السيستاني يحضّ العراقيين على قتال «داعش»

شدد المرجع الشيعي الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني امس ضغوطه على الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي لمقاتلة الجهاديين وطردهم من العراق، فيما تواصلت المعارك في أكثر من منطقة بشمال العراق مع تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش).

قال السيد احمد الصافي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة بكربلاء ان جماعة “الدولة الاسلامية في العراق والشام” الجهادية المتطرفة “بلاء عظيم ابتليت بها منطقتنا… وان لم تتم مواجهتها وطردها من العراق فسيندم الجميع على ذلك غدا”.

وكان السيستاني دعا العراقيين قبل اسبوع الى حمل السلاح ومقاتلة “الارهابيين”، مما دفع الآلاف الى التطوع للتدرب على حمل السلاح ومساندة القوات الحكومية في معاركها مع هذا التنظيم الذي يعتبر اقوى مجموعة جهادية تقاتل في العراق وسوريا.

ويسيطر مسلحون ينتمون الى “الدولة الاسلامية في العراق والشام” وتنظيمات سنية متطرفة اخرى منذ اكثر من عشرة أيام على أجزاء واسعة من شمال العراق اثر هجوم كاسح شنته هذه الجماعات التي تحاول الزحف نحو بغداد وكذلك نحو النجف وكربلاء اللتين تضمان مراقد شيعية.

وأوضح الصافي ان “هذه الدعوة كانت موجهة الى جميع المواطنين من غير اختصاص بطائفة دون اخرى اذ كان الهدف منها هو الاستعداد والتهيؤ لمواجهة الجماعة التكفيرية المسماة “داعش” التي اصبح لها اليد العليا والحضور الاقوى في ما يجري في محافظات عدة”. وأضاف ان “دعوة المرجعية انما كانت للانخراط في القوات الامنية الرسمية وليس لتشكيل ميليشيا مسلحة خارج اطار القانون”.

ودعا السيستاني ايضا، كما قال الصافي في خطبته الى تأليف حكومة جديدة في العراق تحظى بقبول وطني واسع و”تتدارك الاخطاء السابقة”، بعد أقل من شهرين من الانتخابات النيابية، في ما بدا موجها الى المالكي الذي يسعى الى ولاية ثالثة ويواجه اتهامات متزايدة بتهميش السنة.

وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما اعلن الخميس استعداد بلاده للقيام بعمل عسكري في العراق، كما أعلن ارسال 300 مستشار عسكري الى هذا البلد، وقت تقوم طائرات أميركية بطلعات استطلاعية في الاجواء العراقية.

ورحب مسؤول عسكري عراقي، وهو ضابط برتبة فريق في الجيش باعلان الولايات المتحدة التي سحبت جنودها من العراق في نهاية 2011. وقال: “اننا في حاجة الى الدعم الاميركي لتقويض الارهاب والقضاء عليه في المناطق التي نشط فيها وخصوصا عبر ضربات جوية لاهداف محددة”. واضاف ان “الامكانات الكبيرة التي تمتلكها الولايات المتحدة ستساعد على رفع القدرات القتالية ومضاعفة معنويات المقاتلين”، مشيرا الى ان “الارهاب يهدد العالم اجمع والتعاون الاميركي يمثل جوهر الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين”.

الوضع الميداني

ميدانيا، اعلن ضابط برتبة عقيد في الجيش العراقي وضابط برتبة مقدم في الشرطة ان 34 رجلاً من القوات الحكومية قتلوا في اشتباكات مع مسلحين في مدينة القائم الحدودية في غرب البلاد.

واكد قائمقام مدينة القائم شمال غرب بغداد فرحان فرحان حصول الاشتباكات التي بدات في ساعة متقدمة الخميس وتواصلت حتى منتصف الجمعة، فيما أشار شهود عيان الى نزوح عائلات من القائم نحو مدينتي عنه وراوة القريبتين.

وقتلت امرأة واصيب أربعة اشخاص بينهم طفل بجروح عندما استهدفت مروحية عسكرية عراقية منازل في ناحية الضلوعية الواقعة على مسافة 90 كيلومتراً شمال بغداد.

وفي قضاء تلعفر شمال بغداد تواصلت الاشتباكات استناداً الى شهود عيان اذ تحاول القوات الحكومية منع المسلحين من السيطرة على القضاء الاستراتيجي الواقع قرب الحدود التركية والسورية والذي تسكنه غالبية من التركمان الشيعة.

على صعيد آخر تحدثت مصادر عسكرية عن وجود مسلحين في منطقة تضم بقايا ابنية تابعة لمنشأة لصناعة اسلحة كيميائية كان يطلق عليها “منشأة المثنى” في ظل النظام السابق في العراق، على مسافة نحو 30 كيلومتراً غرب مدينة بلد الواقعة على مسافة 70 كيلومتراً من بغداد.

وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعلنت الخميس ان مقاتلين اسلاميين سيطروا على مصنع سابق لانتاج الاسلحة الكيميائية يعود الى نظام صدام حسين. وهناك مسلحون آخرون في منطقة النباعي على مسافة نحو 15 كيلومتراً غرب الدجيل.

وفي هذا السياق، قال قائد عمليات سامراء الفريق صباح الفتلاوي ان “الارهابيين متواجدون فعلا في هذه المناطق ولكنهم محاصرون من قواتنا وسيتم القضاء عليهم”. واضاف ان “قواتنا تسيطر بشكل كامل على مناطق الضلوعية والدجيل والمناطق المحيطة بها، وستواصل تطهير المناطق الاخرى”.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة، ان “30 مقاتلا من جماعة عصائب اهل الحق قتلوا خلال تصديهم لمسلحين حاولوا من غير ان ينجحوا دخول قضاء المقدادية” الواقع شمال مدينة بعقوبة على مسافة 60 كيلومتراً شمال شرق بغداد مركز محافظة ديالى.

وأفاد مصدر مقرب من المالكي إن الحكومة تعتزم الرد الآن بعدما أوقفت تقدم “داعش”. وبث التلفزيون شريطاً لعبد الله الجبوري محافظ صلاح الدين التي اجتاح المقاتلون عاصمتها تكريت الاسبوع الماضي وهو يقول للجنود في الاسحاقي جنوب سامراء إنهم سيتحركون في اتجاه تكريت والشرقاط ونينوى. واضاف أن هذه القوات لن تتوقف، وأن عديد القوات الحكومية حول سامراء يتجاوز 50 الفا.

السابق
تدشين نبع جزين وانارته
التالي
ما هي نصيحة جيهان السادات لزوجة السيسي؟