هل يُصاب لبنان بفيروس ’داعش’؟

داعش

تخوَّف الجيش اللبناني من خلايا جهادية نائمة يوقظها التمدُّد “الداعشي” في العراق، فسارع إلى عرسال وجرودها، واعتقل عناصر مشتبهاً بإنتمائهم إلى “داعش” و”النصرة”. فهل التخوُّف اللبناني في محلِّه أم مبالَغٌ فيه؟.. الحراك “الداعشي” العراقي أشعر أوساطاً سنّية في لبنان بنشوة. والمقصود ليس أوساط الجماعات الجهادية المحظورة التي واجهها الجيش في عبرا أو عرسال أو سواهما، بل أيضاً أوساط المجموعات التي تتعاطى الشأن العام أو تشارك في السلطة، كـ”الجماعة الإسلامية”. وكاد النائب خالد ضاهر أن يبقّ البحصة قبل يومين، عندما جدَّد تحذير “حزب الله” من أنّ إستمرار تورُّطه في سوريا سيقود لبنان إلى الأسوأ. وهنا، ينبغي التوقف عند الملاحظات الآتية:

 

 

1- إنّ لبنان جزءٌ من جغرافية “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.

 

 

2- إنّ سنّة لبنان عموماً، والسلفيين منهم خصوصاً، يعيشون شعوراً مشابهاً لشعور السنّة العراقيين من حيث تعاطي الدولة معهم. فهناك غضّ نظر واضح على تورُّط “حزب الله”، مقابل تعقُّب أيّ حراك سنّي مقابل.

 

3- إنّ القوى المتنازعة هي نفسها في لبنان وسائر دول الشرق الأوسط: الشيعة تدعمهم إيران والسنّة تدعمهم تركيا وعرب الخليج..

 

بناءً على هذه الملاحظات، قد لا يواجه لبنان خطراً مباشراً من جرّاء “الإستنهاض الداعشي” الإقليمي. ولكن لا يجوز الإستهانة بمخاطر إصابة لبنان بالفيروس إذا أمعن اللبنانيون في تجاهل المخاطر. فالمناعة اللبنانية أمام هذا النوع من الفيروسات ليست كافية. ويكفي تذكُّر أنّ الإنتحاريين واظبوا على عملهم حتى البارحة. ولذلك، فالوقاية من الفيروس “الداعشي” لا تكون أمنية فقط. فعمليات “التنظيف” الأمنية تشبه التطهير الموضعي للجِلد في نقطة ظاهرة للعيان، فيما الحُمّى في الداخل، وهي تهدِّد بقتل المريض.

السابق
اسرائيل توقف عزيز الدويك
التالي
..وللمومسات ’مونديال’ أيضاً