كيري وعد المالكي بدعم ’مكثّف ومستمرّ’ في مواجهة ’داعش’

اجتمع وزير الخارجية الاميركي جون كيري مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس لحضه على تأليف حكومة أكثر تمثيلا للكتل السياسية، بينما سيطر تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش) على كامل قضاء تلعفر المحاذي للحدود السورية، وارسل الاردن تعزيزات الى حدوده مع العراق بعد سيطرة مسلحين على معبر مع المملكة.

وعد كيري بعد يوم من الاجتماعات في بغداد بان توفر الولايات المتحدة دعماً “مكثفاً ومستمراً” للعراق لمساعدته على مواجهة هجوم المسلحين الاسلاميين. وصرح في مؤتمر صحافي بالسفارة الاميركية في بغداد الواقعة في المنطقة الخضراء المحصنة بعدما اجرى محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعدد من المسؤولين بأن “الدعم سيكون مكثفا ومستمرا، واذا ما اتخذ الزعماء العراقيون الخطوات الضرورية لتوحيد البلاد، فان هذا الدعم سيكون فعالا”.
ورأى ان “المهم الآن هو الحصول على ايضاح من كل قيادي في الحكومة للسبيل الذي سيتبع لتأليف حكومة… في الواقع أكد رئيس الوزراء المالكي في مناسبات عدة التزامه موعد الأول من تموز ” لتأليف حكومة جديدة. واضاف ان الرئيس باراك أوباما لن يتوانى في التحرك لإرسال المستشارين وتقديم الدعم للجيش العراقي. وقال: “سيكون الدعم مكثفا ومتواصلا وإذا اتخذ زعماء العراق الخطوات الضرورية لتوحيد البلاد فسيكون ذلك فعالا”. واوضح ان الدعم “سيتيح لقوات الأمن العراقية مواجهة الدولة الإسلامية في العراق والشام بفاعلية أكبر وبطريقة تحترم سيادة العراق وتحترم أيضا المصالح الحيوية لأميركا والمنطقة”.
وحين اجتمع كيري والمالكي تبادلا حديثا وديا في حضور مسؤولين اخرين. وخلال الاجتماع نظر كيري الى مسؤول عراقي وسأله: “كيف حالك؟” واستمر الاجتماع ساعة و40 دقيقة، ثم رافق وزير الخارجية العراقي هوشيار زيبارري نظيره الأميركي إلى سيارته. وحين ركب كيري السيارة قال: “كان هذا جيدا”.
والأحد قال كيري إن الولايات المتحدة لن تنتقي أو تختار من يحكم في بغداد، وأن واشنطن لاحظت على رغم ذلك استياء الأكراد والسنة وبعض الشيعة من القيادة الحالية في العراق وهي تريد أن يجد العراقيون قيادة “مستعدة لعدم اقصاء أحد وتتقاسم السلطة”.
وأفاد ساسة عراقيون بارزون بينهم عضو واحد على الأقل في قائمة المالكي إن مسؤولين عراقيين تلقوا رسالة مفادها أن واشنطن تقبل برحيل المالكي، مشيرين الى أن الرسالة نقلت إلى المسؤولين بلغة ديبلوماسية. ووصفت الاجتماعات الاخيرة بين المالكي والاميركيين بأنها كانت عصبية، وقال ديبلوماسي غربي أطلعه أحد المشاركين في الاجتماعات على المناقشات التي دارت فيها إن ديبلوماسيين أميركيين أبلغوا المالكي أن عليه القبول بتخليه عن منصبه إذا عجز عن جمع غالبية في مجلس النواب لولاية ثالثة. وتحدث حليف وثيق الصلة بالمالكي عن شعور الأخير بمرارة حيال الاميركيين في الأيام الاخيرة لامتناعهم عن منحه دعما عسكريا قويا في مواجهة تقدم المتشددين.

على صعيد آخر، قالت مصادر مخابرات عراقية وأردنية إن رجال عشائر عراقية سنية سيطروا على معبر طريبيل الحدودي بين العراق والاردن ليل الاحد بعد انسحاب الجيش العراقي من المنطقة عقب اشتباكات مع مقاتلي “داعش”.
ولم يتضح فوراً ما اذا كان استيلاء رجال العشائر على المعبر يدخل في اطار تقدم أوسع نطاقاً لمتشددين سنة بقيادة “داعش”. ومعبر طريبيل هو المعبر الرسمي الوحيد بين العراق والأردن.
وكشفت مصادر في الجيش الأردني أن قواته اعلنت في الأيام الأخيرة حال التأهب على الحدود مع العراق البالغ طولها 180 كيلومترا للتصدي لأي تهديد أمني محتمل. وروى شهود عيان أنهم رأوا عشرات من العربات المدرعة وبضع دبابات على الطريق السريع المؤدي إلى المعبر الحدودي العراقي. وقال مسؤول أردني ان هذه تعزيزات “ارسلت في الساعات الاربع والعشرين الأخيرة نظراً إلى أحدث التطورات”. وقال سائقو شاحنات عبروا الحدود إلى الأردن إن رجال عشائر سنية يحرسون نقاط تفتيش في أجزاء كبيرة من الطريق السريع الذي يربط بغداد وعمان.
وقال مسؤول أمني على اتصال بالجمارك العراقية وموظفين محليين إن الموظفين المسؤولين عن معبر طريبيل يديرونه استجابة لتعليمات مقاتلي عشائر سنية.
وأوضح شاهد عيان آخر قادم من الحدود أن مسلحي العشائر السنية لم يدخلوا الموقع الحدودي برجالهم أو مركباتهم، لكنهم يحرسون نقاط تفتيش على مسافة نحو 35 كيلومترا قرب بلدة الرطبة على مسافة 145 كيلومترا شرق الحدود مع الأردن.
وشدد زعيم عشائري سني عراقي في محافظة الانبار شارك في السيطرة على المعبر الحدودي خلال اتصال هاتفي معه على ان مجموعته ليست لها اي مصلحة في تعطيل التجارة مع الأردن.
ويرى مسؤولون أردنيون أن فقدان الحكومة العراقية السيطرة على المعبر الحدودي لا يمثل أي تهديد أمني مباشر للمملكة، على رغم ان كثيرين داخل المؤسسة السياسية يشعرون بالقلق من احتمال وجود جماعات مرتبطة بـ”القاعدة” على الحدود.
الى ذلك، اعلنت مصادر، امنية عراقية ان مقاتلي “داعش” سيطروا على معبر الوليد بين العراق وسوريا في محافظة الانبار الغربية، قبل ان تعلن السلطات في بغداد استعادة السيطرة عليه. والمعبر القريب من الحدود الاردنية ايضاً هو ثاني معبر حدودي يسيطر عليه المسلحون الذين يشنون هجوما كاسحا في انحاء متفرقة من البلاد منذ نحو اسبوعين بعد سيطرتهم على معبر القائم الواقع أيضاً في محافظة الانبار التي تشترك بحدود طولها نحو 300 كيلومتر مع سوريا.
وصرح الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في خبر عاجل اوردته قناة “العراقية” الحكومية ان القوات المسلحة و”باسناد من عشائر الانبار” استعادت السيطرة “بشكل كامل” على معبر الوليد.
غير ان مسؤولا في المعبر وأحد العاملين في دائرة الجمارك أكدا إن “المعبر الرسمي لا يزال تحت سيطرة المسلحين”.
وفي شمال البلاد، قال مسؤول عراقي في قضاء تلعفر وشهود عيان ان المسلحين المتطرفين الذين يقاتلون القوات الحكومية سيطروا على القضاء الاستراتيجي، بينما اكدت السلطات الامنية ان القوات العراقية صامدة و”تقاتل بشجاعة”.

السابق
علي فضل الله: مراجعات تمهد لمصالحات عربية وإسلامية
التالي
الأولوية… للإنسان الفلسطيني