مرسيل خليفة يعتذر بعد زاهي وهبي: جعجع مجرم!

مرسيل خليفة
مرسيل خليفة أحد أيقونات اللبنانيين ها هو يلحق بفيروز. تلك التي "جرجرها" ابنها العاق زياد الرحباني لتكون على لسان "الي بيسوا والي ما بيسوا"، فيما مرسيل يجرجر نفسه بنفسه وينزل إلى "وحول" السياسة والزواريب اللبنانية. اللهم إلا إذا كانت تلك الرسالة هي المرادف "المرسيل خليفي" لرسالة زاهي وهبي التي اعتذر بواسطتها عن مشاركته، مع مرسيل وأميمة الخليل، في نشاط تموّله البرامج الأميركية. فزاهي كتب "إني أعتذر" وتذلّل طلبا للغفران، فيما ذهب مرسيل خليفة إلى "الشجن" و"الحبّ" و"أسرار الروح" وشتيمة جعجع.

مرسيل خليفة أحد أيقونات اللبنانيين ها هو يلحق بفيروز. تلك التي “جرجرها” ابنها العاق زياد الرحباني لتكون على لسان “الي بيسوا والي ما بيسوا”، فيما مرسيل يجرجر نفسه بنفسه وينزل إلى “وحول” السياسة والزواريب اللبنانية. اللهم إلا إذا كانت تلك الرسالة هي المرادف “المرسيل خليفي” لرسالة زاهي وهبي التي اعتذر بواسطتها عن مشاركته، مع مرسيل وأميمة الخليل، في نشاط تموّله البرامج الأميركية. فزاهي كتب “إني أعتذر” وتذلّل طلبا للغفران، فيما ذهب مرسيل خليفة إلى “الشجن” و”الحبّ” و”أسرار الروح” وشتيمة جعجع.

 

بعد غياب شبه تام عن اللقاءات والحوارات الفنية والثقافية المطوّلة في لبنان، وابتعاده عن كل التطورات السياسية التي تشهدها البلاد منذ العام 2005 ، عاد الفنان مرسيل خليفة الى الساحة السياسية عبر رسالة وجهها الى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد وفاة والد جعجع. تبدو الرسالة في اولها عادية جدا وفيها نوع من الحزن والتعاطف: “أقاسمك الحزن على غياب والدك. لأنّني أعرف هذا الحزن الذي لا يعرف الرحمة. حزن مثل هذا ليس سهلاً التفاهم معه. البارحة رأيتك في التلفزيون تكبح رغبة الدمع في التفجّر”.

حتى هذا المقطع الرسالة عادية جدا الا أن خليفة يكمل موجها حديثه الى جعجع: “رغم أنك حرمتني من إلقاء نظرة على وجه والدي لأحتفظ بأسرار الروح. لقد مضى والدي وحيداً ولم استطع أن أمشي في جنازته إلى تراب الورد. لديّ من الشجن ما لا يوصف، ولو كان لشجن الروح صوت لتحتّم سماعه”.

خليفة الفنان الملتزم قضية وطنية، والذي كان خلال الحرب الاهلية منتميا الى حزب سياسي لبناني عريق هو الحزب الشيوعي الذي شارك مثله مثل بقية الاحزاب اللبنانية في الحرب الاهلية بكل سيئاتها وحسناتها (هل لها حسنات؟)، يلوم سمير جعجع لأنّه لم يتمكن في زمن الحرب من المشاركة في عزاء والده كون العزاء كان في منطقة تابعة للقوات اللبنانية ووقتها كانت الحرب في أوجها بين اليمين اللبناني، كـ”القوات” و”الكتائب” و”الأحرار”، وبين اليسار اللبناني كـ”الحزب الشيوعي” و”البعث” وحركة “أمل” و”الحزب التقدمي الإشتراكي” وغيرها.

مرسيل خليفة الذي استفزته صورة جعجع باكيا في عزاء والده ظلّ صامتا ومحايدا دون موقف واضح من جميع الاغتيالات السياسية بعد انتهاء زمن الحرب الاهلية وطي صفحة الاقتتال بين اللبنانيين. مرسيل خليفة الذي غنّى للحرية لم يستفزّه مشهد الديكتاتوريات التي تقتل شعوبها، وحتّى في عزّ الانقسام اللبناني، حين اغتال النظام السوري رفيق دربه جورج حاوي، ظلّ محايدا. وحدها صورة سمير جعجع باكياً حرّكت في مرسيل مشاعره، التي كان الواحد منّا يظنّها مشاعر عامّة، أو على الأقلّ لا يصرّح بها إلا لتكون على صورته الهادئة، البعيدة عن الحقد وسوء النية.

الصحافي في قوى الرابع عشر من آذار شارل جبور ردّ على خليفة على صفحته على الفايسبوك كاتبا: “قال خليفة مخاطبا سمير جعجع: البارحة رأيتك في التلفزيون تكبح رغبة الدمع في التفجّر، رغم أنّك حرمتني من القاء نظرة على وجه والدي لأحتفظ بأسرار الروح”، وتابع جبّور: “لا يمكن التغاضي عن كلام خليفة. فرغم اعجابنا الكبير بشخصه وفنه، الا انّه ترك المنطقة الشرقية مع بداية الاحداث، فيما جعجع تولّى ادارة هذه المنطقة في العام ١٩٨٦، ومن ثم هذا منطق الحرب والتعبئة والتجييش، وما انطبق عليه انسحب على الآلاف من الطرف الاخر الذين تم تهجيرهم وقتلهم وحرموا العودة الى قراهم ورؤية أهلهم، ويبقى انّه كان من الصعب على المجتمع الذين يواجه منطق تحرير فلسطين من جونية ان يتقبل من أخذ على عاتقه المقاومة الثقافية دعما للقضية للفلسطينية…”

في لحظة يحاول رئيس حزب القوات اللبنانية الخروج من منطق الحرب والدخول الى الدولة كبقية قادة الميلشيات والحرب الاهلية الذين أصبحوا هم الدولة وقادتها، هناك من يصرّ على إعادة جعجع الى الوراء، الى زمن الحرب التي انتهت . وما رسالة الفنان مرسيل خليفة الى سمير جعجع في عزاء والده، قائلا له “حرمتني من نظرة الوداع لوالدي” الا نموذجا بسيطا عن هذه المحاولات. مرسيل الذي يعتبر من أيقونات اللبنانيين التي لا يختلفون عليها، ها هو يلحق بفيروز. تلك التي “جرجرها” ابنها العاق زياد الرحباني لتكون على لسان “الي بيسوا والي ما بيسوا”، فيما مرسيل يجرجر نفسه بنفسه وينزل إلى “وحول” السياسة والزواريب اللبنانية بدل أن يظلّ كبيرا فوق هذه الحساسيات الصغيرة.

وختاما ليس مقبولا من فنان كمرسيل خليفة شارك في الحرب وعرف خباياها وهرب منها الى الموسيقى، حتّى أنّه هرب من الموسيقى الملتزمة بعدما صارت عبئا عليه، ليس مقبولا أن يقرّر فتح ملف الماضي بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت… اللهم إلا إذا كانت تلك الرسالة هي المرادف “المرسيل خليفي” لرسالة زاهي وهبي التي اعتذر بواسطتها عن مشاركته، إلى جانب مرسيل خليفة وأميمة الخليل، في نشاط تموّله الأموال الأميركية. فزاهي كتب “إني أعتذر” وتذلّل طلبا للغفران، فيما ذهب مرسيل خليفة إلى “الشجن” و”الحبّ” و”أسرار الروح”. كما لو أنّ شتيمة سمير جعجع تبيّض صفحات من تتّهمهم جريدة “الأخبار” بالعمالة للشيطان الأكبر ويتّهمهم الممانعون بـ”قبض الفلوس من الأميركيين”. فهي هي رسالة اعتذار من “الممانعة”، عبر إطلاق النار على أبرز خصومها؟

السابق
قاسم: التعثر في انتخاب الرئيس لا يعني تعطيل البلد
التالي
ايجابيات تخرق جمود السلسلة وموقف موحد لـ14 اذار