أنوف الجِمال تفرز الـ’كورونا’

أظهرت نتائج أولية لدراسة أجراها «المجلس الأعلى للصحة» في قطر بالتعاون مع وزارة البيئة و «منظمة الصحة العالمية» ومركز «إراسمس» للصحة العامة في هولندا، أن فيروس «كورونا» المُسبّب لـ «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية» («ميرس» MERS) موجود في عيّنات الإبل التي شملتها الدراسة.

ووجدت الدراسة أيضاً أن الفيروس يفرز في أنسجة عدّة في الجِمال، خصوصاً إفرازات الأنف، كما سجلت 20 في المئة من عينات براز الجِمال أنها إيجابية الفيروس. ولم يعزل الفيروس من عينات البول عند جِمال رصد الفيروس في إفرازات الأنف لديها.

 تقصّي الوباء

وأكد مدير إدارة الصحة العامة في «المجلس الأعلى للصحة» الدكتور محمد بن حمد آل ثاني أن البلاد اتّخذت سلسلة إجراءات احترازية ضد الفيروس. وشملت الإجراءات تعزيز التقصّي الوبائي عن فيروس «كورونا».

وفي أوقات سابقة، سجّلت قطر إصابات بفيروس «كورونا»، بينها امراة و8 رجال هم ستة قطريين و3 غير قطريين. كذلك حدثت 5 وفيات بفيروس «كورونا» في قطر.

ولفتت الدراسة المشار إليها أنفاً إلى احتمال تلوث لحم الجِمال بعد ذبحها، مع ملاحظة ظهور الفيروس في العقد اللمفاوية لـ13في المئة من الجِمال التي شملتها العينة. وفي المقابل، لا يعرف على نحو حاسم ما إذا كان لحم الإبل يحتوي فيروس «كورونا» أم لا.

وأُخِذَت أيضاً عيّنات من حليب الإبل جرى تجمعيها وفق الطرق التقليدية المتبعة في حَلْب الإبل. وأظهرت النتائج وجود الفيروس لدى ما يزيد على 50 في المئة من الإبل المُصابة بالفيروس. لكن الدراسة لم تستبعد احتمال تلوّث حليب الإبل أثناء عملية الحَلْب، على رغم أن عيّنات الحليب كلها احتوت مؤشّرات إلى وجود الفيروس.

وفي شأن العينات التي أخذت من العُمّال المحيطين بالإبل، أظهر 8.7 في المئة من العمال مؤشّرات إلى إصابتهم بالفيروس، فيما انخفضت النسبة إلى الصفر في عيّنة المُقارَنَة التي ضمّت أشخاصاً في قطر وهولندا لا علاقة لهم بالحيوانات في شكل عام أو يتعاملون مع الأغنام وحدها.

وفي خلاصاتها المتنوّعة، دعت الدراسة إلى ضرورة الحرص على غلي حليب الإبل قبل شربه، وطهو لحوم الإبل جيّداً. وحضّت من يخشون الإصابة بمرض خطير بسبب فيروس «كورونا»، أن يتفادوا الاحتكاك عن كثب بالإبل عند زيارة المزارع والحظائر.

وكذلك حضّت الجمهور العام على التقيّد بتدابير النظافة العامة عند زيارة المزارع والحظائر، خصوصاً الحرص على غسل اليدين بانتظام قبل لمس الحيوانات وبعده، وتجنّب الاحتكاك بالحيوانات المريضة.

جوازات سفر للإبل

وشدّدت الدراسة نفسها على أهمية التنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي والمكاتب الإقليمية للمنظمات الصحيّة الدولية، بهدف الالتزام بالإجراءات الكفيلة بمنع انتقال الفيروس.

كما دعت إلى تطوير شبكة لمعلومات الإنتاج الحيواني، بما فيها نتائج فحوص المختبرات، والإسراع في إنجاز الإجراءات الخاصة باستخراج جوازات مرور للإبل، إضافة إلى الالتزام باستعمالها.

ولفتت الدراسة إلى وجود اتفاق على عدم حظر استيراد الإبل، مع ربط المسألة بظهور أدلة علمية عن الفيروس في الإبل المستوردة. وحاضراً، يجري تسجيل شحنات الإبل الواردة إلى البلاد مع أخذ عينّات منها للتثبت من خلوها من فيروس «كورونا».

وفي حال وجود نتائج تثبت الإصابة بالفيروس، يجرى عزل الحيوانات عن بقيّة القطعان لمدة 30 يوماً، كما لا يسمح لها بالعودة إلى مخالطة بقية الحيوانات إلا بعد التثبّت من خلوّها من الفيروس. وكذلك لا يسمح بذبح أي منها إلا بعد التأكّد من خلوّه من المرض. وحاضراً، تحظر قطر استيراد الإبل من خارج دول مجلس التعاون الخليجي، مع انتظار توجيهات المنظمات الطبيّة الدولية في هذا الخصوص.

السابق
السقوط على الطريقة اللبنانية
التالي
الرئيس بري أرجأ جلسة الإنتخاب الى 2 تموز