شاطئ صور ملاذ صيادي ’الصنارة’

يصطف عشرات صيادي الأسماك، من هواة «الصنارة»، كلّ مساء، على طول الشاطئ الشمالي لمدينة صور، والممتد من مطلع مدخلها الشرقي لجهة «البوابة» وصولاً إلى الميناء التجاري، القريب من السوق. ويخالهم المراقب وقت الغروب، كأنهم «تماثيل» ذهبية أو برونزية، تطلق خيطانها في البحر، ولا تتمايل، إلا بتمايل سمكة، قد لا يتجاوز حجمها، قبضة اليدّ.
تحوّل صيد السمك بالصنارة عند شاطئ صور إلى «طقوس» من الرياضة الروحية، أكثر منها إلى الصيد، «فيكفي أن ترمي الصنارة لترمي معها شحنة من هموم صدرك وعقلك، وتنتظر بهدوء واستسلام كي تقع سمكة في الشرك، وقد لا تقع، لكن يكفي أن تعود بعدها إلى بيتك وأنت تحتفظ بكثير من السكينة وراحة البال»، يقول صياد من آل بحر.
يحق لأي من أبناء مدينة صور أو جوارها الصيد على ضفاف بحرها الذي يطوقها من ثلاث جهات، إذ إن الصيد بالصنارة عند الشاطئ «الصخري» لا يحتاج إلى إذن «بلدي» أو من نقابة الصيّادين، «فالشاطئ هنا ملك الجميع، والصيد عند ضفتيه لا يبغي التجارة أو استخدام المحرم من وسائل الصيد الذي يتسبب بقتل جماعي لأسراب من السمك على نحو ما يجري في قلب البحر أحياناً»، والكلام للصياد فادي بوّاب.
قصبة وخيطان وطُعم، ودلو يتحول كرسياً للراحة بعد طول وقوف، هي عدّة صيادي صور، يحملونها، كلّها، عند الانصراف، من دون مخلفات تضر بالبيئة.
كامل جابر

السابق
كيف أمضى انتحاريّا «دو روي» 12 يوماً في الغرفة 307؟
التالي
الانتحار.. أقصى انتفاخ الذات

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب