قراءة في تفجير ضهر البيدر

انفجار
لماذا هذا الإصرار من اللواء إبراهيم وهو الشخصية الأمنية المرموقة ومعه تلفزيون الجديد على اعتباره المستهدف بالعملية، وهل المقصود هنا القول بان الإرهاب يستهدف الأجهزة اللبنانية الرسمية كمساهمة بالحملة الدعائية التي ما فتيء حزب الله يقدمها للبنانيين عبر القول بأن الدولة اللبنانية مهددة بكل مؤسساتها الأمنية
مع كل التعدد والتنوع في وسائل الاعلام في لبنان الا ان هذا لم يمنع من تكدس الضباب والضياع عند حصول حدث امني كبير كالذي حصل عند حاجز قوى الامن الداخلي في منطقة ضهر البيدر مما يفسح المجال للمحللين والصحفيين أن يدلي كل بدلوه بما يتناسب مع محمولاته السياسية فيسمح الامر مع غياب معطيات رسمية فضلا عن تضارب هذه المعطيات ان وجدت، بتحويل القراءات المختلفة الى مقاربة للحدث قد لا تقل خطورة في بعض الأحيان عن الحدث نفسه.

وأول هذه الانعكاسات السلبية على نفسية المواطن هو الشعور العميق بغياب أجهزة رسمية يمكن الاتكال عليها لفهم مجريات الأمور كمقدمة ضرورية لخلق حالة من الطمأنينة تزيح عن كواهلنا كابوس يخبرنا دائما كأن الأمور بالبلد ” داشرة ” وان اجهزتنا الأمنية المتعددة تعيش هي نفسها أيضا حالة الضياع عينه.

بالعودة الى انفجار ضهر البيدر وبعد مرور اكثر من 24 ساعة فإن الكثيرمن  الأسئلة لا تزال حتى اللحظة بدون أي إجابة ولعل اول هذه الأسئلة هي عن الجهة الحقيقية التي تقف خلف العمل الاجرامي فلا يكفي اطلاق تسمية ” إرهاب ” خصوصا ان موقع الانفجار هذه المرة جاء خلاف السياق  من استهداف مناطق نفوذ حزب الله كردة فعل على تدخله في القتال بسوريا.

ومن هو المستهدف الحقيقي بهذا العمل الإرهابي خصوصا  بعد تبين ركاكة الرواية التي تقول ان اللواء إبراهيم هو المستهدف وتهافتها على لسانه هو بعد ان صرح على تلفزيون الجديد بان السيارة المفخخة كانت قد تخطت الموكب واكثر من مرة مما يعني عمليا ان السائق كان بامكانه تفجير نفسه بالموكب بدل ان يفجرها على بعد 200 متر منه، مما يطرح تساؤلا آخر مفاده: لماذا هذا الإصرار من اللواء إبراهيم وهو الشخصية الأمنية المرموقة ومعه تلفزيون الجديد على اعتباره المستهدف بالعملية، وهل المقصود هنا القول بان الإرهاب يستهدف الأجهزة اللبنانية الرسمية كمساهمة بالحملة الدعائية التي ما فتيء حزب الله يقدمها للبنانيين عبر القول بأن الدولة اللبنانية مهددة بكل مؤسساتها الأمنية وتحولها الى اهداف وبالتالي  فمسؤولية الدولة هي الدخول بحرب أوسع من مجرد محاربة الإرهاب لتتحول بعد ذلك الى شريك عملي الى جانب حزب الله في معركة قرر هو وحده خوضها خارج لبنان واستجرها الى داخله ؟

الم يستدعي سقوط هذا العدد الكبير من المدنيين الذين عادة ما يكونوا مكومين في سياراتهم على الحواجزالثابتة من إعادة دراسة جدوى هذه الحواجز التي تحولت هي عينها الى اهداف سهلة واستبدالها بحواجز مفاجئة تنزل عند الضرورة مثلا او أي اجراء اخر ؟

ختاما لماذا هذا التهاون من المعنيين وبالخصوص هنا وزير الداخلية بالسماح لاطلاق الخبريات ذات الطابع المخابراتي الفتنوي المريب من على بعض شاشات وسائل الاعلام بعد حدوث أي انفجار والتي لا تخدم الا إسعار أجواء الفتنة كالتركيز على هوية المفجر “العرسالي” ليتبين بعد ذلك انها مزورة ، او الحديث عن لكنة الانتحاري السورية بدون أي مبرر ؟ماذا لو كان الانفجار في سياق الحرب الدائرة على حزب الله وكان المستهدف الحقيقي شخصية حزبية لا نعلمها, هل كان يجرؤ احد من الرسميين  لتبيان ذلك للمواطنيين ام يبقى الموضوع في غياهب الضياع لما له من تبعات ومسؤوليات ؟؟

هذه الأسئلة وغيرها الكثير مما يطرحها المواطنون انما تبقى من دون أي أجوبة حقيقية، وكأن المطلوب  منا بان نبقى نحن المواطنون ندفع اثمان لا ناقة لنا بها ولا جمل دون ان نحصل حتى على الحدالأدنى ليس من الحماية بل من المعلومات فقط، لأننا وبكل اسف لا ننتمي الى دولة حقيقية !!

السابق
نديم قطيش: أنا منحاز والموضوعية هبل إيديولوجي
التالي
تطبيع اسرائيلي؟ الممانعة تطنش عن إدمون فاضل ومحمود الشوا