من يريد اغتيال نبيه بري؟  

  من يريد اغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري؟ سؤال يتردّد على ألسنة اللبنانيين خصوصا بعد نشر جريدة "السفير" مؤخرا معلومات عن محاولة اغتيال رئيس مجلس النواب ورئيس حركة "أمل". وهي أخبار تظهر إلى الواجهة كلّ فترة لتعود وتختفي؟ هل هي رسالة سياسية يريد  أحد الاطراف توجيهيا إلى رئيس المجلس؟ أم أنّها رسالة من برّي شخصيا، النافذ في "السفير"، إلى مناصريه، لشدّ عصب حركة "أمل"؟ وماذا يقول لـ"جنوبية" المستشار الاعلامي للرئيس نبيه بري، علي حمدان.  

بفارق زمني لا بتعدى الاشهر القليلة تعود سيناريوهات محاولة اغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري لتنشر في  الصحف المقربة من محور الممانعة. السيناريو الاخير نشرته جريدة السفير بتاريخ 16/6/2014 : “كشفت معلومات أن المخططين لاغتيال بري كانوا قد أعدّوا لهجوم انتحاري، استناداً الى سيناريو من اثنين: الاول، يقضي بتفجير سيارتين مفخختين، الواحدة تلو الأخرى، لتحطيم ’خط الدفاع’ عن مقر إقامة بري، ومن ثم تمهيد الطريق امام تقدم سيارة ثالثة مفخخة كان ينوي سائقها تفجيرها في باحة المقر مباشرة… أما السيناريو الآخر، فكان يعتمد على هجوم تمهيدي بواسطة قرابة سبع دراجات نارية يقودها انتحاريون مزنرون بأحزمة ناسفة لتدمير الحواجز والعوائق المنتشرة في محيط المكان، وبالتالي فتح الطريق امام سيارتين مفخختين أولى تقتحم أسوار المقر، وثانية تلحق بها وتنفجر بسائقها في الباحة الداخلية. ولاحقاً، التقطت كاميرات المراقبة في محيط عين التينة صورتي الشخص الراجل وسائق الدراجة النارية، وتم تسليم الأشرطة الى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي”.

المستشار الاعلامي للرئيس نبيه بري علي حمدان قال في حديث لـ”جنوبية” إنّ “هذه العملية ليست جديدة، بل هي تتمة لجزء من التحقيق الذي انكشف في شباط الماضي وقد نشرته الصحف”. ورفض حمدان التعليق على الموضوع محيلا إياه إلى “المعنيين في حركة امل”. الا اننا لم نتمكن من التواصل مع المسؤول الاعلامي في الحركة طلال حاطوم المكلّف حصرا بالحديث عن الموضوع.

وفي حديث لـ”جنوبية” قال العميد المتقاعد نزار عبد القادر تعليقا مخطّط الاغتيال المنشور في “السفير”: “أنا لا أستطيع الحكم على الموضوع فليس لدي مصادر تؤكد او تنفي صحة مخطط الاغتيال، ولكن ان يُنشر في وسائل اعلام محترمة معنى ذلك انه حقيقة، وان تنشر تفاصيل معنى ذلك ايضا ان هناك من سرّبها وسرّب الخطة المحكي عنها. وقضية من هذا النوع ذات هدف محميّ وصلب يتطلب وضع سيناريوهات لها، وهذه السيناريوهات تتضمّن كسر الدفاع الخارجي، وكسر الطوق الثاني للحماية ومن ثم التفجير بقصد تحقيق الهدف والاضرار السياسي او حتى القتل”.

نزار عبدالقادر ويتابع العميد المتقاعد نزار عبد القادر تحليله:”انا اعتقد انه بالمقارنة مع ما حدث مع السفارة الايرانية التي خضعت لهجوم مزدوج رغم الحماية من اجل الحاق الضرر، يبدو المخطّط معقولا وصحيحا. والسيناريوهات التي بُينت هي على اساس أنّ المنظمات الارهابية سبق ان قامت بما يماثل او أنّها بالفعل نتيجة معلومات حصل المعنيون عليها بواسطة مخبرين او انهم قد ضبطوا احد افراد الخلايا الذي اعطى معلومات”.

مرة جديدة يعود سيناريو محاولة اغتيال رئيس المجلس الى الواجهة في ظل ظروف أمنية وسياسية معقدة، فهل ما يحكى عن سيناريوهات ومخططات رسالة الى رئيس مجلس النواب لاتخاذ موقف ما؟ هو الذي ما زال يرفض مشاركة حركة “أمل” في الحرب السورية ضدّ الشعب السوري ام أنّها رسالة من الرئيس نفسه الى مناصريه لشدّ عصب حركة أمل التي بدأت تذوب في حزب الله؟ خصوصا أنّ الحركة تعيش صراعات داخلية حاليا وتحاول إعادة تنظيم صفوفها.

 

السابق
مخاوف من معارك حدود مع سوريا.. وتعطيل الحكومة
التالي
جلسة السلسلة اليوم تتوقف على الاتفاق السياسي