لبنان.. من يروّج للإنفجار الكبير؟

انفجار حارة حريك

بين التوقعات والتحليلات السياسية تفرض المعطيات الحاصلة على الأرض نفسها أمراً واقعاً لا يمكن إنكاره، فالخلل الأمني الذي حصل الجمعة، وإن ضخّم بطريقة او بأخرى، يبقى انتكاسة على ابواب موسم سياحي كان يُفترض أن يكون واعداً. أما الآن فالأمور تبدو ذاهبة إلى مزيد من التعقيد.

ويُبدي وزير سيادي سابق في حديث لـ”لبنان 24″ تخوفه من أن يكون لبنان متجهاً إلى فوضى أمنية قد تطول إلى منتصف الخريف، ويشبّه المرحلة الحالية بما عاشه لبنان نهاية العام الماضي ومطلع هذه السنة ويقول “قد تكون أكبر وأكثر خطورة وحدّة بإرهابها وفتكها”.

ويتخوّف الوزير العارف بالملفات الأمنية من وقوع حال من الإرباك غايتها ضرب الاستقرار بكل أشكاله. ويرى أن الموسم السياحي نُسف من أساسه بعد ما جرى بالأمس مبدياً قلقاً على الاستثمارات هذا الصيف.

وقال: “كل هذه المخاوف تحصل وسط الشلل الحكومي والخلافات السياسية المستفحلة والتعطيل المؤسساتي التام، ما يعني أن المخاوف المتوقعة ستضغط بقوة على كل الاستحقاقات بدءا من رئاسة الجمهورية”.

وعلى رغم استبعاد الوزير لحدوث فتنة سنية – شيعية أو تكرار أحداث 7 ايار، لكنه لا يسقط من حساباته احتمال أن يشهد لبنان تفجيرات وتوترات ومشاكل أو حتى وقوع اغتيالات. ويقول “كل هذا يرتبط بأن الخلايا الإرهابية النائمة لا تزال موجودة بقوة في لبنان إضافة إلى أن لبنان على تماس مباشر مع الحرب السورية وهو ليس بمنأى عن الصراع المتجدد في العراق، وسط واقع اقليمي متفجر”.

ويشدد على أن “داعش” تسعى إلى مد “انتصارها” خارج سوريا والعراق، متسائلاً “ما الذي يبعد لبنان عن هذا التوجه؟”

في المقابل يُبدي وزير سابق في قوى “8 آذار” اعتقاده بأن أي قرار لتفجير الوضع في لبنان، اسوة بما يحصل في سوريا والعراق، لم يُتخذ بعد. ويقول لـ”لبنان 24″ “الخلافات السياسية وشلل المؤسسات كلها عوامل تشكل بيئة حاضنة ومواتية تساعد الارهاب على تنفيذ عملياته بسهولة اكبر”.

ويتابع “المخاوف قائمة لكن ليس بالقدر المقلق، فإذا قام المسؤولون بواجباتهم فان هذه الأخطار ستخف كثيراً وسيكون العكس صحيحاً”. ويتابع “يمكن القول أن اللبنانيين تكيفوا مع واقع مماثل ومع مواجهة التحديات بأشكالها كافة”.

ويشدد على ضرورة ان “يسارع اللبنانيون إلى التفاهم على كل شيء بدءاً من انتخاب رئيس جديد للجمهورية … لكن المؤسف أن انتخاب رئيس جديد لا يبدو متاحاً قبل أن تنضج التفاهمات الإقليمية والدولية التي يرتبط الوضع اللبناني بها، ما يعني أن الشغور الرئاسي قد يطول”.

ويختم بالقول “في مطلق الأحوال سيتدبر اللبنانيون أمرهم كونهم يتكلون اساساً على المبادرة الخاصة بنسبة تفوق 70% في مختلف جوانب حياتهم وفي كل شؤونهم وشجونهم”.

السابق
الثوار يستهدفون عضو مجلس الشعب “علي الشيخ” بدمشق
التالي
بين سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلات الأسد