’المكيافيليّة’ الأميركية في العراق

يحلو لبعض المراقبين إيجاد بعض أوجُهِ شبَهٍ بين الزلزال “الداعشي” الذي ضرب العراق، والزلزال الذي أحدثه غزو صدّام حسين للكويت عام 1995. فالزلزالان ظهَرا فجأةً، ليتبيّن في ما بعد أنّ تخطيطاً “مكيافيليّاً” سبقهما وبعناية فائقة.. همسات في كواليس دبلوماسية تشير إلى معرفة واشنطن المسبقة “بالانتفاضة السنّية”، مع مساهمتها في تسليط الضوء على تنظيم داعش، وذلك للأهداف التالية: 1- تنفيس الاحتقان السعودي الحاصل بسبب التقارب الاميركي – الايراني، والذي أنتجَ مفاوضات تاريخية، مع الإشارة إلى أنّ كلّ ما يحصل لن يؤثّر سلباً على التسوية المنتظرة. 2- توجيه ضربة ميدانية لإيران في قلب مصالحها الإقليمية..

 

لكن كيف سينعكس كلّ ذلك على لبنان؟ القائم بالأعمال الأميركي في فرنسا، والذي يتولّى الآن شؤون بلاده بسبب غياب السفير، يقول بصراحة فجّة لزوّاره أنْ لا أحد يفكّر بلبنان الآن، بسبب الانشغالات الكبرى الحاصلة في المنطقة، وأنّ الوقت قد يكون كفيلاً لأن يتعب الجميع تمهيداً للدخول في تسوية رئاسية. إلّا أنّ أوساطاً دبلوماسية أميركية أخرى توقّعت انعكاسات مباشرة للزلزال العراقي على الساحة اللبنانية بطريقة مشابهة ولو من بعيد لما حصلَ في لبنان عام 1990 عقبَ الزلزال الكويتي. ولا تستبعد هذه الأوساط مثلاً أن تتحرّك بعض الخلايا النائمة في لبنان على وقع التطوّرات التي ستحصل في العراق، وأن تحدث هزّات أمنية قبل أن تعمد الخطوط المفتوحة بين إيران والسعودية عبر سلطنةِ عمان إلى فرض تسوية ما..

السابق
..وللمومسات ’مونديال’ أيضاً
التالي
«داعش» تقتاد الجنود العراقيين بالشاحنات وتعدمهم