بري: لبنان مقبرة للمتطرفين

 

التطورات العراقية تلفح بنارها وتداعياتها المنطقة برمتها التي تواجه ارهابا تكفيريا يضرب اينما كان ودون اي ضوابط وحقق خطوات في العراق، وتحديدا على الحدود السورية – العراقية تهدد امن الدول العربية كلها. وقد اكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان الارهاب اصبح عابرا للحدود ولا مجال لتبريره او التسامح معه وضرورة التصدي له بحزم، بعد ان اصبح اداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب ولا بد من التعاون لمواجهته، فيما امر الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لحماية مكتسبات الوطن واراضيه وامن واستقرار الشعب السعودي الابي. وكذلك اتخذ الملك الاردني اجراءات عسكرية على الحدود مع العراق بعد سيطرة داعش على منطقة البوكمال. وفي لبنان تخوض الدولة والقوى الامنية حربا لا هوادة فيها ضد هذه المجموعات الارهابية التي تحاول ضرب الاستقرار اللبناني وخلق الفتن الطائفية والمذهبية، لكن هذه القوى تعرضت في لبنان لضربات قاسية وخاض الامن العام اللبناني والقوى الامنية حربا استباقية في الاسابيع الماضية منعت هذه الجماعات من تحقيق اهدافها. 

الخطر الارهابي يلفح دول المنطقة برمتها ولبنان في قلب المواجهة وهذا ما يتطلب المزيد من خطوات تحصين الاوضاع الداخلية وعدم خلق مناكفات لكي يتجاوز لبنان هذه المرحلة. 

وفي حرب الاجهزة مع هذه المجموعات، ظهر المزيد من المعلومات حول الانفجار في فندق “دي روي”. وتشير معلومات الى ان الصورة بدت واضحة او ربما اكتملت للامن العام اللبناني عن كيفية وصول الانتحاريين السعوديين وهما عبد الرحمن ناصر الشنيفي (20 عاما) وهو مطلوب امنيا من وزارة الداخلية وانه غادر المملكة منذ فترة ليست بعيدة دون الابلاغ عن وجهته. اما السعودي الاخر الذي اصيب بجروح فهو علي ابراهيم الثويني (20 عاما) وانهما دخلا بيروت في 11 حزيران عن طريق اسطنبول، على ان يغادرا في 15 منه الا انهما بقيا وحجزا في ثلاثة فنادق بأسلوب تمويهي حيث تعاونا مع شخص سوري ينتمي الى لواء التوحيد.
وتشير المعلومات الى ان حجز الانتحاريين في 3 فنادق وفي التوقيت نفسه شكّل اول الخيط لالقاء القبض عليهما. 

وكشفت التحقيقات مع الانتحاري الثاني الجريح علي ابراهيم الثويني ان هدف العملية كان تفجير نفسه مع رفيقه في مطعم الساحة في الضاحية الجنوبية، فيما عمم بيان للامن العام اللبناني صورة للمشتبه بقيامه بتأمين الاحزمة الناسفة والمتفجرات للشبكة التي تمت مداهمتها في فندق DU ROY ويدعى المنذر خلدون الحسن والدته حلبية مواليد 1990 بزبينا – عكار، يحمل الجنسية السويدية باسم Monzer Al Hassan ويتجول بسيارتين الاولى من نوع نيسان لون بيج قديمة الطراز والثانية مرسيدس لون رمادي موديل 2005 ويحتمل ان تكون هاتان السيارتان مفخختين. 
وتشير المعلومات الى ان التحقيق يتركز على ما اذا كان الانتحاريان حصلا على معلومات من داخل الفندق او من محيطه وابلاغهما بوصول القوى الامنية حيث تم التحقيق مع احد الموظقين وتبين ان لا علاقة له بالامر، كما تم التحقيق مع بعض النزلاء العرب وافرج عنهم. 

مداهمات في الروشة وفردان والضبيه 
على صعيد اخر، داهمت قوة مشتركة من الامن العام والمعلومات فندق رمادا في الروشة (السفير سابقا) المجاور لفندق دي روي وتم توقيف شخصين ذكر انهما من التابعية اليمنية وجرى الحديث عن احزمة فارغة يمكن استخدامها كأحزمة ناسفة. وتم تفتيش فندق “رمادا 2” غرفة غرفة، واستخدمت في عمليات التفتيش الاجهزة الالكترونية والكلاب البوليسية وشملت محيط الفندق، ولوحظ ان العناصر الامنية كانت مزودة بصور للمشتبه بهما بالاضافة الى اسماء المطلوبين.
كذلك نفذ الجيش اللبناني عملية مداهمة في مخيم ضبيه للفلسطينيين وبحث عن جيب شيروكي لونه اسود وامرأة سورية. 

واشارت معلومات الى ان القوى الامنية قامت ايضا خلال الـ 24 ساعة الماضية باجراء مسح شامل لمحيط منطقة فردان المحاذية لمنطقة عين التينة حيث مقر رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقامت عناصر المعلومات بتفتيش محيط فندق “هوليداي ان” و”فور بوينتس” في فردان كما قامت هذه العناصر وبثياب مدنية بتفتيش غرف الفندقين واستمرت العملية لاكثر من ساعة حيث قطعت القوى الامنية اثناءها الطريق المؤدي من الاونيسكو الى عين التينة – الروشة والروشة المزرعة.
واشارت المعلومات نقلا عن بعض نزلاء فندق “دي روي” الذين شاهدوا الانتحاريين الى انهما كانا مرتبكين جدا وتصرفاتهما غريبة ويعيشان رعبا. 

هل من انتحاري ثالث؟ 
وفي معلومات اخرى، افيد عن وجود انتحاري ثالث في فندق “دي روي” ربما تمكن من الافلات من القوى الامنية او انه كان متواجدا في غرفة اخرى، وما يؤشر الى هذه الفرضية قيام الجيش اللبناني والامن العام بعد ساعتين على التفجير في فندق “دي روي” تفتيش مطعم الساحة في الضاحية الجنوبية بحثا عن الانتحاري الثالث ولاعتقاد القوى الامنية انه ربما توجه الى مطعم الساحة لتنفيذ عمليته الانتحارية، حيث تم تفتيش المطعم بشكل دقيق ولم يعثر على شيء، وكذلك تمت مداهمة فندق “غولدن توليب” ماريوت سابقا. 

واضافت المعلومات ان المداهمات امس ربما لها علاقة بالبحث عن الانتحاري الثالث، حيث جزمت مراجع متابعة بوجود انتحاري ثالث يتم البحث عنه وربما لا علاقة له بالانتحاريين او يعمل منفردا او وضمن شبكة اخرى وتتم ملاحقته.
واضافت المعلومات ان اصرار القوى الامنية على ابعاد المواطنين عن مسرح التفجير الانتحاري في فندق “دي روي” وبقاء الاستنفار طوال الليل وعصر امس، يدل على وجود انتحاري ثالث بات مكشوفا ولا قدرة له على الحركة. 


توقيف مطلوب في فنيدق 
كما صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي:
دهمت قوة من الجيش منزل المدعو علاء محمد كنعان في بلدة فنيدق – عكار، المطلوب بعدة مذكرات توقيف، دون العثور عليه.
وقد ضبطت خلال الدهم 42 اصبعا من الديناميت و34 قذيفة هاون من عيار 120 ملم و82 ملم و14 حشوة دافعة لمدفع الهاون و36 صاعق رمانة يدوية. 


بري: لبنان مقبرة للمتطرفين 
جدد الرئيس نبيه بري التأكيد امام زواره على الاستثمار في الامن وان السفراء سألوه خلال لقاءاته الاخيرة معهم ماذا يريد لبنان؟ وكان جوابه المساعدة تكون بالدعم وتقديم المساعدات للجيش وللقوى الامنية بالمال والسلاح.
واكد انه عامل “دكانة” لهذا الهدف.
واضاف: ليس لنا الا دعم الجيش والاجهزة الامنية فعندما تكون هذه المؤسسات قوية فإن احدا من الارهابيين لا يستطيع القيام بشيء واقول ذلك بصوت عال.
واضاف: لدي كل الثقة بالناس واكثر من بعض السياسيين الذين يعملون لشق صف اللبنانيين، وما حصل في الطيونة هو ابلغ مثال على ان هذا البلد هو مقبرة للتطرف والمتطرفين وللتطييف ايضا وكل سياسي يتطرف في لبنان ينتهي. واشار الى ان الهدف من انفجار الطيونة ايقاع اكبر عدد من الناس وجر المنطقة الى الفتنة وتحديدا بين الشياح وطريق الجديدة وهذا لن يحصل واضاف ان المشكلة ليست بالشعب اللبناني بل في السياسيين وانا واحد منهم.
وقال الرئىس بري : ” لكن رغم كل ما يحصل فان لبنان ما زال افضل من اي بلد في هذا العالم، مجددا التأكيد بالتركيز على الوضع الامني حاليا وهو اهم شيء”.
وكشف بري عن اتصال جرى بينه وبين الرئيس سعد الحريري واكد فيه على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية. 


السابق
كيف تقرأ اسرائيل احداث العراق؟
التالي
بان كي مون يطالب بـ«استراتيجية شاملة» ضد الارهاب