الرئاسة والموارنة: اللعب على المكشوف

بكركي

منذ 25 أيار الماضي صار اللعب بين الموارنة، على كرسيهم الوثير، على المكشوف. لا حاجة للتبصّر أو للضرب في الرمل، لمعرفة ما في رؤوس كبار الطائفة. هنا لا يختلف الحال بين الكاردينال بشارة الراعي وميشال عون وسمير جعجع وأمين الجميل وسليمان فرنجية… أوراقهم الرئاسية لم تعد مستورة، وصار بامكانهم المصارحة وجهاً لوجه من دون قفازات التكتيك والمناورة. هكذا كان بإمكان رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” أن يفرغ ما في ذهنه من أفكار تدور في الفلك الرئاسي، أمام رأس الكنيسة المارونية في اللقاء المسائي الذي جمعهما بمشاركة حشد من المطارنة: لماذا الإصرار على المضي في مشوار الترشح غير المعلن؟ لماذا استثمار ورقة النصاب القانوني للجلسات الانتخابية؟ وغيرها من الأسئلة التي لا يملك إلا ميشال عون إجابات عليها. كما لا يمكن لسيد بكركي بعد الآن أن يجامل الجنرال بدعمه، ولو معنوياً، في معركة “افتراضية” يرفض ميشال عون أن يترجمها إلى معركة حقيقية بالورقة والقلم.. لا يزال جعجع، حتى اللحظة، مرشح “14 آذار” المعلن.

 

أما المرشح الفعلي لهذا الفريق فلم تكتمل عناصره بعد. ولهذا لا يمكن أن يقنع أياً من مجالسيه أنّ حظوظه للرئاسة مرتفعة، وأنّ خوضه كل مرة “معركة وهمية” على حلبة البرلمان، قد يسقط الحواجز الحديدية التي تقف بينه وبين قصر بعبدا. ولا بدّ له أن يصارح محدثيه بالخطة “ب”. وقد زار جعجع الراعي بالأمس لشكره على مواساته بفقدان والده فريد جعجع. بعد اللقاء ـ الخلوة الذي استمر قرابة نصف ساعة، استنكر جعجع الانفجار الذي حصل على اطراف الضاحية، مؤكداً أنّ “مؤسسات الدولة واداراتها العسكرية والامنية تقوم بجهود كبيرة، ولكن هذه الجهود لا يمكن ان تكون وحدها كافية الا اذا تلاقت بالسياسة في بعدين: تطبيق اعلان بعبدا، واستكمال المؤسسات الدستورية”.

السابق
العراق: كيري أمام التحدّي
التالي
عبدالعزيز هزيمة ينتحر في ميس الجبل