هل يتعثّر انتشار القوة الأمنيّة في عين الحلوة؟

بات انتشار القوة الأمنيّة المشتركة في عين الحلوة أشبه بمسألة أيّام. ولمتابعة تفاصيل الانتشار الذي سيحصل الأربعاء، من المقرّر أن يصل إلى لبنان المشرف على ساحة لبنان من قبل السلطة الفلسطينية في رام الله عزام الاحمد خلال الساعات المقبلة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أنّ الأحمد أجرى اتصالاً بالمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم واتفقا على عقد لقاء بينهما (قد يعقد غداً الثلاثاء) لمتابعة القضايا العالقة، ومن بينها انتشار القوة الامنية وانعكاسات التأخير في انتشارها لهذا الوقت على الوضع الأمني اللبناني والفلسطيني، ولا سيّما مع تنامي المجموعات الإرهابية وانتعاش الخلايا النائمة واعلان الولاء «لداعش».
وتلفت الانتباه إلى أن جزءاً كبيراً من الزيارة التي سيقوم بها الاحمد الى لبنان سيخصص لترتيب «البيت الفتحاوي»، لجهة إعادة توزيع الصلاحيات والمسؤوليات الامنية المتعلقة بمسألة تعيين مساعد لقائد «قوات الامن الوطني الفلسطيني» في لبنان وتسمية قائد للقوة الأمنية، بالإضافة إلى معالجة مسألة تأخير انتشارها.
وتشير المصادر إلى أن هناك أخباراً انتشرت داخل المخيّم، خلال الساعات الماضية، وتتعلّق بأساسيات انتشار القوة الأمنية وموافقة الدولة اللبنانية عليها، وأهمّها ما تم الترويج له مؤخراً من قبل عدد من الفصائل الفلسطينية حول إمكان تناقص عديد القوة من 150 عنصراً، وفق ما كان متفقا عليه مع اللواء ابراهيم ومسؤول مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور، إلى 75 عنصراً.
ويكمن السبب، بحسب المصادر، في إمكان امتناع عدد من الفصائل عن المشاركة في هذه القوة، خلافا لما كانت قد وعدت والتزمت به سابقا خلال الاجتماعات مع القيادات الأمنية اللبنانية، وذلك ارتباطا بأجندات وأحداث إقليمية وقعت موخراً.
وتعرب المصادر عن اعتقادها أنه في حال ثبتت صحة هذه الأخبار، فإن «الانتشار سيكون شكلياً وصورياً ولن يكون أكثر من لزوم الكاميرا»، وتشدّد على أنه «لن يكون بمقدور هكذا قوة أمنية أن تؤمن الحماية المجتمعية ولن تقوى على قمع مخالفة بناء او حتى تنظيم السير في مخيم يُعتبر من اكثر المخيمات الفلسطينية تعقيداً من النواحي الامنية والسياسية، عدا عن كونه أكثر المخيمات الفلسطينية اكتظاظا، إذ تشير الإحصائيات إلى أن عدد سكانه وصل مع انتقال نازحين سوريين إليه مؤخرا إلى ما بين 85 إلى 90 ألف نسمة».
وتشدّد المصادر على أن «الجهات الامنية اللبنانية المعنية ترفض هذا السيناريو ومصرّة على تنفيذ كل ما كان قد تمّ الاتفاق عليه مع القيادات المركزية الفلسطينية الإسلامية والوطنية في بيروت وصيدا، ولا سيّما الالتزام بعديد القوة وتمتّعها بصلاحيات أمنية استثنائية داخل المخيم»، متسائلة: «كيف يمكن للدولة اللبنانيّة تأمين الغطاء القانوني والقضائي لقوة عديدها 75 عنصرا يشكّلون القيادة والضباط والعناصر؟».
وبالرغم من هذه الأخبار، فإن مصادر فلسطينيّة في عين الحلوة تشير إلى أنّ «فكرة تناقص عديد القوة الامنية طرحت في المخيّم من باب جس النبض، الا ان الرد على هذا الطرح جاء لبنانيا برفض الفكرة من اساسها والابقاء على ما تم التوصل إليه سابقا، فتمّ سحب هذا الطرح من التداول».
إلى ذلك عقدت اللجنة الامنية العليا اجتماعا في مقر قيادة «الامن الوطني الفلسطيني» في عين الحلوة، برئاسة اللواء صبحي ابو عرب ومشاركة: أمير «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب، الناطق الاعلامي باسم «عصبة الانصار الإسلامية» الشيخ ابو شريف، المسؤول العسكري لحركة «أنصار الله» ماهر عويد، والمشرف على القوة الامنية العميد خالد الشايب وعدد من المسؤولين في فصائل المنظمة وقوى التحالف.
واتفّق المجتمعون على إطلاق القوة الأمنية ووضعها موضع التنفيذ قبل شهر رمضان.
الى ذلك، أكّد أمين سر فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» وحركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات «دعم الفصائل الفلسطينية للجهود التي تبذلها قوى الأمن الداخلي اللبنانية لمكافحة الإرهاب ودرء المخاطر المحيطة بأمن لبنان واستقراره».
وأعرب، خلال اتصاله بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، عن استنكاره الشديد للعمل الإرهابي الذي استهدف حاجز ضهر البيدر.

السابق
تلوّث الليطاني بلغ «خطوطاً حمراء»
التالي
عائلة المخطوف علي موسى: الجهة الخاطفة غير معروفة حتى الان

تابعوا اهم اخبارنا على تطبيق الوتساب

يقدّم موقع جنوبية مواضيع خاصّة وحصرية، تتضمن صوراً ووثائق وأخباراً من مصادر موثوقة ومتنوّعة تتراوح بين السياسة والمجتمع والاقتصاد والأمن والفن والترفيه والثقافة.

مجموعة جنوبية على الوتساب