عدالة هاشم السلمان: خصوم القتلة شركاؤهم.. ولم يتحركوا

هاشم السلمان
جريمة قتل هاشم السلمان في وضح النهار ، جريمة لن يكتشف مرتكبوها، ولن تجد العدالة طريقا إليهم. وما سيجعل من تلك الجريمة قضية، هو مظلومية هاشم العلنية. وليس خصم المظلوم إلا الظالم.

جريمة قتل هاشم السلمان في وضح النهار ، جريمة لن يكتشف مرتكبوها، ولن تجد العدالة طريقا إليهم. وما سيجعل من تلك الجريمة قضية، هو مظلومية هاشم العلنية. وليس خصم المظلوم إلا الظالم.

بمزيد من الأسى قرأت في الصحف المحلية خبر المؤتمر الصحافي الذي عقده أشقاء المغدور هاشم السلمان يعلنون مرور عام على إعدام شقيقهم دون أي جديد يتصل بالتحقيق، لا من قريب ولا من بعيد.
ولعل أول بواعث الأسى كان الأسطر القليلة التي حظي بها الخبر في يوميات الصحافة. الأمر الذي يشي، في نظرنا، إلى ضمور الدور المرتجى من الصحافة، في نقل الحقيقة أو في البحث عنها، بأضعف الإيمان. وربما يشي بالعكس تماما، إلى فاعلية سلبية لدور تلك الصحافة حين تتعامل بانتقائية مصلحية سياسية، بعيدا عن أسس المهنة وعن دورها الرائد في البحث عن الحقيقة، لا سيما في قضايا الإنسان.
ما قلته عن الصحف ينطبق على الصحافة المرئية، التي أوردت الخبر في أقل من نصف دقيقة. أما الباعث الآخر للأسى والخيبة في آن فهو الأمل الذي يعقده أشقاء الفقيد ومحاموه على وزارتي العدل والداخلية في المساعدة على كشف الحقيقة المغيبة. حتى أن بعض الأصدقاء الذين التقيتهم خلال المؤتمر الصحافي نفسه، أسر لي، بأنه يرى فرصة ما للوصول الى الحقيقة ولو نسبيا، عازيا ذلك الى وجود وزيرين خصمين للجهة المتهمة افتراضا، على رأس وزارتي العدل والداخلية.

جريمة قتل هاشم السلمان في وضح النهار جريمة لن يكتشف مرتكبوها، ولن تجد العدالة طريقا إليهم. وما سيجعل من تلك الجريمة قضية، هو مظلومية هاشم العلنية. وليس خصم المظلوم إلا الظالم. فلا يظنن أحد بأن وزيرا ما، في أي وزارة كان، وإلى أي ضفة انتمى، من ضفتي الصراع القائم راهنا، سوف يجرؤ على المبادرة بأية خطوة جدية من شأنها أن تصيب في الصميم مصالح الشريك الخصم. فالخصومة القائمة اليوم بين الطرفين المتناحرين لم توقف فعل الشراكة القائمة في تقاسم النفوذ وخيرات السلطة بالتراضي. وليس دم هاشم، الغالي على أهله ومحبيه فقط، هو الذي سيكون الدافع الى تعكير صفو التفاهم الضمني القائم بين تلك الضفتين. فالمصالح السياسية والإنتخابية أولى وأبقى من دم هاشم ومن دماء الكثيرين من أمثاله.
موقف هاشم السلمان أمام السفارة الإيرانية، كان في رأيي خليا من كل شيء، إلا من الجرأة. أما قتلة هاشم، والمتسترون عليهم، والمتقاعسون عن كشف هوية القتلة، يملكون كل شيء، إلا الجرأة . فالقاتل غدرا جبان، والمتستر عليه شريكه في القتل والجبن، أما المتقاعسون عن القيام بمسؤلياتهم، فصغار لن يراهم الكبر .العدالة لن تنال من قاتليك يا هاشم، لكن الدم المسفوك ظلما سيبقى حجة على كل من شهد تلك المظلمة، ولعنة على كل الساكتين عن الحق، إلى يوم الدين.

السابق
التدريب العسكري، الحصة الأولى
التالي
قاووق: مواجهة الإرهاب التكفيري لا تحتمل أي تساهل