حبوش عطشى

قبل نحو ستة أشهر، أنجز «مجلس الإنماء والإعمار» مشروع «القصر المائي» لبلدة حبوش ـ قضاء النبطية، الذي سيُزودها بمياه الشفة. وهو يتألف من خزانين كبيرين سعة كل واحد منهما 500 متر مكعب، فيما أنجزت «مصلحة مياه لبنان الجنوبي» حفر البئر الأرتوازية التي ستغذيه على مقربة أمتار قليلة منه. كما أن مجلس الجنوب قام بتركيب محطة كهربائية للمشروع، لكن المحطة لم يتم ربطها بالشبكة الكهربائية، لتغذيته بالتيار الكهربائي 24/24 ساعة، إسوة بـ«مشروع آبار فخر الدين»، لكي تضخ المياه إلى أحياء البلدة التي تعاني من أزمة خانقة، نظراً للإهمال المتعمد والروتين الإداري.
ما زال المشروع متوقفاً عن العمل، ما يضطرالأهالي إلى شراء مياه الشفة بواسطة الصهاريج من الآبار الجوفية الخاصة، أو من «نبع المئذنة» في بلدة كفررمان بسعر يتراوح بين 25 وأربعين ألف ليرة للصهريج الواحد سعة عشرين برميلاً، حيث يتكلفون أعباءً مادية لا طاقة لهم على تحملها، الأمر الذي دفعهم لمطالبة المسؤولين المعنيين في «مؤسسة كهرباء النبطية» و«مؤسسة مياه لبنان الجنوبي» وبلدية حبوش، بتزويد المشروع بالتيار الكهربائي، والعمل على تشغيله في أسرع وقت، تلافياً لاستمرار معاناتهم على هذا الصعيد.
البدء في تشغيل البئر الجوفية في البلدة، بات قاب قوسين أو أدنى، ويتطلب أياماً معدودة، بعدما لزّمت «شركة دباس للخدمات» مشروع التمديدات الكهربائية التابعة له لأحد المتعهدين، الذي سيباشر العمل به في وقت قريب، كما يؤكد رئيس بلدية حبوش المهندس محمد مكي، مشيراً إلى أن «مؤسسة مياه لبنان الجنوبي دفعت لمؤسسة كهرباء لبنان التكاليف المترتبة على ذلك والبالغة 84 مليون ليرة»، مشيداً «بجهود مجلس الإنماء والإعمار، ومجلس الجنوب، ومؤسستي مياه لبنان الجنوبي وكهرباء النبطية، التي أثمر تعاونها والتنسيق فيما بينها عن إنشاء هذا المشروع الحيوي والمهم للبلدة»، آملاً من خلاله انتهاء أزمة المياه فيها إلى غير رجعة، وبالتالي التوفير على البلدية الكثير من الأعباء المادية التي تدفعها شهرياً بدل تشغيل المولد الكهربائي للبئر الجوفية القديمة، التي تغذي بعض أحيائها في الوقت الحالي، بحيث يصل المبلغ إلى 15 مليون ليرة، مطالباً الأهالي بـ«التحلي بالقليل من الصبر، وعدم تحميل البلدية المسؤولية عن أزمة المياه في البلدة، في حين أن لا ناقة ولا جمل لها في الأمر، في الوقت الذي تبذل فيه قصارى جهدها لدى المسؤولين المعنيين لتأمين المياه للجميع».
بدوره يؤكد مدير مكتب «مصلحة مياه لبنان الجنوبي» في النبطية محمد نعمة «البدء في تشغيل المشروع المائي في حبوش في وقت قريب، بعدما دفعت المصلحة لمؤسسة كهرباء لبنان مبلغ 84 مليون ليرة بدل كلفة تمديد الشبكة الكهربائية للمشروع، على أن يتم تزويده بالتيار الكهربائي، لكونه بات جزءاً من مشروع آبار فخر الدين»، آملاً من خلاله تخفيف الضغط على مياه نبع الطاسة وآبار فخر الدين.
ويطالب المواطن محمد حلاّل المعنيين، بالعمل على تشغيل البئر الجديد في أسرع وقت، لأنه لم يعد بإمكان الأهالي تحمل الأعباء المادية التي يتكلفونها ثمناً لشراء المياه بالصهاريج، لافتاً إلى أنه مع العديد من جيرانه سيتقدمون «بشكوى قضائية ضد مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، في حال لم يبدأ ضخ المياه من المشروع في فترة قريبة، لأنها تأخذ منهم رسم الاشتراك في المياه، من دون أن تضخها لهم منذ سنوات عديدة»، مشيراً إلى أن «كل منزل يلزمه بين صهريجين إلى ثلاثة صهاريج من المياه إسبوعياً، مما يكلفهم أعباءً مادية باهظة». ويطالب عباس جابر مؤسسة مياه لبنان الجنوبي بـ«مصادرة الآبار الجوفية الخاصة وضمها لها، ورفدها بشبكة المياه الأساسية وضخها للمواطنين»، لأنه «لا يحق لأصحابها بيع مياهها، أو استثمارها، لعدم حيازتهم على المساحات الزراعية المطلوبة والمقدرة بـ30 دونماً بحسب القانون»، غامزاً من قناة النواب والمسؤولين المعنيين الذين لا تعنيهم مشاكل المياه والكهرباء التي يعاني منها المواطنون لا من قريب أو بعيد، وهم لا يعرفونهم إلا في مناسبات الانتخابات، بينما يستغلون حدثاً سياسياً معيناً لافتتاح مثل هذا المشروع والادّعاء بأنهم وراء تأمينه.
ويوضح المواطن حسين معنقي أن المياه لا تصل إلى الحي الذي يقطنه منذ تغيير شبكة المياه في الحي قبل عدة سنوات، ومنذ تلك الفترة يشتري مع جيرانه المياه بواسطة الصهاريج، بمبلغ يتراوح بين 25 و40 ألف ليرة، مطالباً البلدية والمسؤولين المعنيين، بالعمل على تشغيل البئر في أسرع وقت، رحمة بالناس والعباد الذين يعانون من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، لافتاً إلى أن «البلدية رفعت لافتة داخل مبناها، طلبت فيها من المواطنين عدم مراجعتها بشأن أزمة المياه في البلدة، لأن ذلك من صلاحية مؤسسة مياه لبنان الجنوبي».

السابق
انتخاب رئيس يحتاج إلى رزمة تفاهمات متكاملة
التالي
أنقرة وطهران وبينهما ’داعش’

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب