقبلة خطيرة وهناك تخوف من حصول عمليات تفجير جديدة ويجب الاستمرار بالحذر والانتباه والجهوزية لان الصراع في المنطقة سيزداد وسيصل الى دول اخرى مما سيفتح الباب امام دخول مجموعات جهادية جديدة على خط الصراع.

 

السابق
الانتحاريّان كانا يعتزمان تفجير مستشفى الرسول
التالي
نوري المالكي: ما حصل في الموصل عملية تسليم وخيانة