هذه حقيقة هادي حرب «صياد النساء»

معقد؟ أو مريض نفسي؟ ام انه مجرد لصّ؟ او محترف جريمة؟ ام انه انسان طبيعي، تغلبت عليه غريزة الانتقام، بعدما طلق زوجته، وراح ينتقم من جنس النساء واحدة تلوَ الاخرى ويكدس ضحاياه فوق بعضها يوماً بعد يوم، فيسلبهن ما يحملن بعد تهديدهن قبل ان يعمل على اغتصاب ما امكن له منهن؟

حكاية هادي حسين حرب الذي أوقفته قوة من مفرزة بعبدا القضائية في 9 الجاري بعد جهود مضنية، سيّما وانه ان احترف التخفي والاحتراز وكان يمارس جرائمه بكثير من الدقة، تستحق ان تروى، ويفيد الناس منها.
فالشاب الذي لم يتجاوز الـ34 من عمره بعد، هو صاحب أسبقيات عدلية، وملفه ممتلئ بجرائم السرقة والسلب، وقد أدخل الى السجن أكثر من مرة وقضى محكومياته، وهو كان قبيل القاء القبض عليه هاربا من حكم قضائي في حقه يقضي بسجنه 5 سنوات بتهم السلب والسرقة، ومع ذلك فانه تمكن من التخفي عن أعين القوى الامنية التي طويلاً ما طاردته، الا ان ذلك لم يحدّ من نشاطاته الاجرامية التي توسعت على ما يبدو منذ نحو عام ليتحوّل نحو “التخصص” بسلب النساء واغتصاب ما تيّسر له منهن، عندما تسمح الظروف بذلك.

في هذا الاطار، ثمة الكثير من النظريات التي ترجع حالته الى عقدة نفسية، ربما تكون نشأت لديه بعد طلاقه من زوجته الاولى، واتهامه لها بما جعله يضع “ستاتوس” (عبارته المفضلة) على هاتفه “الحذاء..أشرف من النساء”. وربما لم يكن ذلك سوى موقف منبثق من حقده على البشرية بشكل عام كمحترف جريمة، وبالتالي فهو لا يميّز بين امرأة ورجل، ولكنه يجد في سلب النساء عملية أسهل من سلب الرجال، كونهن لا يبديْن مقاومة له، ولا يشكلن خطرا عليه، وبما أنه جنوح نحو الممارسات الجنسية العنيفة فقد اختط طريقه ذاك على هذه الاسس، وراح يغتصب كل من تسمح الظروف باغتصابها، واللاتي اعترف خلال التحقيق معه بأن عددهن يربو على ال50 امرأة.

لكن ما لم يفهمه المطلعون على التحقيقات بعد هو سبب تفضيله النساء الكبيرات في السن لسلبهن واغتصابهن، وعمر احداهن يربو على ال 80 عاما، كما حيرتهم قدرته الفائقة على التخفي والهروب بمهارة من أعين القوى الامنية التي كانت تراقبه منذ اكثر من 8 اشهر، وقد بدل عنوان منزله مرتين خلال هذه المدة كان اخر عنوان له في بلدة عرمون.

أما طريقته في “اصطياد النساء” فسهلة جدا، كل امرأة تنتظر سيارة الى جانب الطريق التي يسلكها عندما يخرج الى “الصيد”، خلال العام المنصرم، ولا سيما على الطريق الساحلية من مناطق الناعمة وجدرا وصولا الى عرمون وخلدة والضاحية الجنوبية، هي طريدة له، وتتحول فريسة بمجرد ان وافقت على مبدأ الركوب الى جانبه بسيارة “الاوتوستوب” التي كان يبدلها بشكل دائم حتى لا يثير الشكوك والريبة، وقد بدلها خلال عام نحو 5 او 6 مرات وهي :”رينو5″ و”رابيد” و”هوندا” و”داتسون” و”آي 10″ وهوندا بيضاء وغيرها من السيارات التي كان يشتري بعضها وسرعان ما يبيعها للتخفي، ويستأجر بعضها الاخر او يستعير بعضها من أصدقائه لينفذ فيها عملية سلب واغتصاب ثم يعيدها اليه.

وبعد إصعادهن الى السيارة، يعتمد طرق المسايرة والكلام الجميل والمغازلة احيانا ثم يتوجه بضحاياه الى أماكن حرجية خالية من الناس حيث يعمل على سحب مسدسه وتهديدهن باطلاق النار اذا لم يمتثلن لتسليمه كل ما بحوزتهن والرضوخ لرغباته، التي كانت تحدد مداها ظروف المنطقة في غالب الاحيان.
ورغم ان الغالبية الساحقة من النساء اللواتي تعرضن لعمليات سلب على يديه لم يتقدمن بشكاوى في هذا الصدد، والارجح ان معظمهن لم يخبرن حتى اهاليهن واقرباءهن بما حدث، نتيجة للاعتبارات الاجتماعية وخوفاً من اتساع الفضيحة، فان رقم اعترافاته رسى على 50 امرأة، والدليل ان القوى الامنية التي اوقفته صادرت من منزله اكثر من 20 حقيبة يد نسائية قال انه سلبها من ضحاياه لكن من تعرفن الى حقائبهن لدى القوى الامنية بعد ذلك لم يتجاوز السيدتين. وهذا شكّل دليلاً على ان الضحايا اللواتي آثرن الصمت والتردد وعدم التقدم بشكوى هن الاكثرية.

هادي حرب شكل ظاهرة إجرامية ليست فريدة ولكنها “نافرة” بكل المقاييس، ويجب ان تنجلي كل تلك الظاهر والحقائق المرة، حتى لا تستفحل وتتحول أمراضاً فتاكة تضرب في عمق المجتمع، وتصيبه بمقتل في الصميم.

السابق
تدابير أمنية مشددة في الجنوب..
التالي
المؤتمر الـدولي لدعم الجيش: لانتخاب رئيس